الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موهوبات صغيرات يبدعن لوحات تبهت أمامها الألوان

موهوبات صغيرات يبدعن لوحات تبهت أمامها الألوان
10 مايو 2010 20:10
موهوبات صغيرات رسمن بأناملهن الرقيقة لوحات فنية رائعة، عبرن من خلالها عن قدراتهن في محاكاة إبداعات أكبر وأشهر الرسامين والفنانين التشكيليين المحليين والعالميين، فلفتن الأنظار إلى ذائقتهن الجمالية، وقدراتهن الفنية التي تفوق مراحلهن العمرية والتعليمية بكثير. غدير عبدالمجيد (العين) - على الرغم من بساطة الإمكانات التي توفرت لتلك الرسامات الصغيرات، وهن طالبات في مدرسة الطيبات، بمنطقة مزيد التي تبعد عن قلب مدينة العين عشرات الكيلو مترات، لكنهن وجدن بيئة تربوية تعليمية صالحة احتوتهن، واحتضنتهن بحب ورعاية واهتمام وفجرت طاقاتهن وصقلت مواهبهن، وأضاءت لهن الطريق نحو التميز والإبداع. ثم كانت المبادرة النبيلة عندما منحهن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شرف إقامة معرضهن وعرض لوحاتهن في قصر البحر، لتعانق فرحتهن عنان السماء، بلقاء سموه وتكبر هممهن ورغبتهن الجامحة في تقديم إبداعات أكبر، بعد أن سمعن كلامه الأبوي الدافئ. موعد مع الحلم حدث ذلك يوم الثالث من مايو لعام 2010، هو يوم لا يمكن أن يمحى من ذاكرة طالبات مدرسة الطيبات وفي لقاء خاص مع «الاتحاد» عبرن ببراءة شديدة عن مشاعرهن، ووصفن أنفسهن بأنهن يعشن حالة من الذهول والانبهار والصدمة، بل هو حلم جميل لا يردن الاستيقاظ منه!! وقبل أن نلتقي بهن، التقينا بأمهن الكبيرة التي تعاملهن كبناتها، وهي مديرة مدرسة الطيبات فاطمة خلفان الشرياني، وقد تحدثت بدورها عن المشروع الذي تبنته إدارة المدرسة ومعلماتها، وساهم بصورة مباشرة في إفراز تلك النخبة من الطالبات الموهوبات وهو مشروع (أطلقوا العنان لإبداعاتي). وأطلق العنان تقول الشرياني: «يهدف مشروع (أطلقوا العنان لإبداعاتي) إلى رعاية الموهوبات وإظهار الاتجاهات الإبداعية لديهن من خلال مادتي العلوم والتربية الفنية، حيث إن هاتين المادتين تبرزان النواحي الفكرية والفنية لدى الطالبات، ومن خلال متابعتي لأعمالهن وجدت أن هناك نواح إبداعية في شخصياتهن ظهرت من خلال البحث والتعلم الذاتي للاستنتاج الذي يظهر من خلال التجارب العلمية، وكل ذلك بالطبع تحت رعاية وإشراف معلمة العلوم الأستاذة شيخة المطوع التي قامت بتوجيهن إلى الأسس العلمية الصحيحة في البحث والوقوف على النتائج بموضوعية. وكذلك بالنسبة للتربية الفنية، حيث وجدت أن هناك الطالبات يمتلكن حساً فنياً رائعاً وقدرة على محاكاة كبار الرسامين في الدولة وخارجها». مدارس فنية تضيف الشرياني: «لقد رسمت الطالبات تحت إشراف وتوجيه من معلمات التربية الفنية، وهن ميثاء الشامسي وحصة الكتبي عدة لوحات تنتمي لمدارس فنية مختلفة، وبطرق ووسائل فنية حديثة ومتنوعة تدل على قدرات فنية وإبداعية لديهن، مما دفعني إلى تبني هذه الأفكار والإشراف على أعمال الطالبات، والتوجه بإقامة معرض على مستوى راق لعرض إبداعاتهن وتشجيعهن للمضي نحو طريق التميز، علما أن الطالبات في الصفوف الأساسية من الأول وحتى السادس وأعمالهن وتجاربهن تفوق مستواهن العلمي والعمري بكثير. الأمر الذي يستوجب رعاية هؤلاء المبدعات الموهوبات من خلال المتابعة والتشجيع والتحفيز، مثل عرض أعمالهن وتوثيقها، حيث أقمنا لهن معرضا في ملتقى أسرة الجامعة في العين في 19أبريل الماضي، وقد افتتحت المعرض نخبة من رسامي الإمارات الكبار، على رأسهم الفنانان التشكيليان عبدالقادر الريس وعبيد سرور، اللذين أشادا بالمستوى الراقي والمبدع لأعمال الطالبات. كما تشرف المعرض بزيارة كريمة من مدير مجلس أبوظبي للتعليم الدكتور مغير خميس الخييلي، بالإضافة إلى الأستاذ محمد سالم الظاهري، مدير منطقة أبوظبي التعليمية الذي أشاد بدوره بمستوى الإبداع الفني لدى الطالبات، وقدم صور رسوماتهن إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، الذي دعاهن بدوره إلى عرض 50 لوحة فنية قمن برسمها في قصر البحر، مما أسعدهن كثيراً وبث الثقة في نفوسهن ودعم الشخصية المبدعة لديهن». على درب الإنجاز شرحت معلمة التربية الفنية ميثاء الشامسي (هي فنانة تشكيلية بالأصل) أسلوبها المميز الذي غذت به روح الطالبات الإبداعية، حيث بدأت معهن من الصف الأول وحتى السادس خطوة بخطوة، تقول الشامسي: «من المقرر في المنهاج الدراسي أن اختار للطالبات مدرسة من المدارس الفنية، وأشرح لهن أسلوبها، ليتعلمن منها ويحاكينها ففكرت بأن أبدأ بالفنانين الإماراتيين المعروفين بفنهم وإبداعاتهم، وبعد أن أفيهم حقهم، سأنطلق إلى الفنانين العالميين المشهورين، وكخطوة جادة في تثقيف الطالبات فنيا، بدأت أجمع معلومات عبر الإنترنت والكتب والاتصال الشخصي بأشهر الفنانين الإماراتيين أمثال محمد الأستاد وعبيد سرور وعبدالقادر الريس ومحمد مندي لسؤالهم عن حياتهم وفنهم وأساليبهم وأشهر لوحاتهم، لأعرضها على الطالبات بأسلوب قصصي محبب إلى نفوسهم، ثم أطلب منهم بعد توزيع رسومات الفنانين عليهم أن يختاروا الرسمة التي يميلون إلى محاكاتها وتقليدها بأسلوبهن التخيلي الخاص، ونتيجة لتجاوبهم الكبير معي وانسجامهم الرائع في محاكاة الرسومات التي اختاروها، وبعد أن غرست فيهم الفخر والاعتزاز بفنانينا توسعت معهم وانتقلت بهم إلى 3 مدارس فنية عالمية، وهي التنقيطية والتكعيبية والانطباعية، وتناولت أساليب هذه المدارس وأشهر فنانيها، واتبعت نفس الأسلوب القصصي السابق في التعريف بالفنانين وحياتهم وأساليبهم وأشهر لوحاتهم». تتابع الشامسي: «قسمت الطالبات مجموعات، وكل مجموعة تختار فناناً أو مدرسة أعجبت بأسلوبها، وأحبت أن تحاكي إحدى لوحاتها، بالإضافة إلى مجموعة رسمت جلود الحيوانات وأسميناها الفن الإفريقي وغيرها». تؤكد الشامسي أنها حاولت أن تثقف الطالبات وتغرس في نفوسهن الثقة بأنهن يستطعن أن يرسموا ما رسمه أبدع وأشهر الفنانين، وتبني لديهن أساسا متينا ينطلقن منه إلى إبداعات شخصية جريئة وقوية. كبير يحتضن الصغار من جانبهن، تحدثت الطالبات عن رسوماتهن، وأثر المكرمة العظيمة بلقاء وتكريم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى جانبه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي. تقول الطالبة مهرة سعد: «شاركت بلوحتين فنيتين وحاكيت أسلوب الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وذلك في لوحة «واو القسم»، أما لوحتي الأخرى، فهي عن دمج الألوان الباردة والحارة». تضيف مهرة «لا يمكنني أن أصف شعوري وأنا أقف أمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد الذي سألني عن اسمي وعمري وماذا رسمت وناقشني في الأسلوب الذي حاكيته، لم أكن أتخيل أن أحظى بهذا الشرف العظيم، فأنا أعيش حالة فرح لا تصفها الحروف والكلمات».وحاكت الطالبة مريم سلطان بلوحتها الفنان الهولندي فان جوخ، حيث رسمت سحابا يحجب ضوء الشمس، وتصف مريم شعورها بالقول: «أشعر أنني متميزة عن إخوتي لأنني قابلت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، ووقف أمامي وحاورني وربت على كتفي، فشعرت بسعادة تسري في عروقي، لقد زادت ثقتي بنفسي، وصرت أحب الرسم أكثر، وأشعر أن في داخلي طاقات تريد أن تتفجر لأبدع أكثر ويفتخر بي والدي الكبير الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد أطال الله في عمره». ولا زالت الطالبة مريم سعيد تعيش حالة ذهول وصدمة بدت على ملامحها وقدرتها في التعبير، فهي من أكثر الطالبات تميزا في الحديث والخطابة، لكنها اليوم تقف عاجزة عن الحديث عن مشاعرها... تقول مريم سعيد: «لا زلت أشعر بوقع المفاجأة ومصدومة مما حدث، فمن أنا ليرى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد رسوماتي؟ ويحدثني ويضاحكني»؟ لقد سألني عن لوحتي التي حاكيت بها أشهر لوحات الفنان فان جوخ، وهي «نجوم الليل» وأثنى علي، ولو كنت أعلم أن لوحتي ستراها عين الفريق أول الشيخ محمد بن زايد لبذلت جهدا أكبر لتكون أجمل وأروع!! الطالبة علياء سالم رسمت نخلة وأحاطتها بإطارات بسيطة باللون الأخضر لتحاكي بذلك أسلوب الفنان الإماراتي عبيد سرور، الذي يعشق رسم النخيل والقوارب القديمة والمنازل القديمة، فهو فنان يحب رسم التراث في لوحاته كما أخبرتنا عنه علياء. تضيف علياء: «عندما رأيت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد يتحدث إلى زميلاتي واحدة تلو الأخرى، دون أن ينسى أحدا، انتظرت أن يأتيني الدور، وعندما رأيته يتجه نحوي بدأت قدماي ترتجفان وخفت، ولكن سرعان ما زال هذا الشعور بسبب تواضع سموه وحديثه الودي الأبوي القريب من الروح والنفس». أما الطالبة عائشة سلطان، فقد رسمت بأسلوب المدرسة التكعيبية وحاكت لوحة الفنان بيكاسو، تقول عائشة: «رسمت المقعد الأحمر وهي نفسها اللوحة التي رسمها بيكاسو، وهي عبارة عن كتل من الألوان وخطوط بسيطة». وتشير عائشة إلى أن سموه تحدث معهن بأريحية وأزال الحواجز بينه وبينهن ومازحهن، وكأنه يعرفهن ويعرفنه منذ سنوات. كما رسمت الطالبة موزة سالم مكعبات الموزاييك وبينها قباب لتحاكي لوحة للفنان التشكيلي السويسري بول كيلي، وقد سألها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، كم يوما احتاجت لرسم لوحتها؟ فأجابته موزه: 3 أيام. تقول موزة « أشعر بالاعتزاز والفخر؛ لأن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد وقف عندي، وسألني عن لوحتي وشرحت له كيف رسمتها ولماذا اتبعت هذا الأسلوب، لقد كان سموه لطيفا بشوشا معي، رغم القدر الكبير لسموه، لكنه في غاية الطيبة والتواضع». أما أريام سعيد ومجموعة أخرى من زميلاتها، فقد رسمن لوحات مختلفة أبدعن فيها برسم جلد حمار الوحش والنمر والزرافة وغيرها تحت مسمى الفن الأفريقي. وعبرت بدورها أريام واليازية وجواهر وليلى وآمنة وغيرهن عن سعادتهن الكبيرة بمكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، ورغبتهن في رؤيته مرة أخرى في معرض آخر، سيبدأن بتجهيز أنفسهن له منذ هذه اللحظة، ويتمنين أن يلبي آمالهن بحضوره. وتضم مديرة المدرسة فاطمة الشرياني صوتها للطالبات، فتعاهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد الذي ميزهن بهذه المقابلة، بأنها ستسعى جاهدة لتعد الطالبات في مختلف المجالات وليس الفنية فقط، بل العلمية والأدبية، وغيرها ليتميزن ويبدعن ويقمن معرضا في السنة القادمة يهدينه إليه، ويتشرفن بحضوره إليه إن شاء الله تعالى. قدارت متميزة لقد رسمت الطالبات عدة لوحات تنتمي لمدارس فنية مختلفة، وبطرق ووسائل فنية حديثة ومتنوعة تدل على قدرات فنية وإبداعية لديهن، مما دفعني إلى تبني هذه الأفكار والإشراف على أعمال الطالبات، والتوجه بإقامة معرض على مستوى راق لعرض إبداعاتهن وتشجيعهن للمضي نحو طريق التميز، علما أن الطالبات في الصفوف الأساسية من الأول وحتى السادس وأعمالهن وتجاربهن تفوق مستواهن العلمي والعمري بكثير. فاطمة خلفان الشرياني لو أنني علمت! لقد سألني عن لوحتي التي حاكيت بها أشهر لوحات الفنان فان جوخ، وهي «نجوم الليل» وأثنى علي، ولو كنت أعلم أن لوحتي ستراها عين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد لبذلت جهدا أكبر لتكون أجمل وأروع!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©