الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

طباخ يتصدى للهدر الغذائي لإطعام الفقراء

20 يونيو 2016 17:20
في غانا، كما في العديد من بلدان العالم ومنها العربية، يمكن استخراج ثروات من سلال المهملات. ولذا، قرر الطباخ ايليا امو ادو أن يؤسس منظمة "فود فور اول غانا" التي تعيد تدوير الأغذية بهدف إطعام الفقراء.
 
ويقول الطباخ إن هدفه هو أن يكون لكل شخص ما يكفيه من طعام، ولاسيما الأيتام والمتروكون لمصيرهم مثل مدمني المخدرات والمصابين بأمراض عقلية والمعوقين والشابات الصغيرات اللواتي حملن من غير زواج.
 
ويقول الطباخ الشاب، البالغ من العمر 25 عاما "ثمة أطفال لا يذهبون إلى المدرسة لسبب واحد وهو أنهم لا يجدون ما يأكلونه. ولذا، يضطرون إلى تمضية يومهم في بيع أي شيء في الشارع للحصول على ما يقتاتون عليه".
 
جاءت هذه الفكرة حين كان ايليا يسير في الشارع، فأزعجه كثيرا رؤية أشخاص مشردين يبحثون في النفايات عما يمكن أن يأكلوه ويطعموا منه أقرانهم.
 
ويقول "أن ترى أحدا يجمع الطعام الذي لا يريده أحد لإطعام أشخاص آخرين لا يساعدهم أحد" كان كافيا لإطلاق مشروع "فود فور أول" (طعام للجميع).
 
في دراسة أجرتها هذه المنظمة غير الحكومية العام 2013، تبين أن ربع الطعام في غانا يروح هدرا، وأن تخفيض هذا الهدر 15 % فقط يمكن أن يطعم أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا في هذا البلد.
 
ويقوم مشروع "فود فور أول" على مبدأ بسيط مستوحى من بعض المبادرات التي تنفذ في دول أخرى. فالمصانع الغذائية مدعوة إلى عدم إلقاء الأطعمة التي يقترب تاريخ صلاحيتها من الانتهاء، بل إعطائها للمنظمة.
 
وتجمع هذه الأطعمة ثم تفرز، ثم تعالج أو تطبخ بجهود متطوعين في "فود فور أول"، ليجال بها بعد ذلك على المدارس والجامعات ودور الأيتام وغيرها من المؤسسات العامة، حيث توزع على الأكثر فقرا.
 
 يعيش في غانا ثلاثة ملايين و500 ألف طفل في الفقر، من بينهم مليون و200 ألف لا يحصلون على غذاء كاف، بحسب ما أظهرت دراسة نشرتها أخيرا منظمة "يونيسف".
 
وتستقبل بعض دور الأيتام أعدادا من الأطفال أكبر من قدرتها على الاستيعاب، فلا تتمكن من إطعامهم جميعا، بحسب ايليا.
 
وهذا تحديدا ما يجري في ميتم "نيو لايف نونغوا" في ضاحية اكرا، والذي يرحب القيمون عليه بجهود "فود فور اول".
 
ويقول ني افوتي بوتوي مؤسس الميتم "نحن في عجز دائم، كل مساعدة هي موضع ترحيب".
 
وهو قادر على إطعام أيتامه في هذا اليوم مثلا الرز باللحم والبطاطس، بفضل جهود منظمة "فود فور أول".
 
وتقول المنظمة إنها وزعت في السنوات الثلاث الماضية 48 ألف وجبة غذاء مجانا.
 
في العام 2010، أصبحت غانا دولة نفطية، لكنها رغم ذلك ما زالت تعاني من فقر يضرب 25 % من سكانها البالغ عددهم 27 مليونا، بحسب أرقام البنك الدولي.
 
ويعاني البلد أيضا من نقص في البني التحتية ولاسيما الصحية منها، ونقصا في مشاريع المساعدات العامة.
 
في دراسة أعدت العام 2013، أوصت منظمة "فود فور أول" المؤسسات بأن تمارس رقابة مستمرة على الهدر الغذائي، ودعت الحكومة إلى المساعدة في جمع الفائض وتوزيعه.
 
ويقول الطباخ ايليا "لسنا بعيدين جدا عن حل مشكلة الجوع" آملا أن تعمم تجربته في غانا وفي افريقيا.
 
في مايو، نظمت "فود فور اول" مؤتمرا ضد الهدر الغذائي كان الهدف الأول منه التواصل بين منتجي الغذاء وموزعيه.

ويقول ايليا "افريقيا تحتاج حقا إلى هذا النوع من البنوك الغذائية لتأمين الطعام لمن هم أكثر حاجة"، معربا عن ثقته من أن مشاريع كهذه من شأنها أن تنقذ الأطعمة من أن تنتهي في القمامة، بل أن تطعم من هم في حاجة لسد رمقهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©