دخل حزب المحافظين البريطاني في محادثات تفصيلية مع حزب الديمقراطيين الأحرار القوة الثالثة في السياسة البريطانية أمس لبحث سبل تشكيل حكومة تحت ضغوط ضرورة تحقيق تقدم قبل أن تفتح أسواق المال المتوترة بالفعل أبوابها اليوم الاثنين. وفاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية يوم الخميس لكنه لم يستطع الحصول على أغلبية وهو يسعى الى الفوز بدعم حزب الديمقراطيين الأحرار بقيادة نيك كليج الذي حل في المركز الثالث لوضع حد لحكم حزب العمال الذي استمر 13 عاما.
وتريد أسواق المال تشكيل حكومة مستقرة تبدأ في أقرب وقت ممكن العمل بكل جهد على خفض العجز.
وقال وليام هيج المسؤول الرفيع في حزب المحافظين وأحد أعضاء الفريق الصغير الذي يجري المحادثات مع الديمقراطيين الأحرار عند استئناف المحادثات أمس “نحن ندرك بوضوح الحاجة إلى تقديم حكومة جديدة شرعية ومستقرة للبلاد بأسرع ما يمكن .. الاجتماع الأولي الذي عقدناه ليل الجمعة والاجتماع بين قادة الحزبين الليلة الماضية كانا بناءين للغاية وإيجابيين للغاية ويسودهما احترام كل طرف لمواقف الطرف الآخر”.
وقد يكون أكبر حجر عثرة في سبيل الاتفاق هو الإصلاح الانتخابي وهو مطلب مهم منذ فترة طويلة للديمقراطيين الأحرار الذين سيفوزون بعدد أكبر كثير من المقاعد إذا تحولت بريطانيا الى نظام التمثيل النسبي بدلا من النظام الحالي الذي يمنح كل مقاعد الدائرة للحزب الفائز فيها. وأشارت استطلاعات للرأي نشرت في صحف اليوم الأحد إلى أن أغلب البريطانيين يفضلون نظاما انتخابيا يميل أكثر إلى التمثيل النسبي لكن المحافظين يعارضون هذا التغيير بشدة.
ويجب أن يتغلب الجانبان على نقاط خلاف أخرى في شؤون السياسة الاقتصادية والدفاع والهجرة وموقف بريطانيا من أوروبا لكنهما يمكن أن يتوصلا إلى أرضية مشتركة بشأن موضوعات مثل خفض الضرائب للفقراء والتعليم والبيئة.
وقال مايكل جوف المتحدث باسم المحافظين لشؤون التعليم وأحد أوثق حلفاء كاميرون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “الأجواء جيدة. هناك استعداد للمحاولة وتسوية الخلافات بما يتفق والمصلحة الوطنية.” وأضاف أن من المهم أن يظهر الجانبان تقدما بحلول يوم الإثنين حين تفتح الأسواق لكن أي اتفاق سيسمح لها بالشعور بالارتياح.
وحين سئل إن كان مستعدا للتخلي عن فرصته في منصب وزاري ليفسح المجال لعضو من حزب الديمقراطيين الأحرار والمساعدة في إبرام اتفاق رد بالإيجاب دونما تردد. وأشار جوف إلى أن هناك عدة سيناريوهات محتملة بما في ذلك حكومة أقلية للمحافظين يدعمها الديمقراطيون الأحرار بالبرلمان في قضايا أساسية معينة أو ائتلاف ذو صبغة رسمية أكبر مع تشكيل حكومة تضم وزراء من الحزبين أو وضع بين الاثنين. وتوخى سايمون هيوز العضو البارز في حزب الديمقراطيين الأحرار الحذر في تصريحاته مشيرا إلى تباعد المواقف بشأن الإصلاح الانتخابي وإلى عدم ثقة حزبه في المحافظين . وقال هيوز في مقابلة مع (بي.بي.سي) “نريد أن نفرغ من هذا الأمر بأسرع ما يمكننا لكن لا يتوقع أحد أن نصل إلى اتفاق قبل غد.. وإذا استغرق الأمر عدة أيام فليكن”.
عدد اليوم
