الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأعلى» رب العالمين رفيع القدر منزه عن النقص

«الأعلى» رب العالمين رفيع القدر منزه عن النقص
27 مارس 2014 20:42
أحمد محمد (القاهرة) «الأعلى» اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه رفيع القدر والمنزلة، الذي بلغ الغاية في علو الرتبة، فلا رتبة لغيره، إلا وهي منحطة عنه والأعلى من العلو وعلو الله عز وجل نوعان علو الصفة وعلو الذات أما علو الصفة فإن لله عز وجل أكمل الصفات قال تعالى: (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم)، «سورة النحل: الآية، 60»، أما علو الذات فإن الله تعالى فوق عباده مستوٍ على عرشه فالله جل وعلا فوق كل شيء. ورد اسم الله «الأعلى» في القرآن الكريم في قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، «سورة الأعلى: الآية: 1»، وجاء في السنة أنه لما نزلت‏: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)‏، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم‏»، وثبت عنه أنه كان يقول في سجوده «سبحان ربي الأعلى‏»‏‏‏.‏ وقال الإمام البغوي في تفسيره «سبح اسم ربك الأعلى»، يعني قل سبحان ربي الأعلى وإلى هذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين وقال قوم معناه نزه ربك الأعلى عما يصفه به الملحدون، وسبح ربك، وقال آخرون نزه تسمية ربك، بأن تذكره وأنت له معظم، ولذكره محترم ولأوامره مطيع وفي تفسير الجلالين أي نزه ربك عما لا يليق به. الأكرم والأكبر وقال الطبري اختلف أهل التأويل في قوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، فقال بعضهم معناه عظم ربك الأعلى لا رب أعلى منه وأعظم وكان بعضهم إذا قرأ ذلك قال سبحان ربي الأعلى وقال آخرون معنى قوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) صل بذكر ربك يا محمد يعني بذلك صل وأنت له ذاكر ومنه وجل خائف وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال معناه نزه اسم ربك أن تدعو به الآلهة والأوثان وذكرت من الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة أنهم كانوا إذا قرأوا ذلك قالوا سبحان ربي الأعلى فبين بذلك أن معناه كان عندهم معلوما عظم اسم ربك ونزهه. واسم الله «الأعلى» على وزن أفعل التفضيل، مثل الأكرم والأكبر ولهذا لما قال أبو سفيان اعلُ هبل في يوم أحد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «ألا تجيبونه؟ قالوا وما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل». و«الأعلى» يجمع معاني العلو جميعها، وهو سبحانه أعلى من كل شي أي أنه قاهر له قادر عليه، وهو عالٍ عن كل عيب ونقص، ومنزه عن ذلك، والله جل جلاله لا يكون شيء أعلى منه قط، بل هو العلي والأعلى. علو الذات وقد اجتمع في العلو المعاني الثلاثة علو الذات، فإنه فوق المخلوقات على العرش استوى وعلو القدر والصفات، وهو علو صفاته وعظمتها، وعلو القهر والغلبة فهو سبحانه الغالب القاهر للأشياء كلها، وقد قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم فنواصيهم بيده ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه، وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها، فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: (ولا يحيطون به علما) وبذلك يُعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته. ‏‏قال العلماء إنه عالٍ على كل ما سواه، قاهر له، قادر عليه، نافذة مشيئته فيه، وأنه عالٍ على الجميع فوق عرشه‏ وإثبات علوه على ما سواه، وقدرته عليه وقهره يقتضي ربوبيته له، وخلقه له، وذلك يستلزم ثبوت الكمال‏ وعلوه عن الأمثال يقتضي أنه لا مثل له في صفات الكمال‏ وهذا يقتضي جميع ما يوصف به في الإثبات والنفي‏، ففي الإثبات يوصف بصفات الكمال، وفي النفي ينزه عن النقص، وينزه عن أن يكون له مثل في صفات الكمال،‏ فقد تبين أن اسمه ‏«‏الأعلى» يتضمن اتصافه بجميع صفات الكمال، وتنزيهه عما ينافيها من صفات النقص، وعن أن يكون له مثل، وأنه لا إله إلا هو ولا رب سواه‏. فخر الانتساب وذكر اسم الله الأعلى يشعر بالعظمة والجلال والكمال والسمو والعلو، ويكسب الشعور بفخر الانتساب لله الأعلى سبحانه وتعالى، ومع أنه بائن عن خلقه في علوه، لكن المؤمن الذاكر لربه الأعلى يشعر بمعية الحب والتعلق، فأقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد عندما يضع جبهته على التراب، ويتذكر علو ربه، فيقول: «سبحان ربي الأعلى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©