الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

66 شركة وطنية تسهم في إنجاز محطة «شمس 1»

66 شركة وطنية تسهم في إنجاز محطة «شمس 1»
18 مارس 2013 00:30
المنطقة الغربية (الاتحاد) ـ ساهمت أكثر من 66 شركة وطنية بعقود مباشرة في مراحل إنشاء محطة “شمس 1”، لتكتسب بذلك خبرات عملية في مجالات التكنولوجيا، بحسب يوسف أحمد آل على مدير عام المشروع، الذي أشار إلى أن كلفة محطة شمس تقدر بنحو 2,2 مليار درهم (600 مليون دولار). وقال آل على لـ “الاتحاد”، إن عدد الشركات العاملة بالمشروع يرتفع إلى 137 شركة، عند إضافة الشركات العاملة من الباطن بصورة غير مباشرة. وأوضح، أن موقع المشروع تم اختياره بناء على دراسات متأنية ومدروسة مقارنة بعدد من المواقع الأخرى، حيث يتوافر فيه عدد من الخصائص المتميزة التي أعطته الأولوية عن بقية المواقع الأخرى، ومنها توافر البنية التحتية المناسبة للمشروع، وكذلك وجود محطات الغاز ووسائل نقل التيار الكهربائي، بجانب العديد من الخصائص الأخرى مثل طبيعة التربة وجيولوجية المكان. وأكد أن المشروع لا توجد له أي آثار بيئية تؤثر على سكان المنطقة، وذلك من خلال الدراسات البيئية للمشروع والتي تم القيام بها قبل تنفيذ المشروع كشرط أساسي للحصول على الموافقة من الجهات المختصة قبل الشروع فيه. وذكر أن المشروع شهد نقل 5 ملايين متر مكعب من الرمال من أجل تسوية الأرض في الصحراء لإنشاء “شمس 1”، كما شهد 11 مليون ساعة عمل دون حوادث، كما يضم 400 مليون طن من المياه تدور في أنابيب المياه بالمحطة. وأكد آل على أن توليد الطاقة الكهربائية باستخدام أشعة الشمس، يعد خياراً استراتيجيا لا بديل عنه خلال المرحلة القادمة، خاصة في ظل التوجه الدولي للاعتماد على الطاقة المتجددة والحد من الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية. تقنية عالمية بدوره، قال بدر سعيد اللمكي مدير إدارة وحدة الطاقة النظيفة في شركة “مصدر” إن عمل المحطة الشمسية يعتمد على تقنية عالمية جديدة، حيث ستعمل أشعة الشمس المركزة التي ستمر من خلال المرايا، على تسخين أحد أنواع الزيوت ذات التوصيل الحراري الكبير إلى درجة حرارة عالية، من أجل إنتاج البخار الذي سيعمل على إدارة التوربينات البخارية الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية، على أن يتم نقل المنتج النهائي من الكهرباء إلى شركات التوزيع عبر خطوط نقل هوائي بالمنطقة الغربية. وأوضح أن المشروع مصمم للعمل في جميع الأحوال سواء من خلال الطاقة الشمسية أو بالغاز في حالة تعذر الظروف الجوية أو أثناء الليل وذلك بتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الغاز. وتعود ملكية المشروع إلى شركة “شمس للطاقة” التي تتولى تطوير وتشغيل المحطة، والتي تم تأسيسها خصيصاً لهذه الغاية كمشروع مشترك بين “مصدر” (60%)، و”توتال” (20%)، و”أبينجوا سولار” (20%). شركة توتال قال فيليب بينجو المدير التنفيذي لشركة توتال، خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر المشروع، إن شركته بدأت نشاطها منذ أكثر من 75 عاما في استيراد الغاز وتطورت أعمالها لتعمل الآن في إنتاج الطاقة الشمسية، مؤكدا أن الشركة تتفق مع رؤية أبوظبي حول أهمية التنوع نظرا لحاجتنا المتزايدة للطاقة وهو ما دفع الشركة لإنتاج الطاقة من الشمس بدلا من النفط الذي يجب الاستفادة منه في مجالات أخرى. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بوجود شمس قادرة على إنتاج الطاقة الكهربائية منها. وحول وجود مشاكل تقنية خلال عمليات إنتاج الكهرباء من المحطة، أشار فليب إلى أن عملية توصيل الكهرباء بمحطات التوزيع صادفها بعض الصعوبات الفنية إلا أن القائمين على العمل نجحوا في تجاوز هذه الصعوبات وجاء العمل بسلاسة ودون أي معوقات. وأكد فليب انه لا يوجد أي تنافس إطلاقا بين الطاقة النووية والشمسية، وباقي مصادر الطاقة الأخرى، وضرب مثالاً لذلك بان شركته متخصصة في مجال النفط والغاز ومع ذلك تعمل في مجال الطاقة الشمسية وهو ما يؤكد انه لا يوجد أي تعارض بين مصادر الطاقة المختلفة. وتعتبر “توتال” واحدة من أضخم شركات النفط والغاز المتكاملة في العالم، وكانت بدأت عمليات الاستخراج في منطقة الشرق الأوسط عام 1924، وحققت نمواً كبيراً منذ ذلك التاريخ مع توسيع نطاق أعمالها بشكل كبير. وتزاول “توتال”، التي تغطي عملياتها أكثر من 130 بلداً حول العالم، نشاطاتها في مختلف مجالات قطاع النفط والغاز شاملةً الاستكشاف والإنتاج، والتكرير والتسويق، والتجارة، والمواد الكيماوية، وتتجسد مهمة “توتال” في تلبية الاحتياجات العالمية المتغيرة للطاقة مع تخفيف أثرها السلبي على المناخ، ولبلوغ هذه الغاية، تسعى “توتال” لتقديم أنواع متعددة من الطاقة لا تقتصر على النفط والغاز وحدهما، بل تشمل الطاقات البديلة أيضاً مع التركيز بشكل خاص على الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية. وعلى مدى أكثر من 25 عاماً، أحرز خبراء “توتال” والشركات التابعة لها نجاحات كبيرة على صعيد الطاقة الشمسية، وذلك عبر المساهمة في ابتكار تقنيات عالية الكفاءة ومجدية اقتصادياً، واستحوذت “توتال” على 60% من أسهم شركة “صن باور” الأميركية في يونيو 2011، لتصبح بذلك ثالث أكبر مشغل للطاقة الشمسية في العالم. وتتمثل الرؤية المشتركة للشركاء في مشروع “شمس 1” في الاهتمام بالبيئة كعنصر رئيس للتنمية المستدامة، والمساهمة في جعل أبوظبي مركزا للتميز في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة، وتنويع مزيج الطاقة في العالم للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة على المدى البعيد، والالتزام بالاستدامة من حيث النمو الاقتصادي والاجتماعي، والتصرف كمستثمر مسؤول، وتمكين المجتمع المحلي من اكتساب المعرفة والمهارة في مجال الطاقة النظيفة. شركة أبينجوا بدوره، أوضح سنتياجو سرخي المدير التنفيذي لشركة ابينجوا سولار، أن شركته تركز على الطاقة الشمسية، ولديها 15 محطة على مستوى العالم، منها محطة شمس، بجانب 6 محطات جديدة قيد الإنشاء، وانه سعيد بالتعاون مع أبوظبي، وأن محطة شمس1 تعتبر نقلة نوعية كبيرة في المنطقة. وتبلغ القدرة الإجمالية لمشاريع “أبينجوا سولار” مئات الميجاواط من الطاقة المعدة للاستخدام التجاري، وتشتمل هذه المشاريع على أول وثاني أبراج الطاقة التجارية في العالم، وأربع محطات تعتمد تقنية المجمّعات الشمسية ذات القطع المكافئ بقدرة 50 ميجاواط، ومحطة متكاملة للطاقة الشمسية ذات الدورة المركبة، إضافة إلى العديد من محطات الألواح الكهروضوئية. علاوة على ذلك، تعكف “أبينجوا سولار” على تطوير مشاريع تبلغ قدرتها مجتمعةً نحو 1 جيجاواط في إسبانيا، والولايات المتحدة الأميركية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول أمريكا الوسطى والجنوبية، إضافة إلى مشاريع أخرى بقدرة عدة آلاف الميجاواط يتم تطويرها في مناطق متفرقة حول العالم. نسبة التوطين ارتفعت نسبة المواطنين العاملين ضمن فريق العمل بمحطة “شمس 1” للطاقة إلى 30% حاليا، فيما أعلنت شركة شمس للطاقة عن برنامج للتدريب يهدف إلى الوصول إلى نسبة توطين تبلغ 40% خلال العامين المقبلين، بحسب مصعب الدرمكي، مدير الموارد البشرية في الشركة. واكتسبت الشركات الوطنية والموردون المحليون خبرات مفيدة في قطاع جديد هو قطاع الطاقة المتجددة، كما حصلت الشركات الوطنية على ما يزيد على 40% من القيمة الكلية للمشروع كعقود مباشرة وغير مباشرة، وهناك نتائج عملية ملموسة للمشروع، منها التوطين وفرص العمل ونقل المعرفة والتنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة. ويساهم المشروع في اكتساب الخبرات ونقل المعرفة، وبالتالي في الانتقال من الاقتصاد القائم على الموارد إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وذلك تماشياً مع رؤية أبوظبي 2030، ومنذ تأسيسها، وضعت “شركة شمس للطاقة” نصب أعينها تدريب وتوظيف كوادر وطنية تمتلك أفضل الكفاءات والمهارات في الجوانب الهندسية والفنية والإدارية في قطاع الطاقة المتجددة. استقطاب الكفاءات قال مصعب الدرمكي، مدير الموارد البشرية في شركة «شمس للطاقة» “واجهنا العديد من التحديات لعل أبرزها عدم توافر الخبرات في مجال الطاقة المتجددة وإدارة المحطات الكهربائية. أما التحدي الثاني فكان المنافسة الشديدة في استقطاب الكفاءات المواطنة من قبل مختلف الجهات وخاصة في المنطقة الغربية”. وأضاف “بفضل العمل الدؤوب والمواظبة، استطعنا استقطاب أعداد معقولة تشكل نسبة جيدة بالنسبة لشركة حديثة العهد وتعمل في قطاع جديد، ونحن نعمل على تدريب وتطوير مهارات كوادرنا بحيث نضمن لهم مسيرة وظيفية ناجحة”. وتابع “استطعنا توظيف العديد من المواطنين رغم توافر عروض مجدية أكثر من ناحية الراتب بالنسبة لهم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على وجود رغبة قوية لدى جيل الشباب في اقتحام غمار القطاعات الجديدة، والانخراط في العمل الجاد سعياً لرد بعض من جميل الوطن علينا. وذكر الدرمكي أن نسبة التوطين في محطة “شمس 1” التي تبلغ 30% تشمل كافة مستويات العمل، سواء في المهام الإدارية أو الفنية. وقال “نطمح إلى رفع هذه النسبة إلى 44% خلال عامين من تشغيل المحطة، حيث تم وضع خطط لجذب وتدريب وتأهيل المواطنين، كما أن لدينا خططا للتعاون مع كليات التقنية العليا في المنطقة الغربية بغرض تأهيل خريجين متخصصين في مجال تشغيل وصيانة المحطات الشمسية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©