الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإماراتي مذكر الحارثي أول المتأهلين إلى المرحلة الثالثة

الإماراتي مذكر الحارثي أول المتأهلين إلى المرحلة الثالثة
27 مارس 2014 20:35
أمس الأول أدلى كل شاعر بدلو شعره، فيما فنّد أعضاء لجنة التحكيم مواطن القوة والتميز والجمال والضعف في كل قصيدة من القصائد السبع، التي ألقاها شعراء الحلقة الأولى من حلقات المرحلة الثانية في مسابقة «شاعر المليون»، ومع آراء أعضاء لجنة التحكيم كل من غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد لم يِهِن الشعراء ولم يتراجع خلال مجريات أحداث الحلقة، رغم الصراحة، والحدّة أحياناً، فظل المشاركون متماسكين حتى آخر حرف. أبوظبي (الاتحاد) أمس الأول وفي حلقة جديدة من حلقات الموسم السادس من «شاعر المليون»، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي؛ كان في الانتظار سبعة شعراء، تنافسوا على الهواء مباشرة. وقبل انطلاق الحلقة أعلن عن الفائزين الثلاثة العماني الحجري، الذي حصل على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 75%، والإماراتي علي القحطاني، الذي حاز 65%، فيما ذهبت آخر بطاقات الذهب إلى المصري علاء الرمحي، لينضموا إلى الشعراء الـ25 الذين تأهلوا خلال الحلقات الست الماضية. انطلاق الحلقة عاش الجمهور لحظات فارقة مع الشعراء السبعة، الذين مثلوا خمس دول عربية، وهم حمد البلوشي ومذكر الحارثي/ الإمارات، وطلال بن عون/ سوريا، وبدر بندر، ومجلاد الرشيدي/ الكويت، وأسامة السردي/ الأردن، وكامل البطحري/ عُمان. وبينما كان مُقرراً أن يكون في الحلقة عساف التومي/ السعودية، إلا أن وفاة ابن شقيقه أدت إلى اعتذاره، ليحل محله الحارثي، الذي كان أوّل المتأهلين للمرحلة الثالثة. وقدم السردي قصيدته التي باح من خلال أبياتها بحزنه، والتي قال عنها الحسن: إن قصيدة «ثاير الأوجاع» جميلة ومتماسكة. وبدأ العميمي من فكرةِ ذاتيةِ القصيدة، فبينما انكفأ الشاعر فيها على ذاته، غاب الآخر عنها، إلا في إشارة واحدة ضعيفة، وهذا ما جعل الشاعر يذهب إلى أنسنة الأشياء، وهو رأى ذلك مهماً لإيجاد الحياة في القصيدة التي تحمل نوعاً من الجمود. وأشاد السعيد بحضور الشاعر الذي بدا أنه أفضل من حضوره في المرحلة السابقة، وبجمال النص رغم كمية الحزن فيه. اعتراف على «المنكوص» بدر بندر ألقى قصيدة موضوعها عاطفي، وقد اعتبرها العميمي موضوعا ذاتيا، وتدور القصيدة في فلك المشاعر الخاصة بالغربة والكربة والضياع والخوف والبعد، وكأنها لحظات اعتراف. ووجد السعيد في كل بيت جمالا، بدءاً من أبيات المقدمة. والنص بحسبه، على وزن «نجم الطواريق» أي المنكوص. ورأى الحسن أن في النص نوعاً من الفلسفة الإنسانية والوجود. واختار حمد البلوشي نصاً موضوعه اجتماعي بعنوان (أكرمكم أتقاكم)، رآه السعيد واضح الموضوع والرسالة، وهو ينهى عن التفرقة والنعرات القبيلة والطبقية. وأشار الحسن إلى أن الشاعر استخدم وزن الرجز في النبطي، أي البحر المتدارك في الفصيح، وهو وزن راقص لمن يعرفه وينسج عليه قصيدة جميلة كقصيدة البلوشي، مشيراً إلى أن في النص رموزاً وطنية. وقال العميمي: إن في النص جماليات كثيرة، والتصوير الشعري في الأبيات الأربعة الأولى فيها حركة وضجيج، كما في النص أيضاً سجع أعطاه زخماً، وقد اتكأ الشاعر على ثقافة متعددة المشارب دينية وتاريخية. الحنين و«حكاية ساري» الحنين كان موضوع قصيدة طلال بن عون التي انتُقد فيها على طريقة الإلقاء، ومع ذلك ظل مبتسماً، وعن النص قال الحسن إن القصيدة موقف حزين، ولكن طلال ألقاها وكأنها منبرية، ولم يراعِ موضوعها، فكان تفاعله زائداً، ومع ذلك فإن القصيدة تعتبر نقلة نحو الأمام، وهي التي تحدثت عن الحنين والوحدة والاغتراب والغياب والألم، في حين أن الجماليات التي وردت في القصيدة أوضحت ما قبل ذلك الحزن، وفتحت السؤال عما بعده. وقال العميمي: «في النص تميز وإظهار للموهبة الحقيقة». ووجد السعيد أن الشاعر كتب إحساسه في البيت الثاني، وترجم فيه معاناته، وهو الغريب بين أهله، الرحال، المسافر، مشيرا إلى أن كل بيت هو قصيدة، ويدل على عِظم المشاعر والإحساس العميق. ومع (حكاية ساري) كان الجمهور مع كامل البطحري، الذي أبدع صورة وإلقاء للأبيات. وبدأ العميمي من حضور كامل الجميل، ثم عرّج على إلقائه المميز، الذي يتلاءم والقصيدة التي لا تقل نضجاً عن القصيدة التي قدمها الشاعر في المرحلة الأولى، مضيفاً أن التماسك في (حكاية ساري) كان متميزاً، فعدم وجود حشو فيها والتصوير الشعري الدرامي الذي لم يخفف من الشاعرية مسألتان جعلتا القصيدة قوية. ووصف السعيد البحطري بأنه مبدع، فهو يُظهر تجديداً وابتكاراً في الصورة الشعرية، منوهاً إلى أن المتلقي يريد الجديد. ووصف الحسن البطحري بأنه شاعر مُجيد، والنص علاوة على الجمال الشعري الموجود فيه، فقد حبكه الشاعر بنسيج شعري لطيف، أخفى داخله عواطف ومواقف اجتماعية. مصائب قوم مجلاد الرشيدي ألقى قصيدة (سبع الإمارات)، التي لم يكن موفّقاً فيها حسب آراء أعضاء لجنة التحكيم، فلم يجد الحسن ما يدل في النص على عنوانه، ففيه حشو لا قيمة له في الشعر، وقد انقسم النص بين النفس وبين الموضوع، معتقداً أن التكلف كان هو الأوضح فيه. وما لفت العميمي أن المقدمة جاءت جميلة، لكن المشاعر في النص تفوقت على الشعر، رغم أن الأبيات تحمل تصويراً شعرياً جميلاً. وتمنى العميمي لو أن الشاعر أكثر من ذلك، غير أن مجلاد وقع في النمطية حين عطف الكلمات كثيراً بحرف الواو. مذكر الحارثي كان آخر شعراء أمس الأول، وألقى نصاً نقله إلى المرحلة الثالثة من شاعر المليون، على الرغم من أن النص كتبه حديثاً بعد موافقته على طلب لجنة التحكيم انضمامه إلى البرنامج في ظل غياب التومي لأسباب طارئة. وأشاد الحسن بالنص لأنه يلامس الواقع، وقد انقسم النص إلى أقسام أولها تجلى في الأبيات الستة الأولى التي كانت بمثابة اعتزاز بالشاعرية، ثم الذهاب إلى تشخيص الواقع والفتاوى. وقال العميمي: إن القصيدة منبرية حماسية، ورغم أن موضوعها لا يختلف عن سابقه الذي قدمه الشاعر في المرحلة الأولى، إلا أنه متنوع في الصور، ومفرداته كثيرة تدل على سعة قاموس الشاعر. وأول ما لفت إليه السعيد تمكن مِذْكر من كتابة الشعر والجمال الذي تمثّل في البيت «تغنينا القصايد والفرايد للعلا ناظور/ عيونه شافت المجد بسماي يفل جنحانه». ختام مدهش مع انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم خضعوا للاختبار الثاني في الحلقة، والذي تمثل في كتابة ثلاثة أبيات بترتيب مختلف لأبيات علي عبدالله بن شمسه السويدي، مع الحرص على تغيير القافية في الصدر والعجز، واستخدام بحر آخر، وقد قال الحسن فيما كتبوا: إن الشعراء أبدعوا، فطروحاتهم فيها جمال وكثير من الإبداع، لكن منهم من نسي استبدال الوزن، وهو ما أشار إليه العميمي، منتقداً أن بعض الشعراء جاروا الأبيات وهذا لم يكن مطلوباً، في حين قال السعيد إن الشعراء كانوا مبدعين، وثمة فروقات فردية بينهم. واختتمت الحلقة بإعلان درجات كل من جمهور التصويت والمسرح ومن ثم لجنة التحكيم، وحسب النتائج؛ حصل مذكر الحارثي على 50% من التصويت عبر الويب، و47% بالنسبة لتصويت المسرح، أما اللجنة فقد أعطته 48 درجة، وهي أعلى الدرجات التي أهلته للانتقال إلى المرحلة الثالثة، فكانت المفاجأة، فالشاعر الذي انضم على عُجالة إلى الحلقة الأولى من المرحلة الثانية، استطاع أن يكسب الرهان، والدرجات ويكون أول المتأهلين للمرحلة الثالثة. معيار جديد كان الناقد سلطان العميمي أعلن الأسبوع الماضي عن معيارٍ واحد لمرحلة الـ28 من البرنامج، فالمطلوب من الشعراء قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، لا تقل أبياتها عن 10، ولا تزيد على 15، أما المعيار الثاني الذي أعلن عنه أمس الأول، فهو كتابة شعراء الحلقة 3 أبيات بذات معنى أبيات الشاعر الإماراتي علي عبدالله بن شمسه السويدي: سار الكتاب أولا لفي رد كنّه عدم قرطاس لحباب ما درى دخل في فكرته حد والا طرا له طاري لوهاب لو هو تعذّر عذره ايسد بادري إيلن الحظ ما صاب على أن يعيد المتنافسون صياغة تلك الأبيات على وزن آخر، وعلى قافيتين مختلفتين في الصدر والعجز، وعلى بحر مختلف، وذلك بعد انتهائهم من إلقاء قصائدهم الرئيسة، علماً بأنه ليس المطلوب مجاراة الأبيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©