الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عالم فرنسي يبدد مخاوف إطعام 9 مليارات

17 مارس 2012
باريس (أ ف ب) - هل تفتقر الأرض فعلاً إلى الوسائل الضرورية لتلبية احتياجات 9 مليارات نسمة المتوقعة عام 2050؟ هذا “الخوف” المتزايد “لا أساس له” بالنسبة لعالم السكان الفرنسي إيرفيه لو برا، الذي يعتبر أن الوصول إلى الغذاء أو الماء هو في الدرجة الأولى مسألة تقاسم ومشاركة. وأكد العالم صاحب كتاب “حياة سكان العالم وموتهم” الذي صدر أمس أن “هذا الخوف هو جزء من جدال أيديولوجي أطلقته الدول الغنية لتجاهل المشاكل التي تعاني منها وتحميل مسؤوليتها على الفقراء”. لكن الأرض تبدو اليوم عاجزة عن تلبية حاجات سكان العالم المتزايدة من غذاء وماء وموارد طاقة، خاصة أن عدد هؤلاء ارتفع من مليارين سنة 1930 إلى 4 مليارات في السبعينيات قبل أن يتجاوز 7 مليارات في أواخر العام الماضي، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر عدد سكان العالم في التزايد حتى منتصف القرن الحادي والعشرين ليصل إلى 9,3 مليار نسمة بحلول عام 2050. لكن إيرفيه لو برا مدير التعليم في كلية الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس أشار إلى فرضية مثيرة للاهتمام، وهي أن العالم لن يتجاوز عدد سكانه 8 مليارات نسمة إلا بقليل. وقال إن “المثير للاهتمام هو تطور طرأ على معدل نمو سكان العالم الذي ينخفض بانتظام منذ السبعينيات، فقد بلغ 2,1% سنويا في معدلاته القصوى خلال السبعينيات، فيما يبلغ اليوم 1% تقريبا”. وأضاف أن “الأمم المتحدة توقعت سنة 1994 أن يصل عدد سكان إيران إلى 180 مليون نسمة سنة 2050. أما اليوم فتقتصر توقعاتها على 85 مليون نسمة. وذلك بعد أن بدأت معدلات الخصوبة تنخفض في إيران سنة 1985. ولم يكن هذا الانخفاض مؤقتاً، فمعدل الخصوبة الإيراني اليوم أدنى منه في فرنسا. وكذلك الأمر أيضاً في المغرب والجزائر”. وبالتالي، يعتبر أن زيادة عدد سكان العالم من 7 مليارات نسمة اليوم إلى 8 أو 9 مليارات بعد ثلاثة أو أربعة عقود، لن تمثل أية مشكلة فيما يتعلق بكميات الغذاء أو حتى المياه. لكن ما يثير قلق العالم الفرنسي هو “ظروف التقاسم والمشاركة”. ففي مجال الغذاء مثلا، “إذا نظرنا إلى بيانات وكالة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، لوجدنا أن الانتاج الزراعي ارتفع بشكل أسرع من عدد السكان”. ويقول “هناك إذا ما يكفي من الطعام للجميع لكن طريقة استعمال هذا الإنتاج تغيرت كثيرا”. فالأراضي الزراعية لم تعد تستعمل اليوم لتأمين قوت البشر فحسب بل أيضا لزراعة حبوب مخصصة للماشية أو لإنتاج المحروقات. وأكد أن “ما سيصعب إدارته في السنوات المقبلة ليس عدد سكان العالم بل آلية العمل الداخلية وتوزيع الأسعار”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©