السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
8 يناير 2013 00:07
من هو النجم، وما الذي يؤهل شخصاً ما لكي يلقب بنجم تستمر نجوميته داخل الميدان وخارجه، ومن يكتفي بسرقة الأضواء لفترة قليلة من الزمن، ويختفي بعدها سريعاً فلا تسمع له «حساً ولا خبراً». الأضواء بدأت تسلط على الجميع ودون استثناء، مسؤولين وإداريين وإعلاميين ولاعبين، بسبب التصريحات أولاً قبل الملعب الذي ننتظر فيه النجومية الحقيقية للاعبين، وبالطبع النجومية تتوافر في بعض الشخصيات الرياضية أيضاً، بينما يكتفي غيرهم بدور الكواكب في عكس ضوء هذه النجوم. وبعض الشخصيات تسقط سريعاً بسبب تصريح خانهم التعبير فيه أو ظهور في غير محله، فتكتشف أن ما كنت تشاهده وتعتقد أنه نجم إنما هو أحد الشهب التي احترقت سريعاً بسبب سرعتها أو تسرعها في مجال لا يناسبها ولم ولن يفتقدها أحد.. علمياً.. النجوم تظل مشعة حتى وإن كانت بعيدة جداً، وعملياً فيما يخصنا رياضياً، تستطيع أن تفرق بين اللاعب النجم الفعلي في كرة القدم واللاعب الموهبة في فترة ما، من خلال عيون وتقدير الجماهير بالدرجة الأولى، فترى الكثير من اللاعبين القدامى يوجدون في القنوات، وفي أرجاء البطولة، وتجد أن الجماهير تذهب فقط لمن وجدت فيه شروط النجومية المتفق عليها بين الجماهير دون مرسوم أو قانون، فتجده نجماً بما قدمه في مسيرته التي امتدت لفترات طوال في الملاعب ونجماً في بطولاته في ناديه ومنتخبه على مر السنين ونجماً في تواضعه وأخلاقه ورقيه وحديثه ونجماً في حب الناس له بالمرتبة الأولى بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم ونجماً دخل البيوت فدعت له الأمهات بالتوفيق في بطولات الخليج لمجرد أنه حمل اسم دولته وأخلص في الدفاع عنه وحافظ عليه في حله وترحاله. جلست مع أحد نجوم دورة الخليج القدامى، فقال لي: أحزن حالياً لندرة النجوم وليس لندرة المواهب، فإذا ما فكرنا، سنجد أن قليلاً من اللاعبين الحاليين يمكن أن نطلق عليه اسم نجم!؟ لماذا حتى الآن نحن من يهتم بنا الإعلام رغم اعتزالنا منذ سنوات! ولماذا اتجهت النجومية إلى خارج المستطيل الأخضر، فتجد معلقاً نجماً ومذيعاً نجماً ومسؤولاً نجماً ولا تجد اللاعب يبحث عن النجومية بقدر بحثه عن سيارة فخمة ووسائل ترفيهية تضره أكثر مما تفيده، مصيبتنا في النجومية، أن اللاعبين أصبحوا هم من يبتعدون وينهون مشروع نجوميتهم بتصرفاتهم، حتى أصبحوا مجرد موهبة مرت من هنا أو هناك قد تتذكرها أو تذكر شكله وتحتار في تذكر اسمه.. جلست أفكر كثيراً فيما قال الكابتن النجم فوجدته محقاً، فعدد كبير من المواهب مر على دورات الخليج، ولكن للأسف بقيت مواهب فقط ولم تصل للنجومية، وبعض منهم للأسف أحرق نجوميته بتصريح أرعن أو تصرف طفولي في نهاية مشواره أو بعده، فخسر نجوميته وخسر احترام الناس له، فأصبح حتى تذكر إنجازاته صعباً بعد ذلك. حافظوا على موهبتكم، فالنجومية لن تأتي بسهولة، والتاريخ لك فيه مكانان، إما «برواز فاخر» أو «رف مغبر» إن لم يكن مكان آخر.. عارف حمد العواني (الإمارات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©