الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

برج روسيا يتحول إلى «شاهدة قبر» لقطاع العقارات

برج روسيا يتحول إلى «شاهدة قبر» لقطاع العقارات
20 أغسطس 2009 22:43
توقف البناء في برج روسيا الشاهق في وسط العاصمة موسكو منذ نحو عامين، في تعبير واضح عن أزمة قطاع التشييد والبناء الروسي. وكان محافظ موسكو وصف البرج بأنه يرمز إلى روسيا المتطلعة إلى المستقبل والذي كان من المخطط إنجازه في خريف 2009، ومنذ ذلك الحين لم يرتفع البرج الذي كان من المنتظر أن يكون أعلى برج في أوروبا بوصة واحدة. وكان من شأن تراجع أسعار البترول والسلع وضع حد لثماني سنوات متواصلة من النمو في روسيا، وأصابت شركات التطوير العقاري بالإحباط. وكان شلفا تشيجيرمسكي رئيس البنك الممول لمشروع برج روسيا قد علق المشروع في شهر نوفمبر الماضي متهماً (من باب السخرية) رئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش بالتسبب في الأزمة المالية، ويبدو أنه لن يتم أبداً بناء البرج حسب مسؤولين في موسكو، حيث تجبر الأحوال الاقتصادية الصعبة المستثمرين على الاستغناء عن المشروعات غير الأساسية. وتعتبر ضاحية الأعمال بموسكو التي كان من المخصص لها 15 مليار دولار أحد ضحايا التراجع الاقتصادي، وكانت روسيا تطمح إلى أن تكون هذه الضاحية منافسة لحي منهاتن في نيويورك أو كناري وورف في لندن. وكان الكرملين يأمل في أن تكون واجهة مبهرة تعكس مكانة روسيا المعهودة. غير أن أسواق الائتمان العالمية حرمت الشركات المطورة من التمويل وعاد آلاف عمال البناء من موسكو إلى قراهم وتوقفت الروافع العملاقة عن العمل وجمدت أعمال تشطيب العديد من المباني، ويترجم المسؤولون على أيام الازدهار قبل الأزمة ويقولون إن برج روسيا سيتحول إلى مواقف سيارات. ومن طموحات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن تكون موسكو مركزاً مالياً عالمياً ولتحقيق ذلك وضعت خطط تطوير الضواحي والأحياء ومن ضمنها برج روسيا الذي كان من المنتظر أن يبلغ إجمالي مساحات طوابقه 44 مليون قدم مربع ما يعادل إجمالي مساحة 16 ناطحة سحاب مثل امباير ستيت ما كان سيعكس طموحات الكرملين. ولم تبدأ الاستثمارات الضخمة في التطوير العقاري والبنية التحتية في روسيا عموماً وموسكو على وجه الخصوص إلا في 2005 و2006، حين ارتفع سعر البترول، وتم بالفعل بناء الأبراج والمعابد ومجمع لمكاتب الشركات يسمى «فيدريشن»، كما أنفقت مدينة موسكو ببذخ على البنية التحتية ودشنت محطتين جديدتين للمترو، وتنافست كبرى الشركات والبنوك على إشغال الأبراج والمباني المتميزة. أما اليوم فنجد أن العديد من الأبراج وأعمال البناء قد تأجلت أو ألغيت، حيث تم تجميد أعمال محطة مواصلات كان من المفترض أن تربط الضاحية المالية بمطار موسكو، وبالمثل تم تأجيل بناء «قصر الزواج» الذي كان من المخطط أن يضم قاعات حفلات الزواج في برج شاهق. وكان محافظ موسكو قد أعلن العزم على إنجاز مشروع موسكو سيتي بحلول أواخر عام 2011 غير أن المخطط الفعلي ربما يمتد إلى ما بين 2015 و2018. وما زاد من معاناة الشركات هو تراجع الطلب على المكاتب ما خلف نحو ربع مكاتب موسكو سيتي شاغرة وهي أعلى نسبة شواغر على الإطلاق في موسكو. وترتب على ذلك أن أكبر اثنين من البنوك الروسية إما يمتلكان أو يحتجزان على سبيل الرهن معظم المباني في موسكو سيتي نظراً لتعسر الشركات المطورة. (عن وول ستريت جورنال)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©