الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد قاهر الصحراء

زايد قاهر الصحراء
11 ابريل 2018 02:12
هالة الخياط (أبوظبي) «رجل البيئة الأول»، و«قاهر الصحراء»، لقبان من بين عشرات الألقاب التي منحتها منظمات دولية للمغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تقديراً لجهوده في المجال البيئي، حيث مثَّل لدعاة حماية الطبيعة قيماً خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه وحبه للطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق، وفوق كل ذلك، أدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء وأحسن استثمارها. وعرف عنه، أنه أحد أهم رواد حماية البيئة في العالم، فقد ولد وعاش نصيراً للطبيعة، واشتهر بحبه ورعايته للتنوع البيولوجي بصوره كافة. وعلى الرغم من ولادته في بيئة صحراوية قاسية في شبه الجزيرة العربية، إلا أن الشيخ زايد ومنذ اختياره ممثلاً للحاكم في مدينة العين والمنطقة الشرقية في عام 1946، أدرك أهمية الزراعة لتحقيق الاستقرار وربط المواطن بالأرض التي يزرعها وبادر إلى البحث عن الماء، وترميم الأفلاج وصيانتها لتأمين إمدادات أكثر استدامة للسكان. ويسجل التاريخ أنه، رحمه الله، قام بنفسه بحفر فلج الصاروج في مدينة العين، وعندما انتهى من حفره أصر على إلغاء نظام السقاية وتجارة مياه الريّ، بادئاً بنفسه وأهله. واستشرف زايد الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق لرياضة الصقارة، وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد، وتوصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بالصيد المستدام. وتفوق الشيخ زايد بمراحل عديدة على دعاة حماية الطبيعية العالميين، كما أدخل جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن. وقبل الاتحاد كان زايد - طيب الله ثراه - شحذ رؤاه المتقدمة حول المحافظة على الطبيعة، منذ أوائل الستينيات من القرن الماضي، وأعد في الوقت المناسب تماماً لعملية تم فيها أسر زوجين من المها العربي لتكون تلك الحيوانات نواة لإنشاء قطيع محمي ومتكاثر في الأسر من هذا النوع المنقرض من البرية. زايد والصحراء مع تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966، أدرك أن النفط وحده لا يكفي لبناء الحضارة، فاتجه إلى تكوين بنية تحتية لقاعدة اقتصادية قوية، تعتمد على الصناعة والزراعة ونجح في زراعة قسم كبير من الصحراء، وتم تسطيح الكثبان والتلال الرملية وتهيئتها للزراعة، بعد فرش طبقة طينية فوقها، وتقسيمها إلى مزارع بعد تطويقها بالأشجار والنباتات المثبتة للتربة لتحميها من الرياح، وقام بتوزيعها على المواطنين ثم عمل جاهدًا على مساعدة المزارعين، وتدريبهم على الزراعة وسبل ترشيد استهلاك المياه، كما عمل على إنشاء السدود، وتحلية مياه البحر، وزراعة أشجار القرم. البيئة وحق الأجيال وكغيرها من القضايا الكبرى، شكلت قضية المحافظة على البيئة وتنميتها على الدوام هاجساً ملحاً للمغفور له الشيخ زايد، فقد كان يدرك بفطرته السليمة ونظرته الثاقبة أهمية هذه القضية وحق الأجيال القادمة في الاستفادة من مواردها، فكان شديد الوضوح في التعبير عن فهمه الواعي حين قال «إن بيئتنا ومواردنا ليست ملكنا، بل أمانة عهد بها إلينا وعلينا جميعاً مسؤولية تأمين الرعاية لها، والعناية بها وتسليمها سالمة من الأضرار للأجيال القادمة»..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©