الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة تدعو إلى صياغة خطاب ديني واضح موجه للشباب المغاربي

دراسة تدعو إلى صياغة خطاب ديني واضح موجه للشباب المغاربي
20 أغسطس 2009 20:59
أفادت دراسة حديثة أجريت في المغرب حول موضوع «علاقة الشباب بالدين»، أن ثلثي الشباب يقيمون الصلاة، وأن %65 منهم يحافظون عليها بانتظام، وأكدت الدراسة التي أشرف عليها أكاديميون وباحثون أن أكثر من %54 من المستجوبين اعتبروا أن انتسابهم إلى الإسلام باعتباره دينا هو الأول من باقي اعتبارات الانتساب الأخرى، وأكدوا أنهم مسلمون في المقام الأول، تم تأتي الهوية المغربية في المرتبة الثانية تليها الهوية العربية ثم الهوية الأمازيغية في مرتبة رابعة. وتوصلت الدراسة التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء وأشرف عليها الباحثون حسن رشيق ومحمد العبادي ومحمد الطوزي، إلى النتائج تؤكد أن هناك ضعفا واضحا في الثقافة الدينية من جهة ومن جهة ثانية نسبة ممارسة الشعائر الدينية تتقدم كلما تقدم السن حيث وجدت الدراسة أن نسبة التدين داخل فئة الشباب أقل بكثير من نسبة التدين لدى المسنين وفي المقابل خلصت الدراسة أن الشباب هو العينة المجتمعية التي تستعمل الدين بطريقة إيديولوجية أكثر من غيرها. وكشفت الدراسة أن آلية التنشئة القديمة المتمثلة في الأسرة والمساجد تمر بأزمة كبيرة بعد أن اعترف ثلث من الشباب المستجوبين بعدم معرفتهم للدين بالشكل المطلوب، وذلك راجع حسب الدراسة إلى أن الطريقة الكلاسيكية التي كانت تتحكم في التنشئة الدينية للأفراد لم يعد لها تأثير كبير، مما حدا بالباحثين إلى «التنبيه لخطورة الوضع والدعوة إلى صياغة خطاب ديني واضح ومقبول من لدن الشباب والاهتمام بالتطلعات الشبابية والروافد المختلفة المعرفية والإعلامية والتواصلية التي تخاطب عقولهم ووجدانياتهم». وقالت الدراسة إنه في وقت تعددت فيه أوعية المعرفة تعددت كذلك تمثلات الشباب لتعاليم الدين، ودعت الى التركيز على حماية عقول الشباب من تبعات العولمة الدينية وما تعرفه من عدم التناسق بين مكان انتاج القيم الاسلامية ومكان استقبالها خاصة وأن المجتمع المغربي وبحسب الدراسة يعاني ضعفا على مستوى الثقافة الدينية. ولم تختلف نتائج هذه الدراسة عن دراسة سابقة أنجزتها مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، حول موضوع «القيم والممارسات الدينية في المغرب»، حيث لوحظ تشابه كبير في النتائج التي خلصت إليها الدراستين من حيث تعامل الشباب مع الصلاة ونظرتهم للدين ومصادر حصولهم على معارفهم الدينية، وكذا رأيهم في علاقة الدين والسياسة. وإذا كانت الدراسة السابقة أكدت على العلاقة القوية للشباب المغاربة بالدين حتى دون ممارسة شعائره، فغالبية المستجوبين في الدراسة الحديثة ولاسيما من الفئة العمرية (18- 24 سنة)، يؤكدون أن شباب اليوم أكثر معرفة بالدين من جيل الشباب السابق وأنه يمارس الشعائر الدينية بانتظام مقارنة مع الجيل السابق. كما أكدت الدراسة مركزية الدين في حياة الشاب المغربي، واعتبرت أن ارتفاع الممارسات الدينية مع التقدم في السن ليس حكرا على المسلمين بل أنها ظاهرة تخص جميع الديانات. وقال محمد الطوزي أستاذ علم الاجتماع السياسي وأحد المشرفين على الدراسة إن الممارسة الدينية عند شباب اليوم هي اختيار فردي متحرر من الموروث أو التبعية للأسرة أو المدرسة. واعتبر أن أكبر تحد واجهته الدراسة هو الاتسام بالصبغة المحلية، حيث أن أغلب الدراسات التي جرت في المغرب أشرف عليها أجانب لذلك تبقى المعطيات والإحصاءات بعيدة عن الواقع الحقيقي.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©