لقب قاري أو بطولة عربية

كنت دائماً مؤيداً للبطولات العربية، مؤمناً بأهدافها. وكان كثيرون يرون أن لقاءات الأشقاء تشهد في بعض الأحيان حساسيات، ومشاحنات، والواقع أن غياب اللقاءات وعدم استمرارها هو ما يصنع الحساسيات أحياناً، فعندما تتواجه الفرق والمنتخبات بصورة منتظمة، يعتاد الجمهور على الفوز والهزيمة، ويتوارى هذا الخيار المستحيل وهو: الفوز أو الفوز. تحت سفح أهرامات الجيزة، أعلن الأمير تركي بن خالد آل سعود رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، عودة دوري أبطال العرب بجوائزه الكبيرة. كما أعلن عن الاستعداد لتنظيم بطولات المنتخبات العربية وكرة الصالات والكرة النسائية. وهذا نشاط مميز للاتحاد العربي، أو على وجه الدقة إحياء للاتحاد ولو بطولاته.. البعض يرى أن جوائز البطولة العربية الكبيرة، لا تمثل إغراءً للأندية الكبرى مقارنة بإغراء الفوز بلقب آسيوي أو أفريقي؛ لأنه الذي يبقى في السجلات وفي التاريخ يفتح باب المشاركة في كأس العالم للأندية. وقد يكون ذلك صحيحاً. ولكن إستراتيجيات الأندية الكبرى تغيرت. لم يعد كافياً الانحسار داخل المحلية، ولا بد من الانطلاق ومن الانتشار الإقليمي والفوز بجماهير في المحيط.. لم يعد كافياً أن يظل أهلي دبي أو العين أو الوحدة في حدود دولة الإمارات، وليس كافياً اقتصار شعبية الأهلي والزمالك على الحدود المصرية والأمر يسير على الهلال والنصر في السعودية، وعلى الترجي في تونس، والمريخ في السودان، وعلى حسين داي الجزائري والفيصلي الأردني.. ألا ترون ماذا فعل ريال مدريد وبرشلونة للكرة الإسبانية، وكيف أصبحت الأندية الكبرى تعنى بصناعة جماهير لها من الصين إلى الولايات المتحدة؟ إن الجماهير العربية في أشد الحاجة إلى معايشة المنافسات، والانغماس فيها والاستمتاع بها، وهو أمر في غاية الأهمية، واختصره بالإشارة إلى خطر هجرة الانتماءات إلى الشمال، إلى الفرق الأوروبية.. حتى أنك تشعر بأن بعض الشباب من مواليد مدريد وكتالونيا ومانشستر.. ثم كيف تنسى الأندية العربية الكبيرة دورها في الإقليم العربي وهو دور مهم؛ دور تمارسه القوى الناعمة في كل الدول. والقوى الناعمة هي الفن، والرياضة والثقافة والموسيقى. وأذكركم أن القوة الناعمة للبرازيل منتخبها. والقوة الناعمة لإسبانيا هي برشلونة وريال مدريد؛ والقوة الناعمة لألمانيا المانشافت، والقوة الناعمة الأولى لبريطانيا هو البريمير ليج كله، والقوة الناعمة لروسيا فرقة البولشوى؛ والقوة الناعمة لأميركا هي السينما.. ولكن الرياضة وكرة القدم أقوى قوة ناعمة! ** يبقى السؤال الصعب: لقب قاري أو البطولة العربية؟