الترجي يفرض التعادل على المريخ في “أم درمان”

حسم الترجي التونسي موقفه وأعلن عن تأهله لدوري المجموعات في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال بعد تعادله الثمين أمام المريخ في أم درمان بعد مباراة شهدت حضوراً جماهيرياً قدر بـ 40 ألف متفرج. بدأت المباراة تحت ضغط نفسي كبير خاصة على أصحاب الأرض الذين انطلقوا في الدقائق الأولى من المباراة بكثافة مشهودة لمحاولة تهديد شباك الضيوف، حيث انطلق المريخ عبر الأطراف بله جابر من الناحية اليمنى، وموسى الزومة في الجهة اليسرى، فيما كانت انطلاقات التونسي النفطي وبدر الدين قلق في العمق. واعتمد الترجي على اسلوب اللعب الضاغط وقفل مفاتيح اللعب للمريخ، ولاحت فرصة لمهاجم المريخ راجي عبدالعاطي في الدقيقة الثامنة وسدد بعيداً عن المرمى، وعاد النفطي مرة أخرى من خلال ارسال كرة عكسية لم تجد المتابعة، بعدها نظم الترجي صفوفه معتمداً على الهجمات المرتدة، وكاد المساكني أن يحرز هدفاً لفريقه بعد انفراده بحارس المريخ محمد كمال في الدقيقة 17. أزدادت دقائق المباراة اثارة بعد محاولات مصعب عمر للتقدم وتسديد أكثر من مرة على المرمى، وفي المقابل حاول الضيوف امتصاص حماس أصحاب الأرض، الأمر الذي ولد كثرة الاحتكاكات بين اللاعبين، في الوقت الذي فشل حكم اللقاء في الحد من المشادات المتواصلة في نهاية الشوط الأول. وتلوح فرصة نادرة لمهاجم الترجي انرامو ويسدد بجوار المرمى الخالي بعد الخروج الخاطىء للحارس محمد كمال، وفي المقابل رد المريخ سريعاً بهجمة مباغتة ويسدد أحمد الباشا، لكن كرته تمر بجوار القائم. وفي الوقت المستقطع بدلاً عن الضائع وضع المريخ نفسه في المقدمة بعد الهدف الذي احرزه بدرالدين قلق من تسديدة مباغتة من ركلة ركنية، وأشعل الهدف المريخي الملعب في الوقت الذي أعلن فيه الحكم الليبي الراعي عن نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، ومنذ الدقيقة الأولى وضح بأن الضيوف أعلنوا التخلي عن الأسلوب الدفاعي وباتوا أكثر جرأة في شن هجمات مؤثرة بعد أن أحكموا السيطرة على منطقة المناورة، وقاد النيجيري اينرامو قائد فريق الترجي أكثر من هجمة منظمة استغل التقدم للاطراف المريخية لمساندة للهجوم وأنقذ نجم الدين مدافع المريخ فرصة نادرة من أقدام النيجيري في مواجهة المرمى. بعد تحرك الضيوف الملحوظ تراجع أداء المريخ وبات من الواضح أن “الأحمر” سوف يعاني بعد الجهد الكبير الذي بذله الفريق في شوط اللعب الأول، حيث تمكن التونسي وجدي بوعز في الجزء الأول من الحصة الثانية، من وضع فريقه على أعتاب التأهل عن احرز هدف التعادل للترجي الذي استفاد من تمريرية اينرامو وسط دفاع المريخ الذي فشل في ايقاف تقدم عزي الذي لم يجد صعوبة في مواجهة المرمى. بعد هذا الهدف الذي جعل طموحات المريخ تتبعثر، أجرى الجهاز الفني للمريخ تبديلاً قضي بدخول النيجيري وارجو المصاب بجانب قائد الفريق فيصل العجب في محاولة لاعادة الحياة لخط الهجوم الذي بات معزولاً عن مناطق الامداد بعد نجاح الضيوف في السيطرة على منطقة المناورة. في المقابل لم يقنع الترجي بالنتيجة الايجابية وتحركوا بفاعلية وكاد ينرامو أن يحرز هدف ثان لفريقه ومرت الكرة بجوار القائم، ثم حل في الدقيقة 67 المهاجم عبدالحميد السعودي العائد من الاصابة في محل مصعب عمر الذي خرج مصاباً، وشهدت المباراة في الجزء الأخير عدد من الاحتكاكات بين اللاعبين، فيما تذمرت الجماهير التي تابعت المباراة، وقام البعض برمي الملعب بالحجارة مما دعا حكم المباراة إيقاف اللعب لأكثر من مرة، وفشلت محاولة المريخ في الجزء الأخير من المباراة من تحسين الصورة بعد أن سدد المالي لاسانا ووارج أكثر من كرة على المرمى قبل أن يعلن حكم الجولة عن النهاية التي منحت الفرحة للترجي التونسي بتأهله المستحق، وهبوط المريخ للبطولة الكونفدرالية في دور الـ16 مكرر. عقب المباراة، ذكر البرازيلي كاربوني المدير الفني للمريخ بأنه لم يكن أمامه سوى اللعب بتشكيلة اضطراراية فرضتها عليه الكثير من الظروف وعلى رأسها الاصابات التي تحاصر الفريق، وتحسر كاربوني على غياب كلتشي، مبيناً أن فريقه اعتمد على توليف الخانات في عدم وجود المهاجمين. أما فوزي البنزرتي المدير الفني لفريق الترجي فقد ذكر بأن المريخ لعب مباراة كبيرة وأن الجماهير التي تابعت المباراة أسهمت في تشتيت تركيز فريقه خاصة في شوط اللعب الأول، وقال إنه لعب المباراة تحت ضغط نفسي قليل، عكس المريخ الذي كان يلعب تحت شد عصبي بعد الخسارة الكبيرة التي تعرض لها في تونس والتي أعلنت مبكراً عن تأهل فريقه إلى دوري المجموعات الأفريقية.