الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحفل الرمضاني الأخير للبيت الأبيض!

19 يونيو 2016 23:11
تزامن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع وقت عصيب بالنسبة للمسلمين الأميركيين، حيث قام مواطن أميركي مسلم بارتكاب أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، في أورلاندو، قبل أن يرد دونالد ترامب بتكرار دعوته لحظر دخول المسلمين، وتوجيه اللوم لهم على إخفاقهم في منع وقوع الهجوم الدموي. وفي الحين ذاته، تستعد إدارة أوباما للترحيب بالمسلمين الأميركيين في البيت الأبيض، للاحتفال بعيد الفطر، بعد انتهاء شهر الصوم، للمرة الأخيرة حسب توقعي. ويذكر في هذا السياق، أن إفطار البيت الأبيض، بات أهم تجمع عمومي للأصوات المسلمة في الولايات المتحدة، وقد استخدمه ثلاثة رؤساء أميركيين متعاقبين- بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما- لتعزيز الوحدة والتفاهم المتبادل بين الأديان. لكن من الصعب تخيل أن ترامب، فيما لو أصبح رئيساً، سيواصل هذا التقليد، كما أنه من الصعب بنفس الدرجة أيضاً تخيل أن أي مسلم سيوافق على حضور مثل هذا الإفطار، إذا ما وجهت إليه الدعوة من قبل ترامب. وفي اعتقادي أنه إذا ما فاز ترامب بالانتخابات في نوفمبر المقبل، فإن الاحتفال برمضان هذا العام يمكن أن يصبح آخر احتفال ينظمه البيت الأبيض، لسنوات طويلة مقبلة. وكان ترامب قد تعهد بالنظر جدياً في أمر إغلاق بعض المساجد، ووضع أخرى تحت المراقبة، وبإصدار بطاقات هوية خاصة للمسلمين، ووضع قاعدة بيانات فيدرالية لتعقب ومراقبة المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة، ومنع المسلمين الآخرين من دخول البلاد. وتمثل رد فعل ترامب بمجرد إعلان أنباء الهجوم، في فورة غضب عارمة تعد الأخطر على الإطلاق، حيث بدأها بتهنئة نفسه على «فهمه الصحيح للإرهاب الإسلامي»، وكرر دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، رغم أن القاتل مواطن يحمل الجنسية الأميركية، ومولود في الولايات المتحدة، وليس له ارتباطات معلومة بالخارج. ودون أي دليل، اتهم ترامب المسلمين الأميركيين بالخيانة مدعياً أنهم يتواطؤون روتينياً مع المتطرفين لإلحاق الأذى بالأمة، ويخفون الإرهابيين المحتملين عن أعين السلطات، ويعرقلون تحقيقات الدوائر الفيدرالية المختصة بمكافحة الإرهاب! وبدا ترامب في هجومه، وكأنه يلقي اللوم في المذبحة على الرئيس أوباما «ودوافعه الخفية»، وألمح إلى أن أي أحد يعارض فرض الحظر الذي يقترحه، لا يمكن أن يكون صديقاً لمجتمع المثليين. واحتفظ ترامب بأكثر مشاعر كراهيته للأجانب لوالدي مطلق النار عندما قال: «إن السبب الوحيد لوجود القاتل في الولايات المتحدة في المقام الأول هو أننا سمحنا لعائلته أصلاً بالقدوم إلى هنا». ولسوء الحظ فإن ترامب يبدو وكأنه يتحدث بالنيابة عن أعداد كبيرة من الأميركيين، وهو ما بينه استطلاع رأي أجرته الـ«واشنطن بوست» و«آيه بي سي نيوز» في مايو الماضي، أظهر أن الأميركيين منقسمون بالتساوي تقريباً، بشأن حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، حيث أعرب 43% من المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم للحظر، وأعرب 50% عن معارضتهم له، في حين لم يبد 7% رأياً في ذلك. ومن الواضح أن تصريحات ترامب قد أضرت المسلمين وأوضاعهم داخل أميركا. فقد أظهر تقرير طبعه مركز التفاهم الإسلامي-المسيحي التابع لجامعة جورج تاون، زيادة ملحوظة في حوادث العنف ضد المسلمين في الولايات المتحدة تزامناً مع حملة 2016 الانتخابية، وهو أمر أكدته دراسة مماثلة حول الموضوع استخدمت بيانات الـ«إف. بي.آي». وباعتباري مسلماً مهاجراً يحمل الجنسية الأميركية، فقد وجدت الكلمات التي قدم الرئيس أوباما بها التهنئة للمسلمين بمناسبة قدوم الشهر الكريم، مؤثرة للغاية، حيث قال: «بينما يحتفل المسلمون الأميركيون بقدوم شهر رمضان، أتذكر أننا عائلة أميركية واحدة، وأنني أقف صفاً واحداً مع الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة في رفضها للأصوات الساعية لتقسيمنا، أو الحد من حريتنا الدينية، أو حقوقنا المدنية». *مدير مكتب شبكة تلفزيون العربي في واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©