الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أطباء: تزايد الإصابات بـ «داء الرفاهية» يقابله شح في البحوث والدراسات

أطباء: تزايد الإصابات بـ «داء الرفاهية» يقابله شح في البحوث والدراسات
27 مارس 2014 00:45
اتفق أطباء متخصصون على أن خدمات معالجة السكري في الدولة «لا تضاهيها سوى نظيراتها في الدول المتقدمة»، معتبرين أن أسباب تزايد أعداد المصابين بهذا الداء تتعلق بنمط الرفاهية التي يعيشها سكان الدولة، والمتمثل في توافر مختلف المطابخ العالمية وسهولة الوصول إليها، وقلة الحركة وعدم ممارسة النشاط الرياضي. ولفت هؤلاء إلى وجود شح في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسكري في الإمارات، وهو حال بقية الدول العربية، التي تعتمد على أبحاث ودراسات غربية بعد مواءمتها لظروف كل بلد. واعتبر الدكتور موفق يحيى استشاري أمراض السكري والباطنية والغدد بمستشفى النور أن من أسباب انتشار السكري في دولة الإمارات اتباع نمط حياة خاطئ، يتمثل في قلة الحركة والنشاط الرياضي وكثرة تناول الوجبات غير الصحية المعتمدة على كثرة الدهون والنشويات وقلة البروتينات والخضراوات والفواكه. ولفت إلى أن دولة الإمارات أعطت هذا الجانب الاهتمام الكبير على مستوى مستشفيات الدولة الحكومية والخاصة، نظراً لارتفاع حالات السكري في الدولة، حيث تركز المستشفيات الخاصة والحكومية على التثقيف الصحي ومتابعة المرضى بهدف السيطرة على المرض وتجنب مضاعفاته المستقبلية. وبين الدكتور يحيى أن الدولة وفرت جميع مستلزمات المتابعة للمرضى الجدد والقدامى، من ناحية توفير الأجهزة الطبية على أعلى المستويات مع توفير أحدث الأدوية لعلاج مرض السكري ومضاعفاته. ورأى الاستشاري أن الرعاية الطبية لمرضى السكري في دولة الإمارات توازي إن لم تكن أعلى من دول العالم المتقدمة، وهناك مرضى من دول أجنبية يقومون بالسفر للإمارات لتلقي علاج السكري، وذلك لما يرونه من رقي في الخدمة، وسهولة المواعيد وجودة الأدوية والمستلزمات وأجهزة الفحص والخدمات والكادر الطبي المؤهل. وأشار إلى أن هناك بحوثاً علمية تناقش في المؤتمرات الطبية العلمية الدورية في دولة الإمارات، منها بحث مهم يسمى الدليل المثالي الذي يتم لفحص وتقييم ومتابعة حالات السكري ومضاعفاتها، يتم توزيعه مجاناً لمرضى السكري في الدولة. وذكر أن النشرات الدورية حول مرض السكري متوافرة في جميع مستشفيات الدولة الحكومية والخاصة، وهنالك تركيز عال على متابعة حالات السكري أثناء الحمل وما بعد الولادة، وعلاج الحالات التي تبقى بعد الولادة ومتابعتها بصورة عامة لغرض تجنب حدوث مضاعفات، والتركيز على العوامل المسببة لذلك. وأشار الدكتور محمد بار علي اختصاصي في أمراض الدم إلى المستوى العالي المواكب للعصر لعلاج السكري في دولة الإمارات، حيث إنه يحقق المعايير العلمية العالمية لما يطبقه من دساتير طبية ومرشدات علاجية عالمية. ولفت إلى أن توافر أدوية السكري في دولة الإمارات سريع للغاية، فالدواء الذي يُصنع عالمياً يوجد في دولة الإمارات بسرعة فائقة، وهذه العملية بمواكبة العصر كفيلة برفع مستوى علاج السكري في دولة الإمارات. وعزا بار علي تقدم مركز الدولة ضمن الدول الأكثر إصابة بالسكري على مستوى العالم وارتفاع عدد المصابين بداء السكري في الإمارات خصوصاً، ودول الخليج عموماً إلى سببين أولهما دقة الإحصائيات التي تقوم بها الدولة بالنسبة لمرض السكري. فكثير من الدول تفتقر إلى الدقة والمصداقية في الإحصاءات حول مرض السكري لديها، وأن معظم الدول الفقيرة لا تتوافر لديها أحدث الأجهزة والبرامج للحصول على أدق الإحصائيات، فغالباً ما يكون هنالك خطأ في هذه الإحصاءات. والسبب الآخر لارتفاع نسبة داء السكري، العادات الغذائية وقلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية. فطبيعة الحياة والمناخ تجعل الشخص قليل الحركة ودائماً ما يعتمد على المركبات للتنقل بين مكان وآخر، ما يتسبب في البدانة وتزايد فرص الإصابة بالسكري. وحول الدراسات العلمية التي تتم في الدولة بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، أوضح بار علي أنه لا يوجد منهج حقيقي للبحوث، بل توجد إحصاءات بحثية، كون تلك البحوث العلمية تتطلب معامل وإجراءات معقدة، ومعظمها متوافر في الدول المتقدمة، حيث تقوم الدول العربية ومن بينها الإمارات باعتماد الدساتير الطبية العالمية بعد تعديلها بما يناسب طبيعتها. ودعا الدكتور محمد بار علي إلى تقليل مضاعفات السكري من النوع الثاني عبر ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن والالتزام بالحمية الغذائية. واتفقت الدكتورة إيمان خلف، طبيبة عامة تعمل على دبلوم في مرض السكري، مع الدكتور بار علي حول وجود فقر في الدراسات والبحوث حول السكري في الدول العربية بشكل عام، وأنه غالباً ما تعتمد هذه الدول على الدراسات الغربية. وأوضحت الدكتورة خلف أن دولة الإمارات مهتمة بشكل كبير بمكافحة مرض السكري، لكن أعداد المصابين به في تزايد مستمر، وأغلب الأشخاص ليس لديهم علم بإصابتهم بالمرض. ولفتت إلى أن كثيراً من المرضى يراجعون الطبيب العام بسبب صداع بسيط أو كثرة التبول الليلي، ليكتشفوا إصابتهم بمرض السكري. وأضافت أن هناك حاجة لبرنامج وطني توعوي للسكري بشكل منتظم، حيث يقوم بمتابعة المريض بشكل مستمر بمجرد تشخيص إصابته بمرض السكري، كما يعمل البرنامج على التعامل مع المرض قبل تفاقمه وحدوث مضاعفات خصوصاً للعين والقدم، وأن يهتم البرنامج بعمل جميع فحوص السكري للمريض، والتركيز أخيراً على تعليم مريض السكري ما يحتاجه وما يجب تجنبه في حياته اليومية، وأنه يجب أن يكون في كل مركز صحي فريق عامل متكامل متطور لكل مريض. وعزت أسباب انتشار السكري في دولة الإمارات إلى قلة الحركة والمشي، كما أن النظام الغذائي معتمد على النشويات بشكل كبير والوجبات السريعة وارتياد المطاعم دون أي توعية حول حجم الوجبات والجهل بالسعرات الحرارية، فجميع هذه الأمور يؤدي إلى السمنة والتي هي أحد أخطر الأسباب للإصابة بمرض السكري، إضافة إلى التوتر الوظيفي وفترات الدوام الطويلة. وأكدت أن مريض السكري بحاجة دائمة إلى الدعم المستمر، خصوصاً الأطفال وذلك لتعرضهم لحالة الاكتئاب الدائمة من المرض، كما يجب أن تتم توعيته بطريقة تناسب عمره حول الغذاء الذي يجب أن يتناوله، وممارسة الرياضة. منتدانا: السكري ناتج عن العوامل الوراثية والنمط الحياتي استطلعت «الاتحاد» عبر زاوية «منتدانا» في موقعها الإلكتروني آراء قرائها حول أسباب تزايد الإصابة بمرض السكري في مجتمع الإمارات. وتمحورت ردود القراء حول دور العوامل الوراثية والنمط الحياتي المتمثل في الغذاء غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة في تفشي هذا الداء بين أفراد المجتمع الإماراتي. واعتبر المعلق «الفقير» أن أحد الأسباب الرئيسة لانتشار السكري في الخليج هو زواج الأقارب، متمنياً إدراج فحص السكري الوراثي ضمن فحوص ما قبل الزواج، للتأكد من خلو أحد الأبوين على الأقل منه، لافتاً إلى أهمية الالتزام بالطعام الصحي وممارسة الرياضة. وقال معلق آخر «مصاب بالسكري»: إن بعض الأغذية هي وافدة على مجتمعاتنا الخليجية مثل الأرز وبعض أنواع الخبز، «ونظراً لأن أجدادنا ما كانوا يأكلونها، حصل تغير جيني في أحفادهم»، وجعلهم عرضة للإصابة بهذا المرض، مطالباً بالعودة إلى العادات الغذائية التي كان يتبعها الأجداد. وقال أحد المعلقين عرف عن نفسه بـ«جالس بدون حركة»: إن «المشكلة في الطعام الدسم وعدم التنوع، ولا حركة بوجود الخدم والسيارة أصبحنا نأكل ونجلس وننام». واعتبر المعلق عبدالله العوضي أن ممارسة الرياضة هي الأهم، حيث قال: «إذا بتمارس الرياضة بقدر ما تأكله، صدقني بتحافظ على صحتك. المشي هو سيد الرياضات، امش ولو لربع ساعة في اليوم». كذلك ذهبت المعلقة نوال المنصوري إلى أن الرياضة تحتل جانباً مهماً من مكافحة السكري، وقالت: أتمنى أن يكون هناك حملات توعوية بالرياضة وأهميتها، «لأن الناس على بالهم أن الرياضه للناس الذين يعانون من سمنة».وانتقدت المعلقة نورة نقص الأبحاث وعدم وجود مجلات دورية متخصصة بالسكري، إضافة إلى عدم وجود مطاعم مخصصة لمرضى السكري، وقالت: «توجد مشكلة أخرى هي التشخيص المغلوط والعلاج الموحد. السكر آفة تصيب الفرد وقد تقضي على حياته». ونسبت المعلقة مريم علي مشكلة السكري إلى ازدياد مطاعم الوجبات السريعة، معتبرة أن «العلاج الأنسب هو الوقاية ومحاولة الحد من تزايد أرقام المصابين عن طريق التوعية واتباع نمط حياة صحية ورياضية». وحدد المعلق «ابن عرب» المشكلة في مطاعم الوجبات السريعة، داعياً إلى إصدار تشريع يجبر تلك المطاعم على الإسهام في معالجة مرضى السكري ضمن دورهم المجتمعي. خلاصة التحقيق السكري.. جهود متواصلة وإصابات متزايدة.. وماذا بعد؟ يهدد داء السكري حياة زهاء مليوني إنسان في دولة الإمارات، يتوزعون بين مصاب محبوس خلف وصفات الحقن والأقراص، وجاهل بإصابته ينتظر الصدفة للكشف عنها، وقابل للإصابة غافل لا يتخذ احتياطاته لاستقبال القاتل الصامت. وعلى مدى خمسة أيام، فردت «الاتحاد» صفحات تناولت فيها داء السكري، أرقاماً وجهوداً وحالات ونصائح، وعرضت روايات لمبتلين بالمرض بينوا فيها كيف يديرون حياتهم برفقة هذا الضيف المؤذي. ورغم حملات التوعية المتواصلة، وما يتوافر في المستشفيات الحكومية والخاصة من أحدث وسائل للعلاج والمتابعة، إلا أن مؤشر الإصابات يرتفع يوماً بعد يوم، ليشمل تحت لوائه 18,8? من سكان الدولة. وتفتخر الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة بما تعتبره «نجاحاً لجهودها في مكافحة الداء» الذي تحرص على استذكاره في اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر، مستشهدة بتراجع ترتيب الدولة على قائمة أكثر الدول إصابة بالسكري من المركز الثاني إلى المركز الثالث عشر خلال سنوات قليلة. ولم ينتظر متخصصون وأطباء طويلاً للرد على هذا التفاخر، بالقول إن هناك تزايداً في أعداد الإصابات وتفشياً على المستويات العمرية، حيث باتت تسجل حالات إصابة لدى رضع، مقللين من مسألة تراجع مرتبة الدولة باعتبار أن ما حدث هو فقط تقدم دول أخرى ودخول دول جديدة إلى القائمة بعد إجراء بحوث ودراسات حول نسب السكري بين مواطنيها. ويضطلع مركز إمبريال كوليدج بفرعيه في أبوظبي والعين، إضافة إلى مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث بجلّ الجهد لعلاج الداء والتوعية به والوقاية من مضاعفاته التي تلحق بسائر أعضاء الإنسان، وهو ما لا يقلل من جهد المستشفيات والمراكز الطبية الأخرى التي تضم كوادر متخصصة وقادرة على وقف حالات العمى وبتر الأطراف والوفيات بين المرضى. ورغم توجهه إلى إجراء الأبحاث حول مرض السكري وخروج 23 منها إلى النور، إلا أن مركز راشد يلقي الضوء على افتقار دولة الإمارات، ومثلها بقية الدول العربية، إلى الدراسات المحلية المتخصصة حول السكري، واعتمادها على الدراسات في أوروبا وأميركا مع إجراء تعديلات عليها. وروى مصابون بالداء معاناتهم مع هذا الزائر ثقيل الظل، مبدين أسفاً على أوقات سبقت إصابتهم ولم يستغلوها في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة. وانتقد مراقبون ما قالوا إنه «لا مبالاة للمنشآت الغذائية في الدولة حيال مشكلة السكري»، فهم يرون أنها لا تلقي بالاً لصحة مرتاديها، عبر التوعية بالسكري وأشقائه من سمنة وارتفاع ضغط ودهون، وإعداد مأكولات صحية تناسب الفئات المصابة، وإبراز قوائم بالسعرات الحرارية التي تحتويها وجباتهم. وبحسب مسؤولين، فإنه لا توجد تشريعات تلزم المطاعم بمثل هكذا إجراءات، ما يطرح تساؤلات حول ضرورة تعديل التشريعات بما يجبر المطاعم بشكل عام، خصوصاً التي تقدم الوجبات السريعة على الإدلاء بدلوها والاضطلاع بدورها المجتمعي في مكافحة السكري، سواء عبر جهود التوعية أو الإسهام بمبالغ تخصص لمعالجة المرضى. 31% لديهم معرفة متدنية بالمرض قالت الدكتورة إيمان خلف إن بحثاً نفذه مستشفى توام في العين شمل 575 مريضاً بالسكري، بين أن 31% لديهم معرفة متدنية بالمرض، و72% منهم لديهم مشاعر سلبية تجاه المرض، و57% لم يستطيعوا السيطرة على المرض، وأن 17% قادرون على التحكم بالمرض، و10% اعترفوا بأنهم غير ملتزمين بتناول الدواء بشكل منتظم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©