معتز الشامي (المنامة)
شهد كونجرس الاتحاد الآسيوي، الذي عقد أمس في العاصمة البحرينية المنامة، أحداثاً يمكن وصفها بالإيجابية، والتي تعكس مؤشرات لبدء مرحلة جديدة، يمكن أن توصف بأنها مرحلة ما بعد «أحمد الفهد» عضو المكتب التنفيذي المستقيل من جميع مناصبه في كرة القدم، بعد ورود اسمه كأحد الأسماء المتورطة في مخالفات خلال الانتخابات التي جرت على منصب رئاسة «الفيفا» بين محمد بن همام وبلاتر في 2011، على خلفية اعترافات ريتشادر لاي، الذي تم ضبطه في أميركا بعد تحريات قام بها مكتب المدعي العام الأميركي حول تلك الواقعة.
وأول الأمور التي تكشف وجود تحولات في العلاقات العربية العربية، هو بالمصالحة «التاريخية» التي ظهرت بارزة ومتجلية في أروقة كونجرس الآسيوي، الذي عقد لمناقشة ميزانية الاتحاد القاري، إلى جانب الانتخابات لمقاعد ممثلي آسيا في عضوية مجلس الفيفا، حيث عادت المياه لمجاريها بين الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، والأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني، ورئيس اتحاد غرب آسيا، وذلك بعد فترة من التوتر والانقطاع التام، منذ بدايات 2015، فور إعلان الأمير علي الترشح ضد بلاتر، وإعلان الشيخ سلمان الوقوف ضد ترشح الأمير مع بلاتر، ثم تكرار الأمير علي مسلسل خوض الانتخابات مجدداً، لكن هذه المرة أمام الشيخ سلمان، وجياني إنفانتينو، والتي فاز بها الأخير بعد تفتيت أصوات العرب، بين الشيخ والأمير.
وقد حرص الشيخ سلمان قبل دقائق من بدء كونجرس الاتحاد الآسيوي، على التوجه إلى طاولة الأردن، والجلوس إلى جوار الأمير علي، والدخول في حوار ودي، يعكس انتهاء فترة التوتر والمقاطعة، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات تقوم على العودة للتواصل المستمر والتشاور في جميع القضايا، لاسيما أن الأمير علي كان أهم الداعمين لحملة الشيخ سلمان في الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي في 2013.
ولم تكن مصالحة الشيخ والأمير، هي كل المؤشرات اللافتة في اجتماع الأمس، بل حرص السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي، على حضور كونجرس آسيا، وعقد اجتماعاً مغلقاً بالشيخ سلمان، لمناقشة عدد من الملفات والقضايا، أبرزها توطيد العلاقة بين الفيفا وآسيا بصورة أعمق وأكثر نشاطاً، لاسيما بعد رحيل الفهد وابتعاده تماماً عن المشهد، حيث كان الأخير في موقف التوتر في العلاقة مع إنفانتينو خلال الأشهر الماضية قبل القبض على لاي.
وقد حرص إنفانتينو على إلقاء كلمة في كونجرس آسيا أمس، للتأكيد على متانة العلاقة بين الفيفا والقارة الصفراء، وحرص الاتحاد الدولي على أن تكون العلاقة كذلك، مشيراً في الوقت نفسه إلى قوة الموقف المالي للفيفا، والذي سيعلن عن فائض في ميزانيته خلال اجتماع الكونجرس الدولي الذي يعقد غداً.
من جهته، نفى الأمير علي في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، وجود أي نيه لتكرار خوض سباق انتخابات الفيفا التي تجرى بعد عام ونصف تقريبا من الآن، ولفت إلى أنه اغلق هذا الملف تماماً، حيث ينصب تركيزه على التجهيز لانتخابات رئاسة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، والتفرغ أيضا لتطوير كرة القدم الأردنية.
وعلى الجانب الآخر، حصل الاتحاد العراقي لكرة القدم، على وعد من جياني إنفانتينو على هامش الكونجرس أمس، لرفع الحظر عن اللعب في الملاعب العراقية، وهو الاتجاه الأقرب للمكتب التنفيذي الآسيوي، والذي يعقد قبل انعقاد كونجرس الفيفا بعد غد.
وشدد رئيس الاتحاد العراقي على أن رفع الحظر سيكون على 3 ملاعب في العراق في البصرة، أربيل، كربلاء، مشيراً إلى أن المنتخب الأردني سيكون أول الفرق التي تحضر للعب دولياً في العراق بالبصرة، ولفت إلى أن مسألة تطلب استضافة كأس خليجي 24 قد تأخرت كون البطولة ستقام في الإمارات، ولكن العراق قد يطلب إقامة خليجي 25 على حد وصفه، وقال: «أولاً دعونا نحصل على قرار رفع الحظر رسميا، وأن يفرح الشعب العراقي بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وبعدها يتم الحديث عن استضافة كأس الخليج».
عدد اليوم
