الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تصاميم عصرية تحمل مدلولات ثقافية وتراثية محلية

تصاميم عصرية تحمل مدلولات ثقافية وتراثية محلية
17 مارس 2015 23:22
خولة علي (دبي) مقتنيات التصاميم المعاصرة تحتوي على أفكار غريبة ومبتكرة، غير مكررة، وتنطوي على جملة من التفاصيل الدقيقة التي تكونت من نسيج أفكار المصممين الذين ينتمون إلى ثقافات ومدارس مختلفة، لذا جاءت القطع نتاج رغبة جامحة في التفرد والتعاطي مع الخامات بكل جرأة، ودون قيود، حيث أطلق المصممون العنان لأفكارهم ليقدموا مزيجاً من الأعمال التي تنبض فيها معاني الحركة والنشاط، والانسيابية الواضحة التي ترتكز عليه أغلب الأعمال المستمدة من خامات الطبيعة لتترجم بنمط من الآثاث المعاصر، إلا أنها تحمل مدلولات ثقافية وتراثية، حيث عودنا معرض أيام التصميم كل عام أن يتألق بالكثير من التصاميم الفريدة، ويشارك فيه هذه السنة 44 عارضاً من 20 دولة مستعرضين عبر منصة جاليريات لها شهرة عالمية، مجموعة من التصاميم الحديثة والمعاصرة رفيعة المستوى. مفاهيم الفن المعاص ويعتبر «أيام التصميم دبي» في دورته الرابعة المعرض الفني الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والمكرّس للتصاميم الحصرية محدودة الإصدار والمعدّة للاقتناء. وتمتد هذه النسخة من المعرض إلى 20 مارس الجاري، ويتخذ من «ذا فينيو» الكائن في بوليفارد محمد بن راشد في «وسط مدينة دبي» موقعاً له، ليوفر فرصة للزوار للتعرف إلى مفاهيم الفن المعاصر الذي أصبح جزءاً حيا وأساسيا في تزيين المنازل أو المكاتب. وإذا بحثنا عن تلك المفاهيم التي عبرت عنها مجموعة من المنتجات الفريدة من التصاميم، والتي خرجت الكثير منها عن المألوف لتغني المنازل وتجعل منها متحفا فنيا معاصرا، سيلفت انتباهنا عدد من التصاميم المدموغة بالأصالة التراثية المحلية، التي اتضحت جليا بين أروقة المعرض. مستوحى من البيئة المحلية قدمت الأختان عائشة وأمنة مجموعة رائعة من قطع الآثاث المعاصر الذي يغوص في منظومة البيئة المحلية كمفهوم وخامات، فلم يشغلهما غير الرغبة في كيفية التعبير عن مكنون دولة الإمارات عبر لغة عصرية عالمية، وتقول عائشة: الفنان لا يستطيع أن ينسلخ عن قيمه وثقافته والبيئة التي نشأ فيها وترعرع، وارتوي منها، فهي الحضن الأول والأساس الذي يمكن أن ينطلق عليه الفرد في التعبير عن ذاته، وبناء رؤيته في كافة مجالات الحياة. وتضيفان: من واقع اهتمامنا بالفنون، الذي شغفنا به واستطعنا من خلاله أن نخوض في مجال صناعة الآثاث، الذي لم يكن غريبا عنا، فكل قطعة منها مشغولة بنمط وطبيعة البلد، فصممنا عددا من وحدات الآثاث منها عبارة عن طاولتين بسطح رخامي مرتكز على لوحة شرعنا برسمها، إحداها تعبر عن منظر جمالي للبحر، والأخرى تلال الصحراء. وهذ القطعة بطبيعة الحال تحمل ميزة، في مرونة استخدامها فيمكن ان تكون وحدة واحدة عن طريق دمج كل قطعة مع بعضها او أن تستخدم كل على حدة. قلاع وحصون أما التصميم الآخر، على حد قول عائشة وأمنة، فجاء لجدارية رائعة مشغولة بقطع من الزجاج على شكل أمواج لرمال الصحراء وقد ارتأينا أيضا أن نعطي العمل نوعاً من الواقعية من خلال إدخال حبيبات الرمل كجزء من هذه الجدارية. وأيضا صممنا مقعداً من الجلد والاستيل وقاعدة المقعد عبارة عن رقم للسنة التي قامت فيها الاتحاد. وهناك أيضاً حاملة إضاءة عبارة عن يد مفتوحة تضيء أطراف الأصابع وباطن اليد للدلالة على النقشة التقليدية القديمة بالحناء وهي زينة المرأة قديما. كما صممنا مقعدا آخر مستوحى من القلاع والحصون القديمة، في شكله ومصنوع من خامة الأكرليك ومعبأ بحبيبات من الرمال الناعمة. أفكار متجددة من جهة أخرى تشير أمنة قائلة: على الرغم من مشاركتنا الأولى في هذا المعرض إلا أننا نرغب أن تكون أعمالنا بداية للانطلاق بفن الآثاث المعاصر وأخذها كقاعدة لربطها بمفاهيم من الماضي العريق المتأصلة فينا، وتنبع منه هويتنا، لنعطي أفكاراً متجددة وأكثر حيوية تتماشى مع الحياة المعاصرة. فيما لم تغب أيضا بعض التصاميم لمصممين غربيين مشاركين، وهي تعبر أيضا عن الثقافة المحلية مثل فن رياضة الصيد بالصقور، حيث أبدع المصمم الإيطالي ماسيمو فايون بتصميم مجاثم للصقور راقية وأنيقة مستخدم فيها مجموعة مختلفة من خامات الذهب والنحاس والرخام وخشب الزان، ليقدم توليفة رائعة من هذه المجاثم كقطعة حاضرة بين معدات الصيد بالصقور لا غنى عنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©