الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أنور قرقاش: تجربة الإمارات واعدة وسط تجارب مهزومة

أنور قرقاش: تجربة الإمارات واعدة وسط تجارب مهزومة
11 ابريل 2018 01:11
دبي (الاتحاد) أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الاستقرار هو أساس نهضة الدول، ومن دونه لا تتم أي تنمية، لاسيما أن نمو الاستثمار والنهوض به مرتبط بشكل وثيق بالاستقرار، الذي بات مطلباً أساسياً في ظل العنف والفوضى والتفكيك الذي تعرضت له دول عربية كثيرة مؤخراً، مشدداً على أهمية استتباب النظام السياسي والمؤسسات التي تقوم عليها الدولة، إذ إن فقدانها يعد أمرا عصي، ويترك جروحاً عميقة. وأكد معاليه، خلال كلمته في الجلسة الأولى لمؤتمر «الفكر 16» التي جاءت بعنوان «واقع الفوضى وتداعياتها وسبل صناعة الاستقرار»، أن تجربة الدولة الوطنية ناجحة ونعيشها كل يوم في العديد من الأدبيات والأطروحات، لكنْ هناك تباين في التجارب من منظورنا، موضحاً أن هناك تجارب عربية مهزومة، ولكن بالمقابل هناك تجارب واعدة، مثل تجربة الإمارات. وقال: لا بد من صنع الاستقرار عبر حماية وتحديث النظام العربي دون استنساخ تجربة لأخرى وبث روح الأمل، لاسيما أن الضعف العربي أدى إلى تدخلات من دول الجوار، مثل «تركيا وإيران وإسرائيل»، وبات تأثير إيران واضحاً بقوة في بعض الدول. وركز معالي د. قرقاش على 3 محاور، ركز الأول على الملف الإيراني والبعد التوسعي والطائفي لإيران، والثاني على الجانب التركي المدعوم بـ«الإخوان المسلمين»، فيما تناول في المحاور الثالث النظام الوسطي، الذي تتبعه الإمارات جنباً إلى جنب السعودية، داعياً إلى توسيع دائرة هذا الخيار ليكون الخيار العربي. ودعا معاليه إلى تبني نظام قائم على احترام السيادة الوطنية، بحيث يغلب الاستثمار على السياسة، مشدداً على أهمية الوسطية والواقعية، بعيداً عن التطرف والطائفية، لاسيما أن المجتمع العربي أحوج إلى الوسطية في علاقاته الخارجية، كما دعا إلى «الخصوصية»، دون جمود في التعامل مع تجارب وظفت العلم، واستغلت العولمة من خلال الشق التنموي. وأوضح معاليه أن الشق التنموي في الوطن العربي لا يتجاوز 5%، فيما يصل بالصين إلى 85%؛ لذا يجب قلب هذه المعادلة من أجل الاستقرار، مشيراً إلى أن مستقبل «مجلس التعاون» باقٍ، فهو سوق ضخم لتسهيل التبادل التجاري، وهناك مصلحة مشتركة للمواطن الخليجي تتجاوز الأزمات السياسية. ودعا معاليه إلى تغليب الجانب الاقتصادي والوسطية والاعتدال على السياسة، ومحاربة الفكر التطرف الذي استغل عباءة الدين لنشر الأفكار الهدامة، لاسيما أن الرؤية أصبحت أكثر وضوحاً بسبب التجارب القاسية، التي شهدتها المنطقة. وأكد أهمية التطور التدريجي في مختلف النظم العربية، مع الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، إذ إن الاستقرار مرتبط بالسياسات المتزنة والمتوقعة، رافضاً ما يدعيه البعض بأن دولة الإمارات تقود المعسكر المعادي للربيع العربي، موضحاً أن المجتمعات العربية لا تحتمل التفكيك ولا التركيب، وهناك مجتمعات تعاني عدم الوجود بسبب ما يسمى بالربيع العربي؛ لذا فالحل يكمن في التطوير تدريجياً، مشيراً إلى ضرورة وجود «وعاء قيمي خاص قائم على العدالة والمؤسسية والحوكمة والشفافية» مع الاستفادة من التجارب الناجحة. وشدد معاليه على أهمية «القائد والرؤية» في بناء الدولة والحفاظ على استقرارها، بكل ما تحمله من أمل لرسم خريطة الاستثمار، إذ إنه لا يمكن السعي نحو المستقبل من دون رؤية واضحة مشتركة مع الأجيال الجديدة من خلال جيل الشباب، لافتاً في كلمته إلى أهمية دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث جاءت تجربته تنموية مؤثرة ناجحة، من خلال رؤية فطرية تحاكي مختلف عناصر المجتمع وفئاته، واتجاهاته المستقبلية. منصة عربية جادة وجه معالي أنور قرقاش الشكر والتقدير للأمير خالد الفيصل، وقال معاليه في تغريدة على حسابه بـ «تويتر» حاضراً مؤتمر مؤسسة الفكر العربي «فكر 16» في دبي، والذي يبحث تداعيات الفوضى وصناعة الاستقرار، «الأمير خالد الفيصل عبر مبادرته ومثابرته أسّس منصة عربية جادة تعزز الحوار الرصين والبنّاء، فله كل الشكر والتقدير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©