الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن القَصّْ

زمن القَصّْ
20 أغسطس 2009 00:47
عندما أسترجع الزمن الذى مضى بعد صدور كتابي «زمن الرواية» أزداد يقيناً بأنني كنت على حق فيما ذهبت إليه في الكتاب، فالرواية أصبحت ديوان العرب المحدثين على نحو ما وصفها، بحق، الدكتور علي الراعي، رحمة الله عليه، فقد أنهى مقدمته الحماسية لكتابه «الرواية فى الوطن العربي» بقوله : «المجد للرواية العربية الحديثة»، وكانت هذه العبارة مصدر إلهام لي بالقطع، فقد دفعتني إلى الإيمان بأننا نعيش في زمن الرواية حقاً ولا أدل على علامات هذا الزمن من وجود وسائل فنية وإعلامية أسهمت فى نشر المزيد من الروايات العربية أعني السينما أولا، بوصفها الفن الذي أذاع رواية «دعاء الكروان» لطه حسين، و»السراب» و»زقاق المدق» و»خان الخليلي» والثلاثية: «بين القصرين» و»قصر الشوق» و»السكرية» وعشرات غيرها من روايات وقصص نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وعشرات غيرهم من الروائيين المصريين والعرب. وأضف إلى السينما قرينها الصغير الذي أتاحت شاشته لمجموعة من المواهب الازدهار في مسلسلاته التي اعتمدت على قص متميز كتبه وحيد حامد الكاتب المبدع الموزَّع بين السينما والتلفزيون، ولا أنسى جرأته التي تدفعه إلى المناطق المحظورة في مسلسل مثل «أوراق الورد» وفيلم «دم الغزال».. ولوحيد حامد أفلام رائعة آخرها «احكي يا شهرزاد» الذي اكتمل إبداعه بإخراج يسري نصر الله الذي سبق له إخراج رواية إلياس خوري الشهيرة عن القضية الفلسطينية «باب الشمس». ولا أنسى، بالطبع، أسامة أنور عكاشة، تلميذ نجيب محفوظ النجيب الذى أخرج لنا روائع «زيزينيا» و»الشهد والدموع» و»ليالى الحلمية» وأخيراً «المصراوية». وقد ارتفع أسامة أنور عكاشة بمستوى الدراما التليفزيونية إلى أرقى ذرى الفن الروائي، ورفع هذا الفن إلى درجة من التقدير الرفيع، لم تكن موجودة من قبله ولم يفعل ذلك وحده بالطبع، فقد أسهم كل من محمد صفاء عامر على وجه التحديد الذى اقتحم بالدراما التليفزيونية آفاق عوالم الجنوب المصري، صانعاً منها ملامح جذبت انتباه المشاهدين إلى أبعد حد، خصوصاً في أعمال من مثل «ذئاب الجبل» و»الهروب من الحب» . ولا أنسى أيضاً رائعة محسن زايد «حديث الصباح والمساء» لنجيب محفوظ التى جعل منها عملاً إبداعياً درامياً لا ينسى وقد دخلت الدراما التليفزيونية السورية الفضاء الإبداعي للسرد بقوة، وأصبح لها روائعها الدرامية الاجتماعية والتاريخية على وجه الخصوص.. وكان من نتيجة ذلك أنني بدأت في ملاحظة أن تسميتى «زمن الرواية» كانت نوعاً من المجاز على أننا نعيش «زمن القص»، وأحسبنى سوف أكتب كتاباً جديداً بهذا العنوان، خصوصا بعد اتسعت دوائر القص، وتدخلت فيها وسائل العصر وتقنياته الحديثة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©