الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوميات القمع الأنثوي بالعجائن والألوان

يوميات القمع الأنثوي بالعجائن والألوان
20 أغسطس 2009 00:20
تعالج الفنانة التشكيلية نازلي مدكور موضوع المرأة بأحاسيسها ومعاناتها ورغباتها. وهي عالمها المفضل الذي تقدم من خلاله النساء بأحاسيسها كفنانة وامرأة، دون التقيد بـ «الموديل» أو «الاسكتش» وكأنها تصور مشاعرها ورأيها في واقع المرأة التي تتعاطف معها. والنساء في أعمال نازلي مدكور يظهرن راضيات، قانعات، متأملات لواقعهن ولا يحاولن هدم أركان الأسرة مهما حدث. يلفت الانتباه في أعمال الفنانة نازلي مدكور أنها تقع بين التشخيص والتجريد ولكنها تميل اكثر إلى التشخيص بحكم أن موضوعها الرئيسي يصور النساء. وفي لوحات كثيرة نجد سيادة لون أو اثنين على اللوحة بعكس أعمال سابقة لها كانت تكثر فيها الألوان. ومن الأشياء اللافتة أيضاً في تجربة مدكور الفنية لجوئها إلى العجائن التي تتميز بها لتأكيد عنصر الملمس، وإن جاء في أعمالها الأخيرة موحياً وغير مباشر، لكن هذا لا ينفي اشتغالها على خامات أخرى مثل: الأكريليك والباستيل والفحم والألوان المائية. أما على مستوى اللون فثمة ألوان جديدة انضافت إلى عائلتها اللونية كالاخضر والأصفر، وإن جاءت موازية لظهور الألوان الأخرى التي اعتادت أن تستخدمها كالرمادي والأزرق والألوان الغامقة. التعبير أولاً إن نظرة متأملة إلى أعمال مدكور تؤشر على أن الفنانة تبتعد عن تقاطيع الوجه لتركز اكثر على التعبير عن واقع المرأة وعالمها، خاصة أن معظم النساء من خيال الفنانة ومخزونها الداخلي، وهو ما أتاح لها قدرة أكبر على التحرر من الارتباط بتفاصيل كثيرة في وجوه وأجساد النساء لصالح تأملهن ورصد معاناتهن وواقعهن الصعب الذي يتأقلمن معه برضا وقناعة. ورغم أن أسلوبها الفني يجمع بين التشخيص والتجريد، تميل الفنانة في أعمالها الأخيرة إلى التشخيص على حساب التجريد، وإن كان هذا لم يمنعهما من إضفاء لمسات تجريدية على اللوحات؛ كتفاصيل الوجوه، والخلفيات، وتطعيم أجساد النساء بأشياء متخيلة للإيحاء بدلالات معينة، خاصة أنها لم تعتمد في أعمال المعرض على نساء حقيقيات، وإنما لجأت إلى نساء متخيلات، وكلهن يجسدن حالة الاستكانة والرضا وقبول الحال التي أرادت التعبير عنها لأنها تلامس هذه الحالة كل يوم من خلال المشاهدات والقراءات والواقع الصعب الذي لا ينفصل الفنان عنه ولكنه لا ينغمس فيه لكي يراه بشكل افضل. تقول الفنانة مدكور إن موضوع المرأة قريب من قلبها وعقلها، وهي دائمة التفكير في حال المرأة وواقعها، وأنها في معالجتها السابقة لموضوع المرأة صورتها خارجياً وشكلياً أو مرتبطة بمضامين اجتماعية، لكنها في تجربتها الجديدة ركزت على تصوير المرأة داخليا ونفسيا. وتضيف: «إن أعمالها تسلط الضوء على المرأة من الداخل، بمعنى قبولها لحالها ورضاها بالواقع الذي تعيش فيه رغم صعوبته وقسوته، وهو ما يتضح من الابتسامة الحزينة المرسومة على وجوه عدة نساء، والنظرة التأملية التي تحمل حكمة وتضحية وقبولاً حتى ولو كان اضطرارياً». تؤكد مدكور أنها تركز حالياً على التعبير عن هذه الحالة التي تقع فيها المرأة، ولهذا لم تلجأ إلى تفاصيل كثيرة مثل تقاطيع الوجه والملامح ولجأت الى التلخيص على حساب التفاصيل الكثيرة، إلا أن التشخيص في أعمال المعرض كان ضروريا جدا بحكم انها تصور نساء؛ فالإنسان في نهاية الأمر له سمات لو فقدت لا تعطي الفنان ما أراد التعبير عنه. لا وصفات جاهزة أعمال مدكور لا تحمل أفكاراً مسبقة بل تنصب من خيالها وتفكيرها على سطح اللوحة مباشرة، ولهذا تمتزج كل الأعمال، وفق قولها، بحالتها الفنية واليومية والمزاجية والنفسية. وفي كثير من الأحيان عندما تنفذ العمل يظهر لها في شكل ومضات وليس بالضرورة في هيئة منظر أو شكل كامل. وهي لا تفضل الوصفات الجاهزة في أعمالها لانها تشعر بأنها تقيد حريتها وتفكيرها، وتسعى دائما لأن تتحدى تلك الوصفات الجاهزة وتكسر قيودها. وتشير الفنانة إلى أنها تحاول الحد من بهرجة الألوان وكثرتها في العمل الفني، ولهذا استعانت في أعمالها الأخيرة بلون أو اثنين في تنويعات مختلفة حتى تحد من الدفقة اللونية الحادة. كما أن تعاطيها مع ألوان جديدة عليها (الأخضر والأصفر) جاء كمياً ونوعياً. علاوة على أنها استخدمت العجائن كخامة بشكل مختلف عن المرات السابقة؛ بمعنى أنها لجأت إليها حين وجدت أنها تساعدها على تأكيد فكرتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©