لقرونٍ طويلة كان البشر يظنون أن اللسان هو الجزء الوحيد في الجسم القادر على رصد وجود السكر في الطعام. ومع التقدم العلمي، كشف الباحثون عن أن هناك خلايا تُعرف باسم «خلايا بيتا» في البنكرياس تستطيع استشعار ذلك بدورها، ومن ثم إفراز هرمون الإنسولين، الذي يساعد السكر على دخول الخلايا، لكي يتسنى استخدامه من جانب الجسم لتوليد الطاقة.
الآن كشف باحثون في الولايات المتحدة النقاب عن وجود جزءٍ آخر غير متوقع في جسم الإنسان، قادر على رصد وجود السكر في الطعام، ألا وهو العضلات.
فمن خلال دراسة أجراها هؤلاء الباحثون التابعون لمعهد علوم الحياة في جامعة ميشيغان الأميركية، تبين أن لدى ما يُعرف بـ«العضلات الهيكلية»، التي تشكل نحو 40% من كتلة الجسم، القدرة على استشعار وصول الغلوكوز إليها، وهو ما يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم بوجهٍ عام.
ويقول جياندي لين، أحد كبار الباحثين المشاركين في الدراسة، إنها أظهرت أن خلايا العضلات الهيكلية مزودة بـ«آلية» تُمَكِنُها من استشعار وجود الغلوكوز على نحوٍ مباشر «وهو ما يبدو وكأن بمقدورها تذوق السكر بشكلٍ ما».
ومن جهته، أكد جوسيان مِنغ -وهو أحد أبرز معدي الدراسة الجديدة- أهمية الجهود الرامية لزيادة قدرة العلماء على التعرف بشكلٍ معمق على كيفية التنظيم الذاتي من قبل الجسم، لمستويات السكر في الدم.
وأوضح مِنغ أن من شأن ذلك توضيح أبعادٍ جديدة متعلقة بمسألة الإصابة بالبدانة أو مرض السكري بأنواعه المختلفة. كما قد يؤدي ذلك -بحسب تصريحات الباحث التي نقلها موقع Knowridge المعني بالشؤون الطبية والعلمية- إلى فتح الباب أمام وضع أهداف علاجية جديدة للتعامل مع مثل هذه الحالات المرضية.
عدد اليوم
