الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تهاني الشعراء.. شَهْرُ الصِّيام جرى باليُمْنِ طَائِرُهُ

تهاني الشعراء.. شَهْرُ الصِّيام جرى باليُمْنِ طَائِرُهُ
20 أغسطس 2009 00:12
كان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إذا دخل شهر رجب يرفع يديه الكريمتين ليدعو خالقه بقوله الكريم: «اللّهم باركْ لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان»... وما زالت أمَّة الإسلام تسير على هذه السُنَّة إلى يومنا هذا، وترى في شعبان عتبةً تمهِّد لمجيء خير الشهور، فتصوم بعض أيامه وتستعد لحلول الشهر الفضيل وتتبادل التهاني والتبريكات. وقد ترك لنا الأوائل الكثير من صيغ هذه التهاني، وفي بطون الكتب قصائد وأشعار ومقطوعات نثرية بليغة عن رمضان وبركته، كذلك في الأدب الحديث وعند أعلامه الكبار. يُعدُّ يوم الثلاثين من شهر شعبان يوم شكّ عند المسلمين، فقد يشاهد هلال رمضان جماعة وقد يشهد برؤيته من لا تقبل شهادتهم، فيبقى الشك يساور المسلمين: هل هو من رمضان وغرته، أو هذا اليوم مكمل لشهر شعبان؟ وقد رسمَ هذا الموقف المشكوك فيه الشاعر ابن الوردي قائلا: قلتُ هِلالُ الصِّيامِ لَيسَ يُرَى فَلا تَصُومُوا وارْضَوْا بقولِ ثِقَهْ فغالطُوني وحَقِّقُوا فَرَأَوا وكُـلُّ هذا من قُوّةِ الحَدَقَهْ ويروى بأنّ جماعة وفيهم الصحابي أنس بن مالك «رضي الله عنه» قد حضر لمشاهدة هلال شهر رمضان، وكان عمره قارب المائة سنة، فقال الصحابي أنس: رأيته، هو ذاك وجعل يشير إلى الهلال فلا يراه أصحابه!. وكان القاضي إياس حاضراً مع الجماعة المتطلعة صوب السماء، وهو ذو فراسة وذكاء، فنظر إلى الصحابي أنس بن مالك «رضي الله عنه» وإذا بشعرة بيضاء قد انثنت من حاجبه فوق عينيه، فمسحها القاضي، ثم قال للصحابي الجليل أنس: يا أبا حمزة انظر؟ فنظر الصحابي ابن مالك وأجابه: لا أراه!. هلال الصوم ينظر المسلمون بلهفة وشوق إلى كبد السماء علّهم يلمحون هلال شهر رمضان المبارك فيقرؤون في قسماته، وعلى جنباته آية الله الكبرى، تحلل الحلال وتحرم الحرام لينعم المسلمون الصائمون في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الشهر الفضيل الذي يحمل إليهم أجراً كبيراً من الله عزّ وجل. ويتطلع المسلمون كافة إلى هلال رمضان متوسمين في مطالع أقماره الخير متوجهين إلى الله بالدعاء أسوة بالنبي الكريم: «الّلهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، هلال خيرٍ ورُشد، ربّنا وربُّك الله، آمنا بالذي خلقك، اللهم إنّا نسألك خير ما في هذا الشهر وخير ما بعده…». وتولي الدول العربية والإسلامية لرصد هلال رمضان عناية كبيرة فترصد مطالعه حتى تتثبت من رؤيته، فيتحقق أول شهر الصيام، ويحق الصيام فيُعْلَن للنّاس عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة. وبعدما تثبت رؤية الهلال ويكون ذلك من الليالي الغر المشهورة تنار مآذن المساجد والجوامع، وتحتفل الإذاعات، وتعلن التهاني بقدوم شهر الطاعة، وتطلق المدافع ويزداد إقبال المصلين على أداء الفروض وحضور مجالس الوعظ إثر صلاة العصر، إضافة إلى احتفال الصحف بالشهر الكريم بتخصيص أعمدة بالمناسبة الكريمة وبالزائر بعد غياب عام. إنارة المساجد كان المسلمون قديماً وفي أيامنا هذه يستزيدون من إنارة المساجد عند رؤية هلال شهر رمضان فقال أحمد بن يوسف الكاتب العباسي: أمرني الخليفة المأمون، أن أكتب إلى جميع العمال في أخذ الناس بالاستكثار من المصابيح في شهر رمضان، وتعريفهم ما في ذلك من الفضل. قال: فما دريت أن أكتب، ولا ما أقول في ذلك، إذ لم يسبقني إليه أحد، فأسلك طريقه. واتفق أن نمت وقت القيلولة، فأتاني آت في منامي، فقال اكتب: «فإن في ذلك أُنْسَاً للسابلة، وإضاءةً للمتهجدين ونفياً لمظان الريب، وتنزيها لبيوت الله ـ عزّ وجل ـ من وحشة الظلم». أما شهر الصيام فكتب صيامه على المسلمين بقوله الحقّ في سورة البقرة: «يا أيُّها الَّذين آمنُوا كُتِبَ عليكُم الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ على الَّذين مِنْ قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَقُّوُن» (الآية 183). وفُرِضَ صيام شهر رمضان الكريم على المسلمين في أرض المدينة المنورة دار الهجرة والإيمان، حيث خرج سيد الكائنات النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» من داره قاصداً المسجد ليخاطب أصحابه وليبشرهم بفرض صيام رمضان، ومنوِّها بفضائله ونفحاته المتجلية بقوله الكريم: «أتاكم شهر رمضان خير وبركة، يغشاكم الله فينزل فيه الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء فأروا الله فيه من أنفسكم خيرا فإنّ الشقي مَن حرم فيه رحمة الله عزّ وجل». وكان النبي الكريم «عليه الصلاة والسلام» يقول عند رؤيته هلال الشهر الكريم: «اللهم اجعله هلال رشد وخير. آمنت بالذي خلقك»، ثم يقول: «الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وأتى بشهر رمضان». وكان «صلى الله عليه وسلم» يقف ليخطب في المسلمين في آخر يوم من شهر شعبان ويقول: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً. مَنْ تَقَرَب فيه بخطوة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمنين. مَنْ فَطَّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ». فقال الناس: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟ فأجاب رسول الله عليه الصلاة والسلام: «يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مضغة لبن». وبيَّن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود «رضي الله عنه» فضائل خصها الله عزّ وجل الصائمين في شهره فقال: سمعت رسول الله يوم أهل رمضان يقول: «لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان». وعن ثبوت رؤية هلال الصيام، يقول عبد الله ابن عمر «رضي الله عنهما» أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمّ عليكم فاقدروا له». تهانٍ نثرية يتبادل النّاس في كل مكان التهاني ويرسلون التبريكات عند مقدم شهر رمضان المبارك، وفي المناسبات الخاصة والعامة. وما إن يحلّ شهر الصيام علينا ضيفاً مُحملاً بالبركات والخيرات الوفيرة، والهداية الحقّة حتى ترفع التهاني بحلوله بين الجهات الرسمية والشعبية. ونجد أدبنا العربي قد حفل بالعديد من قصائد التهنئة أي (رسم التهنئات) وفي مقطوعات نثرية بليغة. ومن هذه القطع النثرية ما كتبه الأدباء والكُتّاب والدعاة والأئمة، فكتب الإمام جعفر الصادق عليه السلام قائلاً: «الصوم جُنَّة من آفات الدنيا، وحجابٌ من عذاب الآخرة، فإذا صمت فإنّه بصومك كفُّ النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطوات الشياطين». وكتب الإمام الحسن البصري «رحمه الله» عن شهر الصيام قائلاً: «إنّ الله تعالى قد جعل رمضان مضماراً لخلقه، يَسْتَبِقُونَ فيه بطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا فالعجب للضاحك اللاّعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون، وخابَ فيه الباطلون، فالله الله عباد الله اجتهدوا أن تكونوا من السابقين ولا تكونوا من الخائبين، في شهر شرَّفَهُ ربّ العالمين. أمّا الصاحب بن عبّاد فأرسل قطعة نثرية يهنئ فيها أحد الأمراء بمقدم شهر الطاعة والغفران جاء فيها: «كتابي أطال الله بقاء الأمير، غُرّة شهر رمضان، جعل الله أيامه غرّاء، وأعوامه زهراء، وأوقاته إسعاداً، وساعاته أعياداً، وأتاه في هذا الشهر الكريم مورده ومأتاه أفضل ما قسم فيه لمن تقبل أعماله فبلغه آماله…». ومن القطع النثرية ما كتبه أبو الحسن سعد مُهنئاً أحد الأصدقاء بحلول شهر الصيام قائلاً: «جمع الله لمولاي في هذا الشهر الشريف، شروط آماله، وأحكام أماليه، في حاضر أمره وعاقبته، وعاجل دنياه وآخرته، وأبقاه لأمثاله بقاء لا يتناهى أمده في ظلّ عيش يرضاه ويحمده». وله أيضاً في تهنئة أحد الولاة قوله: «عرف الله مولانا بركة هذا الشهر الشريف وأيامه، وأعانك على صيامه وقيامه، ووصل لكَ ما يزيد من فضله وإكرامه، وتابع لكَ المزيد من مَنائِحِه، وإنعامِهِ، وختم لكَ بالسعادة العظمى بعد الانتقال في الجّاهِ والرّياسةِ إلى أبعد المدى، وفي الخير والثروة إلى أقصى المُنى». ونقرأ من الأدب العربي الحديث تهاني لعدد من الأدباء، ومنهم لصاحب وحي القلم الأديب مصطفى صادق الرافعي الذي قال: «شهرٌ هو أيامه قلبية في الزمن، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله: هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغة السمو، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو». وعبّر الأديب عباس محمود العقاد عن شهر رمضان شهر الإرادة قائلاً: «رمضان شهر الإرادة.. أدبه أدب الإرادة، وليست الإرادة بالشيء اليسير في الدين وما الخلق إلاّ تبعات وتكاليف، وعماد التبعات والتكاليف جميعا إنها تُنَاطُ بمريد ومن ملك الإرادة فزمام الخلق جميعاً في يديه». تهانٍ شعرية مدح الشعراء الخلفاء والولاة بمقدَم شهر رمضان خير الشهور من الذين فتحوا دار الخلافة لتفطير الصائمين وإقامة موائد الإفطار العامرة طيلة الشهر الكريم. فهذا الشاعر العباسيّ أبو عبادة البحتري يمدح الخليفة المتوكل بن المعتصم بالله قائلاً: بالبِّرِّ صُمتَ وأنتَ خيرُ صائمٍ وبسُنّة الله الرَضِيَّةِ تُفطِرُ أما في مقام الشعر فتضمنت قصائد الشعراء تهانيهم بحلول أيام الصيام، ومن إضمامة الشعر الفواحة أبيات الشاعر ابن حمديس الصقلي الذي هنأ بها الأمير أبا الحسن علي ابن يحيى بحلول شهر رمضان: واقتَضَى الشَّهرُ من مَعَالِيكَ صُنْعَاً مُعْلِياً مِنْهُ هِمّةً باهتِمَامِ وهنأ الصقلي قدوم الشهر الفضيل بقوله أيضاً: صُمْتَ للهِ صَوْمَ خَرْقٍ هُمَامٍ مُفِطِّر الكَفايا بالعَطايا الجِسَامِ أطلعَ اللهُ للصِيامِ هِلالاً ولنـا مِنْ عُلاَكَ بَـدْرَ تَمَامِ وهنأ عبد الصمد بن بابك الصاحب بن عباد بحلول رمضان بأبيات شعرية فكتب إليه: كَساكَ الصّومُ أعمارَ اللَّيالي وأعقبكَ الغنيمةَ في المَآبِ ولا زالتْ سُعُودُكَ في خُلُوْدٍ تَبَارِي بالمَدى يومَ الحِسَابِ وكتب الشاعر ابن دراج القسطلي مهنئاً: ويُهَنِيْكَ شهرٌ عند ذِي العَرشِ شَاهِدٌ بأنّكَ بَرٌّ للصِّيامِ وُصَولُ فَوَفَّيتَ اجْرَ الصّابرينَ ولا عَدَا مَسَاعيكَ فَوزٌ عَاجِلٍ وقَبُولُ أما تميم بن المعز فقال في تهنئته بالشهر الكريم: ليُهنِئكَ أنِّ الصَوْمَ فَرْضٌ مُؤْكَدٌ مِنَ اللهِ مَفْرُوْضٌ على كُلِ مُسْلمِ وانّكَ مَفْرُوْضُ المَحَبَةِ مِثْلُهُ علينا بِحَقٍ قُلْتَ لا بالتَّوَهُــمِ فهنأته يا مَن به الله قابل مِن الخلق فيه كل نسك مُقدّمِ ولا زلتَ منصوراً على فرضِ صومِهِ ومُعتصماً بالله مِن كُلّ مُحَرّمِ ثم قال أيضاً في الشهر الكريم: شهرُ الصيامِ أجَلُ شهرٍ مُقبل ولديه يمحص كلّ ذنبٍ مُثقلِ وكذاكَ أنتَ أبر مَن وطئ الحَصَا وأجلُّ أبناء النبيّ المُرسلِ يا حُجة الرّحمنِ عندَ عبادهِ وشهابه في كلّ أمر مشكل مَن لم يكن في صومهِ مُتقرباً بك للإله فصومه لم يُقبَلِ أما الشاعر عمارة اليمنى فهنأ بالشهر الفضيل قائلاً: وهنئتُ مِن شهر الصيامِ بزائرٍ منَاهُ لَو أنّ الشهر عندك أشهر وما العيدُ إلاّ أنتَ فانظُر هلالَهُ فما هُو إلاّ في عدوك خِنْجَرُ كما بعث أحد الشعراء الأبيات التالية مُهنئاً صديقه بحلول شهر رمضان: شَهْرُ الصِّيام جرى باليُمْنِ طَائِرُهُ ودَامَ قَصْرُكَ مَرْفُوعاً مَجَالِسُهُ عَليكَ مَاجِدُ بَادِيْهِ وحَاضِرِهِ لِزَائِرِيْهِ وَمَنْصُوْبَاً مَوَائِـدُهُ وللشاعرهبة بن الرشيد جعفر بن سناء المُلك هذه الأبيات: تَهَنّ بهذا الصوم يا خير صائم إلى كلّ ما يهوى ويا خير صائِمِ ومَن صامَ عن كلّ الفواحشِ عُمره فأهون شيء هجره للمطاعِمِ طرائف رمضانية من طريف ما يُروى في الشهر الكريم أنّ أعرابياً دخل ذات يوم على زياد بن أبي سفيان وهو والٍ بالعراق في شهر رمضان، فقال لهُ بعد أن جلس: لقد حانت صلاة العصر. فأدرك زياد ما يعنيه الأعرابيّ. فقال لهُ: صلِّ حيث أنت. فقال الأعرابي للوالي: ما أردتُ ذلك. فقال الوالي: ما تريد يا أخا العرب؟ قال الأعرابيّ: أتطعمون غداءكم وعشاءكم معاً؟ فضحك الوالي، وقال: ألست صائماً؟ فأنشد الأعرابي قائلاً: بلى أنّني مِن اوّل الدهرِ صائمٌ وليسَ بغيرِ الماءِ لي زادُ مُفطرِ أديمُ مَطال الجوعِ حتّى كأنّني نسيتُ طعامي بين اهلي ومَعْشرِي وخيلٌ لي مِن وطأةِ الجُو‘ِ أنّني سآكلُ دِِرْعِي أو سآكلُ مِغْفَرِي ويصرُخُ بطني مُستغيثاً وشاكِياً فيسكتُهُ عن غيرِ شيءٍ تصبُّرِي وهنا أخذ الوالي زياد بن أبي سفيان يضحكُ، وقال للخدم: قدِّمُوا لهُ المائدة حتى لا يأكل دِرْعَهُ!. وهذه حكاية ذلكم الأعرابي الذي قَدِمَ على ابن عمٍ له في الحضر- المدينة- فأدركه شهر رمضان، فقيل لهُ: يا أبا عمرو لقد أتى شهر رمضان. قال: وما شهر رمضان؟ قالوا لهُ: الإمساكُ عن الطعام والشراب. قال الأعرابيّ: أبالليل أم بالنهار؟ قالوا: بالنهار. قال: أفيرضون بدلاً من الشهر؟ فقالوا لهُ: لا. قال: فإن لم أصُم فعلوا ماذا؟ قالوا: تُضْرَب وتًحْبَس؟ فصام أياماً فلم يصبر فارتحل عنهُم وهو ينشد: يقولُ بني عمي وقد زِرْتُ مِصْرَهُم تهيأ أبا عمرو لشهرِ صيامِ فقلتُ لهُم هاتُوا جِرَابِي ومِزْوَدِي سلامٌ عليكُم فأذهبُوا بسلامِ الرافعيّ: شهرٌ هو أيامه قلبية في الزمن، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله: هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي العقاد: رمضان شهر الإرادة.. أدبه أدب الإرادة، وليست الإرادة بالشيء اليسير في الدين وما الخلق إلاّ تبعات وتكاليف، وعماد التبعات والتكاليف جميعا إنها تُنَاطُ بمريد ومن ملك الإرادة فزمام الخلق جميعاً في يديه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©