الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الذكاء الاصطناعي..محرك داعم لبيئة الفنانين

الذكاء الاصطناعي..محرك داعم لبيئة الفنانين
10 ابريل 2018 23:14
نوف الموسى (دبي) ما عرضه ماتسوشيتا إيساو، نائب رئيس جامعة طوكيو للفنون، متمثلاً بمشهد بصري (فيديو ـ مسجل) تضمن عزفاً على البيانو، قدمه راقص من خلال تحريك جسده، بمعنى أن أصابعه لم تلمس مفاتيح آلة البيانو، بل استمر فقط في إرسال إشارات من خلال جسده بشيء يشبه التواصل اللاسلكي (الواي فاي)، شكل ثنائية بين الرقصة والتقنية، وازاه حضور للأوركسترا، مثيراً بذلك الأسئلة حول العلاقة بين التكنولوجيا والفنون، في جلسة ناقشت «التبدلات الجذرية الكبيرة: أصحاب الرؤى يقدمون تنبؤاتهم»، شهدها حضور القمة الثقافية 2018، صباح أمس، في منارة السعديات ـ موقع الحدث ـ أكد فيها المشاركون أن التكنولوجيا داعم لبيئة الفنانين، وقادرة على تغير فعل الاستجابة نحو مفاهيم الثقافة والأدب المختلفة، معتبرين أن ظهور الرواية الأدبية، على سبيل المثال، أثار فزعاً بين الناس في البداية، وأن حدوث التصادم أمر وارد حول التكنولوجيا وطرق التعبير الجديدة، موضحين أن التقنيات الحديثة قوتها في قدرتها على إشراك الجميع، فليس الكل لديه القدرة والإمكانيات للحضور إلى أمكنة متخصصة، وإبراز إبداعاتهم. شارك ماتسوشيتا إيساو، كلا من ريكاردو بيكيه مدير متحف الغد، وتوم ستاندج نائب المحرر في مجلة «ذا إيكونوميست»، وأدارت الجلسة ميليسا لوكر. من جهته، نوه ماتسوشيتا إيساو، أنه في الأساس مؤلف موسيقي، ويدرك أهمية تهيئة الفضاء لإظهار التفاعل الفني وممارسته، مضيفاً أن الرقص (مثلاً) مرتبط بالثقافة، ونستلهمها عبر التكنولوجيا، فالأخير إذا ما عدنا للماضي القريب، تجسد في آلة البيانو، بينما في اللحظة الراهنة فهو يعالج أموراً أكثر تعقيداً، مثل حالات العجز الجسدي، فهناك أشخاص استطاعوا العزف عبر قدراتهم المحدودة بتحريك أصبع واحد، بمساعدة التكنولوجيا، حتى وإن كان بمستوى أبطأ من الوضع الطبيعي، ولكن الفعل نفسه تشكل بدعم من عامل تكنولوجي، ووفر بيئة تفاعلية للفنانين. اعتبر ماتسوشيتا إيساو أن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، إثراء للحلول لمواجهة التحديات التي يعاني منها الفنانون، وكيف يمكن أن يحمل الراقص الموسيقا ويديرها، ويصطحبها معه، وهو في عمق الحركة الجسدية وتلاشيها، ويهتم ماتسوشيتا إيساو جداً بمسألة ارتباط الرياضة بالفنون والعلوم، وكيف أن تجربتهم الخاصة بمقطع الفيديو أعلاه انتشرت وبصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يوحي بمؤشر مستوى الاهتمام بما يمكن فعله عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها، مؤكداً ماتسوشيتا إيساو أن الرهان الفعلي هو على الفكرة التي نود خلقها عبر تلك التقنيات، ومنها تأتي أهمية أن يتم إشراك الشباب في آلية التفاعل والتمكين فيما يتعلق بالشراكة بين التكنولوجيا والإنسان. كما أشار ريكاردو بيكيه، يتركز عملهم على اعتبار التكنولوجيا (أداة)، وليست الغاية المثلى من أنشطة المتحف، الهادفة إلى دراسة الغد القريب، عبر عرض البيانات العلمية بطريقة سهلة وبسيطة وسلسة، يستطيع أي شخص الاستفادة من التاريخ، وإعادة استثماره، وتعتمد مضامين المتحف على مفهوم الاستدامة والتواصل، في محاولة جادة من قبل المتحف للبحث حول كيفية تغير حياة الأشخاص، من خلال تغير السلوكيات، فمن خلال استخدام التكنولوجيا في الفنون، تتشكل عملية التغيير الجذري من خلال تكوين الحافز لتغير الواقع، إضافة إلى مبدأ التعاون، بإعطاء مساحات جديدة للمجتمع، يفتح الحافز للمشاركة والانضمام في التغيير، والذي يبدأ بطرح الأسئلة حول هويتنا، ومن أين جئنا، وكيف كان الطريق حتى وصولنا إلى هذه المرحلة من التنوع البشري والامتداد الحضاري، وكيف يمكننا المضي قدماً إلى مرحلة أكثر ديناميكية، حيث إن التكنولوجيا حاضرة في المعرض من خلال تقنيات تسرد الحكايات وتنتج الألعاب. قال توم ستاندج، إنه عند السؤال حول التكنولوجيا وتأثيرها، فإنه من المفيد الاستفادة من طرق نشوء التكنولوجيا القديمة، والنظر في آلية تطورها عبر التاريخ. شبكة الإنترنت نموذجاً، التي بدأت تواصلاً وأنتجت فيما بعد ما يسمى بـ «الجرائم الإلكترونية»، أمر يستدعي التأمل، موضحاً أن التكنولوجيا تقدم لنا ما يتجاوز رغبتنا في معرفته، ومنها جاء التفكير أن الأمر قد يشكل ظواهر تجعل الأوضاع تزداد سوءاً، وكان واضحاً كيف أن التكنولوجيا أسهمت في تغير الطريقة التي ينظر فيها للأمور، ومنهج التعامل معها. وأضاف توم ستاندج، أن أدب الخيال العلمي يطرح مسألة أن الآلات ستقوم بمعظم الأعمال، وسيكون لدينا الوقت الأكبر للتعبير عن أنفسنا، وإذا كان الأمر كذلك، فإن فعل الابتكار سيؤثر في معادلة الذكاء الاصطناعي وعالم الفنون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©