الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الارتقاء بالوعي الجمعي يذوّب الفوارق الجنسانية

الارتقاء بالوعي الجمعي يذوّب الفوارق الجنسانية
10 ابريل 2018 23:12
إبراهيم الملا (أبوظبي) كيف يمكن للمرأة إحداث التغيير المطلوب لدورها الاجتماعي والفني والمهني في ظل التغييرات الحاصلة في بنية الثقافة ذاتها، استناداً لمستجدات كثيرة ومساهمات متعددة أثبتت من خلالها المرأة حضورها المتميز، والذي لا يمكن حصره في منافسة الرجل فقط، عطفاً على ظروف تاريخية سابقة، بل إن الأمر يتعدى المفهوم الضيق والأحادي والتصنيفي لهذه المنافسة، لتصبح أقرب للمشاركة والتعاون بين الرجل والمرأة تحقيقاً لغاية كبرى ومنشودة وهي الارتقاء بالوعي الجمعي، وتذويب الفوارق الجنسانية، وخلق حالة ديناميكية متواصلة من العمل، والبحث لحل القضايا المعلقة والإشكاليات الصعبة، خصوصاً في المجتمعات المفتقرة لهذه الثقافة المتطورة وذات الاتجاهات النقدية الإيجابية في هذا السياق. هذا المحور، وغيره من المحاور الموازية، كان محلاً للنقاش وتداول الآراء والأفكار في الندوة التي نظمتها القمة الثقافية ــ أبوظبي 2018، صباح أمس بمنارة السعديات، وحملت عنوان: «الثقافة المتطورة للثقافة.. الدور المتغير للمرأة» والتي شاركت بها مجموعة من الكاتبات والناشطات في مجال التعليم والفنون والسينما، هنّ: كيري بوتنام المدير التنفيذي لمعهد مهرجان صندانس السينمائي، وإيلكي ريت رئيس قسم الفنون بالمجلس التنفيذي البريطاني في ألمانيا، ويان جلينج وهي كاتبة وروائية من الصين، وقدم الندوة نيل سكوفيل وهي مؤلفة وكاتبة سيناريو ومشاركة في مؤسسة «لين إين». تحدثت مقدمة الندوة - بداية- عن ابتهاجها بما يتم طرحه من نقاشات ووجهات نظر متنوعة في ندوات القمة الثقافية بأبوظبي التي وصفتها بالتجمع المهم، من أجل التعرّف على التطورات الثقافية والتحديات الجديدة التي يعرضها الضيوف القادمون من مختلف أنحاء العالم. وقالت إن هذه الندوة تناقش تأثير الفوارق البيولوجية بين الرجل والمرأة، وكيف يمكن لهذه الفوارق التأثير سلباً أو إيجاباً على مصير الأفراد والمجتمعات وسط عالم يتغير باستمرار، ويحتاج هذا التغير لمواكبة وتكيف وقبول أيضاً، حتى لا تقف بعض المجتمعات في منطقة جامدة وثابتة، تحرمها من المضيّ في المسار التصاعدي لحقول التكنولوجيا والاقتصاد والفنون وغيرها من الحقول. وقالت: إننا لا نعيش وسط ديمقراطية مثالية، لأن هناك بعض المعوقات بين الجنسين والتي تفصلنا رغم أن المواهب التي يختزنها الطرفان لا تبدو محصورة داخل التصنيف الاجتماعي القديم الذي فرضته الهيمنة الذكورية، استناداً لظروف تاريخية معينة. بدورها أشارت الناشطة الفنية إيلكي ريت إلى أن معظم المديرين في المؤسسات الكبرى هم من الرجال، ولكن هذا لا ينفي الدور المتنامي للمرأة في المجتمع، وتقلدها لمناصب رفيعة في الكثير من البلدان مؤخراً، وقالت إنه من المشين أن نرى في الألفية الجديدة مجتمعات ما زالت تنظر للمرأة من خلال تقييمات بالية ورجعية ومحكومة بالتسلط والتحكم الذكوري. وأضافت ريت: إن الفوارق الذهنية والعاطفية والجسدية بين الجنسين لا تشكل عقبة كبرى لتطور الثقافات والمجتمعات، لأن التنوع مطلوب أيضاً في هذا المجال، والتمايز الذي يبدو ظاهرياً بين الرجل والمرأة هو تمايز خلّاق إذا تم استيعابه وفهم دوافعه وآلياته، وتوظيفه بالتالي لخدمة المجتمع بكل أفراده ومؤسساته ونشاطاته. أمّا كيري بوتنام من معهد صندانس فقالت إن هناك دعماً كبيراً يقدمه المعهد لكاتبات السيناريو والمخرجات اللاتي يملكن مشاريع سينمائية واعدة، مضيفة أن الكثير من النساء المبدعات يطرحن قضاياهن وأفكارهن في أفلام لا تبدو منحازة لطرف مقابل طرف آخر، بل إن أغلبهن يعملن على الابتعاد عن هذا الهاجس المليء بالشكوك والإدانات والاتهامات المتبادلة، وأوضحت أنها توصلت خلال السنوات الثماني التي قضتها في معهد صندانس إلى حقيقة مفادها أن خمسين بالمئة من المساهمين في الشأن الفني والسينمائي تحديداً هم من النساء، وهي نسبة ــ كما أشارت ــ تعبّر عن مدى التغير الإيجابي لدور المرأة في المجالات المتعددة للثقافة والفنون وللنشاطات الاجتماعية أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©