الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد بن الوليد.. قائد لم يهزم

20 يونيو 2016 21:59
أسلم خالد بن الوليد متأخرا، قبل فتح مكة بستة أشهر، في صفر للسنة الثامنة من الهجرة وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين. بعد إسلامه شارك خالد بن الوليد في غزوة مؤتة ضد الغساسنة والروم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بتلك الغزوة «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله». شارك خالد بن الوليد في كثير من المعارك فقد أَمَّره الرسول على إحدى الكتائب لفتح مكة، وأثناء غزوة تبوك استعمله في سرية للقبض على أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، ويوم حنين كان على مقدمة الجيش. في حروب المرتدين واجه خالد بجيشه سجاح مدعية النبوة، كما واجه مسيلمة الكذاب، أشد المتنبِّئين خطراً، ودارت معركة عنيفة انتهت بهزيمة بني حنيفة ومقتل مسيلمة. كان خالد بن الوليد في مقدمة القادة الذين أرسلهم أبو بكر الصديق لتأمين حدود الدولة الإسلامية ناحية العراق وفارس، وحقق انتصارات عديدة على الفرس، وفتح جزءاً كبيراً من العراق. بعد أن ثبت سيف الله المسلول أقدامه في العراق، وبعد انتصاراته على الفرس، رأى أبو بكر الصديق أن يتجه بفتوحاته إلى الشام، فقال والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، وبالفعل استطاع القائد الخبير الوصول إلى الشام في وقت قليل لنجدة المسلمين هناك بعد أن سلك طريقاً مختصراً عبر الصحراء. وصل خالد إلى الشام، وأعاد تنظيم الجيش، فقسمه إلى كراديس «كتائب»، وجعل كل واحد من قادة المسلمين على رأس عدد منها، أبو عبيدة في القلب على 18 كتيبة، ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وعمرو بن العاص في الميمنة على عشرة كتائب ومعه شرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان في الميسرة على عشرة كتائب أخرى. كانت قوات المسلمين موزعة في الأقاليم المخصصة لها، وتوزعت القوات الرومية في ناحيتين، الأولى على الساحل لملاقاة عمرو بن العاص في فلسطين، أما الثانية فوجهتها حمص وبعلبك ودمشق، لشل قوات عمرو بن العاص ثم الالتفاف حول بقية قوات المسلمين وتدميرها، لذلك قرر القائد الداهية أن تتجمع جيوشه في «سهل اليرموك» على أن تبقى بعض قوات عمرو في فلسطين لصد تقدم القوات الرومية تجاهه. باشر جيش الروم بالهجوم، واستطاعوا اختراق كتائب الجيش الإسلامي من الميمنة والميسرة والنفاذ إلى مقر القيادة خلف القلب، والاقتراب من خيمة القائد خالد بن الوليد. واجه خالد ميسرة الروم التي هجمت على ميمنة الجيش، فقتل منهم ستة آلاف، واستمر القتال ستة أيام متتالية، كانت الأيام الأربعة الأولى صعبة على الجيشين حتى اليوم الخامس والسادس، فانهارت قوى جيش الروم، وظهرت بوادر نصر المؤمنين وهزيمة الروم المشركين. قُبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، الذي أرسل كتاباً إلى أبي عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد، لأن الناس فتنوا بخالد، حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته، ولكن أبا عبيدة أخفى الكتاب لحين انتهاء المعركة، وامتثل خالد للأمر وعاد جندياً في صفوف الجيش بعد أن كان أميراً. وبعد انتهاء المعركة وقد قتل عشرات الآلاف من الروم، وأسر الآلاف، قرر هرقل قيصر الروم الهروب إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية. توفي خالد بن الوليد في حمص في 18 من رمضان 21هـ - 642م، وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزَّ عليه أن يموت على فراشه، وقال: لقد حضرت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وهاأنذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©