الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجميد الصامت للاستيطان!

19 أغسطس 2009 23:56
أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، خلال جولة قام بها في الضفة الغربية بصحبة ثلاثة مسؤولين حكوميين آخرين أثناء تفقده لبعض البؤر الاستيطانية أن «على إسرائيل أن تقوم بما تراه صحيحاً، وسيفهم الأميركيون أنه لا خيار أمامنا سوى الاستمرار في البناء»! وبهذه النبرة الحادة، جاء تحدي حكومة نتنياهو للمطالب الأميركية بتجميد الاستيطان، بل إن التحدي تواصل خلال اليوم ذاته في حفل عشاء أُقيم على شرف «مايك هوكابي» الحاكم السابق لولاية أركنساس الذي جاء خصيصاً لدعم الاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية، حيث رفع أحد المتظاهرين الإسرائيليين لافتة تظهر الرئيس أوباما وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية، وكتب عليها «باراك حسين أوباما -المناهض للسامية والكاره لليهود»! ومع أن نتنياهو سعى إلى استغلال هذه المشاعر الناقمة على ضغوط البيت الأبيض لإبراز موقف الإدارة الأميركية المعارض لبناء المستوطنات على أنه لا يُحتمل، ولتأكيد صعوبة تطبيقه، إلا أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى أن نتنياهو يبحث حالياً عن التوصل إلى تسوية تحد من نمو المستوطنات في الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه تسهل مساعي أوباما لإطلاق المباحثات الفلسطينية- الإسرائيلية المتوقفة. وفي هذا الإطار، أعلن بعض المسؤولين الحكوميين أن كلاً من نتنياهو ووزير دفاعه، ومعهما وزير الإسكان، اتفقوا في هدوء ودون ضجيج على تعليق العطاءات الحكومية لبناء منازل جديدة لليهود في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على الأقل حتى بداية العام المقبل. وتعترف الحكومة الإسرائيلية ومنتقدوها أنه منذ تسلم نتنياهو السلطة في 31 من شهر مارس مدد التجميد الذي كانت قد أقرته الحكومة الإسرائيلية منذ شهر نوفمبر الماضي، ولم تطرح حكومته عروضاً جديدة لبناء المستوطنات. ويوضح أحد المسؤولين أن قرار التجميد الذي لم يعلن عنه يأتي قبل جولة المباحثات الجديدة التي ستجمع الأسبوع المقبل بين نتنياهو والمبعوث الأميركي إلى المنطقة ميتشل. وقد أكد هذا التجميد في بناء المستوطنات وزير الإسكان نفسه في تصريح أدلى به للإذاعة الإسرائيلية قائلاً: «الحقيقة أننا أوقفنا البناء، وهذه محاولة أعتقد أنها تندرج في إطار مساعي التوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية يتكلل باتفاق سلام شامل». ومع ذلك، جاءت الخطوة الإسرائيلية أقل من المطلوب والمتمثل في التجميد الذي طالبت به إدارة أوباما، كما أنها فجرت سجالًا حاداً داخل حكومة نتنياهو المحافظة، وهو ما سلط الضوء، مرة أخرى، على صعوبة إنهاء الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولا سيما أنه الأكبر منذ عدة سنوات. غير أن هذا التحرك المتواضع للحكومة الإسرائيلية لم يمنع أوباما من الإشادة بها واعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح، متوقعاً من الفلسطينيين أن يمهدوا الجو لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل مثل إنهاء التحريض على العنف ضد الدولة العبرية. إلى ذلك، وفي سياق تمنعهم أمام دعوات تجميد الاستيطان بشكل كامل، اشتكى نتنياهو ومساعدوه من تركيز الإدارة الأميركية على موضوع المستوطنات وعدم ممارسة ما ينبغي من ضغوط على السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات. وقد أكد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يتجه نحو التوصل إلى تسوية مع ميتشل تتيح لإسرائيل استكمال أعمال البناء الحالية في المستوطنات الكبرى، التي تتوقع إسرائيل الاحتفاظ بها ضمن أي اتفاق سلام، لكن دون إخلال بالتجميد الذي يسري على المناطق الأخرى من الضفة الغربية. بيد أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، شكك في تعهدات حكومة نتنياهو، وقدرتها على احترام وقف البناء في الوحدات السكنية التي يصل عددها إلى 2500 منزل ويجري تشييدها حالياً في الضفة الغربية. ريتشارد بودرو كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©