«مكان هادئ».. عودة لأفلام الرعب الصامتة

تامر عبد الحميد (أبوظبي) يعيد فيلم «مكان هادئ» سينما الرعب الصامتة إلى تألقها مجدداً، بعد اختفاء هذه النوعية من أفلام الرعب منذ سنوات طويلة، حيث اعتمد المخرج وبطل الفيلم جون كراسنسكي على تقديم لوحة سينمائية صامتة حديثة مع التطورات التقنية التي نشهدها في عالم الصورة، من خلال أسرة تظل طوال الوقت في صمت تام، وتعيش دون إصدار أصوات من حولها، لأن هناك كائنات غريبة تصطاد ضحاياها من خلال الأصوات التي يصدورنها. إثارة ومتعة شارك في بطولة الفيلم «إيميلي بلنت»، وهي زوجة جون كراسنسكي في الحقيقة، وزوجته أيضاً في الفيلم، ويلعب فيه دور الأب «لي»، وولداهما الابن «ماركوس» والابنة الصماء «ريجان»، وهنا كان التحدي الأكبر بالنسبة لمخرج الفيلم وبطله، والذي شارك في تأليفه أيضاً إلى جانب المؤلف سكوت بيك، على تنفيذ فيلم رعب أبطاله من عائلة صغيرة، ليعيش معهم المشاهد ساعة ونصف الساعة من الإثارة والمتعة، وكذلك الرعب، برغم الصمت الشديد. وحوش عمياء تبدأ أحداث الفيلم في مدينة نيويورك في عالم بعد الدمار الشامل، حيث تتعرض الأرض لهجوم وحوش عمياء تفترس البشر عن طريق تتبع أصواتهم، ونجد أفراد العائلة يتواصلون فيما بينهم بلغة الإشارة، ويحاولون قدر المستطاع عدم إحداث أي ضجيج من حولهم حتى لا تسمعهم الوحوش الغريبة ويتعرضون للقتل. حوارات قليلة وبرغم أن الحوارات كانت قليلة في الفيلم، ولم نسمع أصوات الأبطال إلا في بعض المشاهد القليلة أيضاً، إلا أن كراسنسكي خلق حالة من الإبداع السينمائي، وكان أداء أفراد العائلة التمثيلي في منتهى الاحترافية، خصوصاً عند مواجهة الوحوش الغريبة التي تحاصرهم من جميع الاتجاهات حينما يصدرون صوتاً من دون قصد. هجمات شرسة تأتي المشاهد الأصعب في الفيلم حينما يحدث أحد أفراد العائلة صوتا، أو يصدر صوت آخر من أحد الأجهزة مثل «المنبه»، حيث تعيش العائلة ويعيش معها المشاهد حالة من التوتر، فالجميع ينتظر ظهور الكائنات الغريبة التي تتبع الأصوات، وتقوم بهجمات شرسة عليهم، لكن تفاهم العائلة فيما بينهم في عدم إصدار أصوات يجعلهم يتلاشون هجمات هذه الوحوش العمياء بعض الشيء، لكن لفترة محددة، فالزوجة «حامل» ضمن أحداث الفيلم وتنتظر أن يأتي مولودها وسط هذا الخوف الرهيب، والجميع يفكر كيف ستلد ويأتي مولودها من دون إحداث صوت. سبل النجاة يبحث أفراد العائلة عن سبل النجاة من هجوم هذه الوحوش، ويبحث الأب «لي» عن سبل للقضاء عليها، والتي تتمتع بحاسة سمع قوية توظفها للوصول إلى فرائسها، إلى أن تأتي المشاهد الأصعب والأكثر إثارة عندما تلد الزوجة ويأتي مولودها، حيث تبدأ الأصوات ويبدأ الوحوش في الوصول إلى العائلة لقتلها، ويحاول كل من الأب والأم أن ينقذا أبناءهما.