زينب آل علي .. شابة إماراتية في دار المسنين .. ماذا تفعل ؟!

نسرين درزي (أبوظبي) منذ سنتين عندما قررت المواطنة زينب آل علي الالتحاق بالعمل التطوعي في هيئة الهلال الأحمر بالشارقة، تغيرت حياتها، فبالإضافة إلى عملها نائب رئيس هيئة التمريض في الطب الوقائي بالشارقة، فهي تشغل وقت فراغها بفعاليات متنوعة تخدم بها المجتمع، الأمر الذي يغمرها بالسعادة ويشعرها بثقة عالية في النفس، لاسيما خلال شهر رمضان، عندما تلمح نظرات الرضا في عيون الفئات المحتاجة، خاصة عندما تزور دار المسنين وتمد لهم يد المساعدة وترى الابتسامة في عيونهم. تقديم العون وعن دورها في «الهلال الأحمر» الذي يتلخص في المجالين المجتمعي والإنساني مع توليها ضمن لجنة الإعلام مهمة تصوير الأحداث والفعاليات الخيرية، ذكرت أنها منشغلة حالياً في تنسيق الأنشطة في الخيم الرمضانية التي ترعى توزيع الوجبات على الأسر المتعففة، وهي بذلك تكرّس جزءاً رئيساً من يومها لتقديم العون ورسم الابتسامة على أوجه الأرامل والمسنين وتقديم الهدايا للأيتام في دور الرعاية، وتشتمل الحملات التي تشارك فيها على زيارات ميدانية لنزيلات سجن النساء وإقامة إفطارات جماعية يكون من شأنها مواساة هذه الفئات المجتمعية، وكذلك التوجه إلى قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي ومؤازرة المرضى وقت الإفطار ومثلهم كبار السن في دار المسنين ممن يتلهفون على استقبال أي زائر خلال الشهر الفضيل. وأشارت إلى اهتمامها شخصياً بتناول الإفطار من وقت لآخر مع المسلمين الجدد وتوزيع علب الطعام على المارة قبيل أذان المغرب، خصوصاً عند دوارات شارع المطار بالشارقة. قناعة والتزام وعن تميزها بالعمل الخيري اعتبرت أنها كفتاة إماراتية تشعر بالفخر لكونها تغرس بصمات الأمل أينما حلت برفقة «الهلال الأحمر»، وذكرت أن كل ما تقوم به نقطة في بحر الخير الذي نشأت عليه في بيئة الإمارات المعطاءة، وأن عملها التطوعي أقل ما يمكن تقديمه لمساعدة المجتمع، إذ تجد أن من واجب مختلف الفئات والشرائح أن تخطو باتجاه عمل الخير ولو بالشيء البسيط لأن الكثرة الملهمة تبدأ أولاً بالأفراد. وقالت: إنه على الرغم من متاعب العمل التطوعي، لم تتأفف يوماً لأنها تقدم وقتها وجهدها عن قناعة والتزام، وإن كل من يهب نفسه لفائدة المجتمع تنتابه طاقة متجددة تدفعه دائماً إلى تقديم المزيد، خصوصاً عندما تنهال عليه عبارات الامتنان من كل صوب عما قام به من إنجازات ولو كثرت أو قلّت. مواقف إنسانية وتطرقت زينب آل علي المتطوعة في «الهلال الأحمر» إلى أكثر المواقف الإنسانية التي تعرضت لها خلال مسيرتها في عمل الخير، وذلك مع كل زيارة تقوم بها برفقة فريق المتطوعين إلى دار المسنين، وهم أكثر الأشخاص الذين يروون بنظراتهم حكايات لا تعد ولا تحصى، وهنا عجزت عن وصف شعورها وهي تسلم على المسنين وتضع يدها على أكتافهم أو تنحني للتحدث إليهم والاستماع إلى أخبارهم وحكاياتهم القديمة التي لا تنتهي، ومن الزيارات المؤثرة تناولت زينب آل علي لقاءات تجمعها دائماً بالأيتام ضمن مبادرات «الهلال الأحمر»، وبينها فعالية «لوّن حياتهم» التي تضم أطفالاً من مختلف الجنسيات، وفيها يتمكن الأيتام من اللعب مع المتطوعين وتبادل الأحاديث التي تشعرهم بأن المجتمع قريب منهم وأنهم ليسوا وحدهم. متسع من الوقت ووسط كل هذه المهام، تتمكن زينب آل علي من تنظيم وقتها بحيث تمنح الوظيفة والعمل التطوعي وحياتها الخاصة ما يكفي، فهي تلبي معظم الدعوات التي تردها خلال الفترة المسائية من هيئة الهلال الأحمر للمشاركة في حملات الخير، وفي حال تطلب دورها التطوعي التوجه صباحاً إلى واحدة من الفعاليات الإنسانية التي لا يمكن تأجيلها، تحصل من موقع عملها على تصريح خاص يسمح لها بالمغادرة، وهذا غالباً ما تواجهه عند واجب المشاركة في حملات الأزمات والطوارئ، والتي تحتاج منها إلى تفرغ من الدوام بحسب الفترة المطلوبة لأداء العمل الخيري. ونصحت المواطنة زينب آل علي بنات جيلها بأن يتشجعن على انتهاج مثل هذه الأعمال التي من شأنها تعزيز دورهن الاجتماعي، وقالت: إنها حثت ابنة أخيها وبعض صديقاتها على الالتحاق في صفوف التطوع بـ«الهلال الأحمر»، بعدما كانت الأولى في أسرتها التي تبرعت بوقتها وجهدها للهيئة. وأكدت زينب أن هذا الدور الذي تفاخر به لا يعطلها عن حياتها الاجتماعية، بحيث تجد متسعاً من الوقت للزيارات العائلية والخروج إلى المطاعم والتسوق كلما احتاجت لذلك. تلمس فعل الخير شددت على أن العمل الجماعي هو المطلوب دائماً لأن يداً واحدة لا تصفق ولا يمكنها أن تنهض بأي خيبات أمل قد يعيشها البعض، ودعت الشباب جميعاً إلى تلمس فعل الخير خلال شهر رمضان، وأكدت أن الإنسانية لا تقتصر على الصدقات وتوزيع المال، وإنما تصل إلى أبعد من ذلك بكثير. يكفي أن يتمكن الواحد منا من رفع الضرر عن كئيب أو المساهمة في مساعدة مسكين حتى تكتب له حسنة الخير من جنس عمله. «الواتس أب» للتواصل مع المتطوعين أوضحت زينب آل علي أن «الواتس أب» وسيلة التواصل التي تجمعها بفريق المتطوعين والمتطوعات بـ«الهلال الأحمر» في الشارقة، وأنها وزملاءها يتبادلون المعلومات عن الفعاليات التي تنظمها الهيئة ومواقيت الحملات وأماكنها، وهذا العمل التطوعي بالنسبة لها بمثابة الواجب الإنساني الذي توليه الاهتمام الكافي وتضعه على أجندة يومياتها ضمن الأولويات، لاسيما أنها منذ اليوم الأول الذي قررت فيه النزول إلى العمل التطوعي كان هدفها الأساسي أن تملأ وقت الفراغ لديها بما يفيد فئة المحتاجين من الكبار والصغار ومن مختلف الجنسيات والشرائح الاجتماعية.