السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طهران في وجه واشنطن··· خيارات الرد مفتوحة

طهران في وجه واشنطن··· خيارات الرد مفتوحة
22 يونيو 2008 02:45
ما تزال الضغوط تتصاعد ضد إيران، حيث وافقت أوروبا الأسبوع الماضي على فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، كما ألمح ''بوش'' إلى شيء جديد، وهو إمكانية توجيه ضربات عسكرية، إليها إذا لم تخضع لإرادة المجتمع الدولي، بخصوص برنامجها النووي· ويحذر الخبراء العسكريون الولايات المتحدة من التداعيات الوخيمة التي يمكن أن تتمخض إذا ما بدأت في ضرب إيران، لأن القوات المسلحة لهذه الدولة، وأن كانت غير متكافئة مع القوات الأميركية في الحروب التقليدية، إلا أنها قادرة على الرد عليها بطرق غير تقليدية، فشبكة النفوذ والعلاقات الإيرانية في العراق وأفغانستان على سبيل المثال، قادرة على تعريض المصالح الأميركية في البلدين للخطر، كما أن إيران قادرة على ضرب القوات الأميركية المتواجدة في الخليج بوسائل غير تقليدية أو حتى من خلال قصف مدمر بالصواريخ، وإيران قادرة أيضا على حشد حلفائها عبر المنطقة مثل ''حزب الله'' اللبناني للمشاركة في القتال ضد الولايات المتحدة· والرد الإيراني يمكن أن يمتد إلى الساحة العالمية أيضا كما يتبين مما يقوله ''ماجناس رانستروب'' -الخبير بـ''مركز دراسات التهديدات اللامتكافئة'' بكلية الدفاع الوطني السويدية في استوكهولم- : ''من الموضوعات المهمة من منظور الاستخبارات الأميركية رد الفعل الإيراني على الضربة الأميركية لأن عدم القدرة على التنبؤ بكيفيته ومداه، تفوق عدم قدرة الولايات المتحدة على التنبؤ بكيفية ومدى هجمات الحادي عشر من سبتمبر''، ويضيف ''رانستروب'': إن العمل العسكري الأميركي ضد طهران سوف يؤدي إلى تأجيج عواصف عديدة يمكن أن تؤدي إلى تعزيز القوى الثورية سواء في إيران أو في المنطقة بأسرها''· وعلى الرغم من أن البنتاجون يتهم الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2007 بتزويد الميليشيات المناوئة للوجود الأميركي في العراق بالأسلحة والعبوات الناسفة القاتلة وتدريب ومساندة ''الجماعات الخاصة'' التي أدت إلى خسائر تقدر بالآلاف في صفوف القوات الأميركية، إلا أن القادة الأميركيين يقللون مع ذلك من أهمية القدرات العسكرية الإيرانية· وحتى الأدميرال ''ويليام فالون'' قائد القوات الأميركية في الشـــــرق الأوســــط وآســـــيا الوسطى -عارض علنا توجيه ضربة عسكرية لإيران قبل أن يستقيل في إبريل الماضي- قلل من شأن الإيرانيين عندما قال لمندوب مجلة ''ايسكواير'' في شهر مارس الماضي ردا على سؤال عن القدرات العسكرية الإيرانية: ''فلتكن جادا··· هؤلاء الناس مثل النمل، وعندما يحين الوقت فإننا نستطيع سحقهم''· ولكن مثل تلك الآراء لم تمنع الإيرانيين من التباهي بقوتهم علنا وإطلاق التصريحات التي تتوعد المعتدين بأوخم العواقب مثل قولهم ''إن إيران قادرة على توجيه ضربات مميتة لأميركا المعتدية من خلال وسائل تكتيكية خلاقة لا يمكن التنبؤ بها'' كما جاء على لسان قائد عسكري إيراني رفيع المستوى هو العميد ''غلام علي رشيد'' في أواخر شهر مايو الماضي· تلك الأقــــــوال لم تقتصــــر على القادة العسكـــــريين، فقـــــد حذر المرجع الإسلامي الأعلى في إيران عــــام 2006 من انتقام بعيد المدى- إذا ما أقدم الأميركيون على الهجوم على إيران -سوف يمتد ليشمل مصالحهم في كافة أنحاء العالم، ويقول ''أليكس فانتاكا'' -المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في ''مجموعة جين للمعلومات'' بواشنطن-: ''إن الإيرانيين يعرفون أنهم لا يستطيعون كسب أي حرب تقليدية ضد الولايات المتحدة، غير أن الأمر المؤكد هو أنهم يحتفظون بالعديد من البدائل في جعبتهم''، وأشار ''فانتاكا'' في سياق ذلك، أن القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني الذي عين في الخريف الماضي قد جرى تقديمه باعتباره الرجل العبقري الذي صاغ عقيدة الحرب اللامتكافئة الإيرانية· إن أي صراع أميركي-إيراني سوف يؤدي إلى رفع أسعار النفط، بيد أن احتمال قيام إيران بتعطيل تصدير النفط من مضيق هرمز ضئيل، نظرا لأن اقتصادها الضعيف يعتمد على عائدات النفط في الأساس، وتشكل القوات الأميركية العاملة في الدول القريبة مثل العراق وأفغانستان والخليج، طائفة من الأهداف لإيران، التي هددت في أكتوبر الماضي بأنها يمكن أن تمطر العدو بـ11 ألف صاروخ في الدقيقة، وإذا ما تجاوزنا جوار إيران القرين، فسوف نجد أن إسرائيل تقع في مدى صواريخها من طراز شهاب -3 وكذلك صواريخ ''حزب الله'' التي أدخلت تطويرات عليها بحيث أصبحت -كما يدعي الحزب- قادرة على ضرب أي بقعة داخل إسرائيل بما فيها مفاعلها النووي في ''ديمونة''· وفي مياه الخليج طورت إيران تكتيكا بحريا يعرف بتعريف ''الإحاطة من كل جانب'' والذي يقصد به استخدام عدد كبير من القوارب السريعة المسلحة بالصواريخ في الإحاطة بالمدمرات وحاملات الطائرات الأميركية الكبيرة خلال فترة وجيزة ومن عدة اتجاهات· ويمكن لإيران أن تستخدم شبكة عملائها في الخارج لتفجير السفارات والأهداف الغربية والإسرائيلية كما حدث في الأرجنتين على سبيل المثال في تسعينيات القرن الماضي· ومن التداعيات الأخرى التي يمكن أن تنشأ عن تلك الضربة كما جاء في التقرير، أنه في حالة شعور الرأي العام الأميركي والعالمي بالغضب، إلى درجة تدفعه إلى رفض مساندة أي ضغوط مستقبلية على إيران لإيقاف برنامجها النووي، فإن تلك الضربة -وهنا المفارقة- يمكن أن تفتح الطريق لإيران لمواصلة سعيها للحصول على أسلحة نووية· ويقول ''فانتاكا'': إن إيران يجب مع كل ذلك ألا تأخذ هذه القائمة الطويلة من الخيارات غير التقليدية على أنها أمر مسلم، به وأن تتوخى الحـــذر، فعدم توافر الإرادة السياسية لدى أميركا في الوقت الراهـــــن لضربها، وعدم قدرتها كذلك على تقديم ذلك النوع من العِصيّ الذي يمكن أن يخيفها، لا يعني أن أسلوب المواجهة الذي يمارسونه حاليا مع أميركا سوف يؤتي ثماره في المدى الطويل''· سكوت بيترسون - اسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©