دبابات القذافي في مصراتة والقناصة يهددون السكان

أكد سكان في مصراته، أن دبابات قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وصلت أمس إلى قلب المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة رغم قرار مجلس الأمن رقم 1973 القاضي بوقف الهجمات ضد المدنيين، في حين قال أحد المقيمين إن قوات الحكومية تستخدم قوارب لإغلاق ميناء المدينة ومنع الإمدادات من الدخول. وذكر ساكن ثالث أن القوات الموالية للزعيم الليبي ما زالت تطوق مصراتة، وإنها وضعت قناصة فوق أسطح المباني وسط المدينة، الذي يشهد إطلاق نار وسقوط ضحايا. من جهتها، ذكرت قناة “الجزيرة” أن قوات القذافي قصفت مجدداً أمس، مناطق في بنغازي مستخدمة الدبابات والصواريخ، قائلة إن بعض السكان لجأوا إلى المساجد طلباً للأمان، لكن لم يتسن التأكد بشكل فوري من صحة هذا التقرير. وأفادت حصيلة نقلاً عن مصادر طبية أن أكثر من 90 شخصاً لقوا مصرعهم مساء الجمعة والسبت الماضيين في المعارك دارت إثر مهاجمة كتائب القذافي لقوات المعارضة في بنغازي معقل الثوار. وأكد مراسل لـ”رويترز” أن 24 جثة على الأقل لمقاتلين ومدنيين تفحم الكثير منها لدرجة يصعب معها التعرف على أصحابها، مسجاة في مشرحة المستشفى الرئيسي ببنغازي أمس، مبيناً أن المستشفى مزدحم أيضاً بالرجال والنساء والأطفال الذين أصيبوا في المعارك. وبالتوازي، رأى مراسل لـ”رويترز” أيضاً، مقاتلين من المعارضة المسلحة على متن عدد من الشاحنات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة متجهة إلى بلدة أجدابيا شرق ليبيا أمس، بعد ضربات جوية غربية دمرت العشرات من المركبات العسكرية لكتائب القذافي. وقال سكان في مصراتة معقل المعارضة الكبير الوحيد الذي تبقى لها غرب ليبيا أمس، إن الغارات الجوية الغربية الليلة قبل الماضية التي أصابت قوات موالية للقذافي في قاعدة جنوبي المدينة، لم توقف هجمات هذه الكتائب. وذكر متحدث باسم المعارضة المسلحة يدعى عبد الباسط عبر الهاتف من المدنية “القتال يدور بين المعارضين وقوات القذافي. دباباتهم (قوات القذافي) وسط مصراتة..هناك خسائر عديدة في الأرواح لا نستطيع حصرها”. وأضاف “القذافي يتبع استراتيجية الأرض المحروقة. يحرق ويدمر كل شيء بهذا الشكل”. ومن الصعب جداً التحقق من مصداقية الروايات الواردة من مصراتة بسبب منع السلطات الليبية الصحفيين من الوصول للمدينة. ولم يرد على الفور أي تعليق من المسؤولين الليبيين. وقال سكان إن قوات القذافي وبينها وحدات من اللواء 32 الذي يقوده خميس نجل الزعيم الليبي تفرض حصاراً على مصراتة منذ أيام لكن مقاتلي المعارضة نجحوا حتى أمس، في إبقاء هذه القوات عند الضواحي. ويقول سكان محليون إن مناطق من المدينة دمرت جراء القصف المدفعي في الأيام القليلة الماضية والذي أدى كذلك إلى مقتل العديد من الأشخاص. وذكر رجل من المدينة يدعى سامي أن قناصة يدعمون تلك الدبابات يتمركزون على أسطح المباني وسط المدينة، مضيفاً أنهم يطلقون النار على أي شخص يقترب منها. وأضاف “قتل شخصان اليوم على يد القناصة.إنهم لا يزالون فوق الأسطح. إنهم مدعومون بأربع دبابات تقوم بدوريات في المدينة. من الصعب جداً على الناس الخروج إلى الشوارع”. وأضاف أن سفناً تحاصر ميناء المدينة في البحر المتوسط لمنع المقاتلين من الحصول على إمدادات. وأعرب عن اعتقاده أن قوات القذافي دخلت وسط المدينة بهدف الاحتماء بالمباني والمنازل لأن طائرات التحالف لن تستهدفها في هذه الحالة خوفاً من قتل مدنيين. وقال لـ”رويترز” “إنهم هناك لحماية أنفسهم من الغارات الجوية”. وفي وقت لاحق أمس، أكدل ساكن آخر في المدينة أن كتائب القذافي تطوق مصراته وضعت قناصة فوق أسطح المباني وسط المدينة، مضيفاً “مصراتة هادئة اليوم، لكن كتائب القذافي ما زالت على مشارفها وتطوقها”. وفي بنغازي، وقال الطبيب خالد مقصبي من مستشفى جلاء وسط المدينة “أمس تلقينا 50 جثة واليوم أصدرنا 35 شهادة وفاة”، موضحاً أن ثواراً ومدنيين بين الضحايا. كما ذكر صحافيون من فرانس برس أن هناك 9 جثث تعود لمقاتلين موالين للقذافي في قاعة أخرى من المستشفى. وينتظر أطباء وصول جثث أخرى. وكانت معارك عنيفة دارت مساء الجمعة وصباح السبت إثر هجوم بالأسلحة الثقيلة شنته كتائب القذافي على الثوار في الأحياء الغربية من بنغازي ما حمل آلاف السكان على الفرار من المدينة. وعاد الهدوء للمدينة أمس إثر التدخل العسكري للائتلاف الدولي ضد أهداف عسكرية حكومية. إلى ذلك، نقلت “رويترز” عن أحد مراسليها شرق بنغازي، أنه شاهد أمس ثواراً على عربات رباعية الدفع مدججة بالسلاح، في طريق العودة إلى أجدابيا التي انتزعتها قوات القذافي من المتمردين الأسبوع الماضي. ودمرت الضربات الجوية التي بدأت بعد قرار مجلس الأمن الدولي فجر الجمعة الماضي، العشرات من المركبات العسكرية للقوات الموالية للزعيم الليبي. ورأى المراسل 5 جثث على الأقل، على الأرض قرب مركبات دمرتها الهجمات منها جثة في خلفية سيارة إسعاف محترقة.