السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلق المعتدل دافع إيجابي لتحصيل أعلى الدرجات

القلق المعتدل دافع إيجابي لتحصيل أعلى الدرجات
9 مايو 2010 21:00
ما أن تهب علينا رياح أيام الامتحانات مختلطة ببدايات حرارة الصيف، حتى ترتفع معها درجة حرارة الطلاب، ويفوقهم الآباء والأمهات بطبيعة الحال، ويظل الخوف والقلق والتوتر سمة وعناوين بارزة لكل أفراد الأسرة حتى تظهر النتائج، ويزيد عليها في كثير من الأحيان الاضطراب والشجار والأزمات الأسرية نتيجة إخفاق البعض في التعامل مع هذه المسببات السنوية، فالامتحانات على الأبواب، فكيف نتعامل معها؟ وكيف نجتاز هذه الأعراض بهدوء وصفاء وأمان؟ إذا كانت الامتحانات سبباً يقبع في”قفص الاتهام”، فإنها تحتاج من الطالب أن يحدد أهدافه جيداً، وأن يتوافر لديه قدر جيد من “الدافعية”، ودرجة عالية من “التركيز” لبلوغ الأهداف والنجاح والتفوق، إلى جانب أن هناك كثيرين منا في حاجة إلى التعرف إلى طبيعة الأعراض التي تصاحب الامتحانات من توتر وقلق، وتقفز دون إرادتنا إلى خانة “المسببات والأعراض” في آنٍ واحدٍ، ومن ثم تؤدي إلى نتائج ومشاكل وإفرازات وخيمة وسلبية في كثير من الأحيان، سواء على الطالب نفسه، أو على أي فرد من الأسرة بالتبعية. من ثم نفتح صفحات الضغوط والقلق والتوتر المصاحبة للامتحانات عن قرب، حتى يتسنى لنا تجنبها، أو الحد منها وتخفيفها قدر الإمكان. دافعية النجاح البروفيسور الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي، يشير إلى أهمية “الدافعية” بالنسبة للطلاب لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي، ويقول: “علينا أن نعرف أن (الدافعية) عملية داخلية تحرك السلوك وتوجه نشاط الفرد نحو هدف محدد، وأي نشاط يقوم به الفرد لا يبدأ أو لا يستمر دون وجود دافع، وهذا الدافع لا يوجد بين الطلاب بدرجة عالية أو متساوية، وهذا ما يجب أن يعرفه الآباء والمربون في الميدان التربوي، فمن الخطأ أن ننظر إلى جميع الطلاب بالتساوي، ولا نتوقع منهم ما يفوق طاقاتهم، فمثل هذه النظرة تسبب الشعور بالإحباط أو عدم الرضا، وعدم الثقة بالنفس، وهذا ما جعل الاهتمام بالدوافع والتعرف إليها وكيفية استثارتها مهمة جداً لإنجاح العملية التعليمية. فالدافع نحو النجاح والتفوق دافع مكتسب وليس فطري، الدوافع المكتسبة عامة نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة والظروف الاجتماعية المختلفة التي يعيش فيها. و(الدافعية) وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية، فإنها تعد من أهم العوامل التي تساعد على تحصيل المعرفة والفهم والمهارات وغيرها من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها مثلها في ذلك مثل الذكاء والخبرة السابقة، فالطلاب الذين يتمتعون بدافعية عالية يتم تحصيلهم الدراسي بفاعلية أكبر، وهذا النشاط قد يكون مرتبطاً بإشباع عدة حاجات مثل الحاجة إلى النجاح والتقدير والحاجة إلى الشعور بالأهمية والحاجة إلى الإنجاز. فالبعض يقبل على الدراسة بشغف وارتياح وفاعلية عالية للتحصيل العلمي والبعض الآخر يقبل على الدراسة بتحفظ وتردد. والبعض يرفض أن يتعلم أي شيء يقدمه المعلم، الأمر الذي يؤكد أهمية الدافعية في تفسير الفروق الفردية في التحصيل الدراسي بين الطلاب. بهذا نجد أن بعض المتعلمين قد يتميزون بتحصيل دراسي عالٍ رغم أن قدراتهم الفعلية قد تكون منخفضة، وعلى العكس من ذلك نجد بعض المتعلمين من ذوي الذكاء المرتفع وقد يكون تحصيلهم الدراسي منخفضاً؛ لذلك نجد أن التحصيل الدراسي يرجع إلى عوامل منها: ارتفاع أو انخفاض الدافعية نحو التحصيل، حيث يوجد ارتباط وعلاقة قويين بين الدافع للتحصيل والإنجاز (الأداء). ونتيجة لذلك؛ فإنه يتعين على الآباء والمربين الاهتمام بتشجيع الأبناء على الإنجاز في شتى المواقف وعلى التدريب والاعتماد على الذات، مع ملاحظة أنه كلما ارتفع مستوى الطموح بين الآباء تجاه تحقيق أهداف معينة كلما انتقل أثر ذلك إلى الأبناء وكان من أهم أسباب ارتفاع الإنجاز لديهم. ومن ثم يجب الاهتمام بدوافع الطلاب وميولهم واتجاهاتهم من قبل المعلمين وأسرهم لما لها من أهمية في إنجاح العملية التعليمية، فالدوافع تنشط السلوك، وعلى الآباء أن يفعلوا كل ما بوسعهم كي يصبح التعلم خبرة مثيرة وممتعة. الخوف والقلق والتوتر الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، يقول: “إن الخوف والتوتر والقلق أعراض شائعة خلال موسم الامتحانات، وتسبب الكثير من الضغوط النفسية على الأفراد من مختلف مراحلهم النمائية سواء أكان ذلك في مراحلهم التعليمية أم المهنية أم الحياتية. والقلق له تأثير على السلوك الإنساني، وله تأثيراته السلبية في مجال التعليم ويستثيره موقف الاختبارات والامتحانات، وهو يعبر عن مشكلة نفسية انفعالية فردية يمر بها الطلاب والطالبات خلال فترة الامتحانات وتتمثل في الخوف من عدم النجاح أو عدم تحقيق معدل درجات مرتفع، ويلجأ بعض الطلاب بسبب الخوف من إلى الهروب من الموقف أو الغياب من الاختبارات وكلها وسائل دفاعية عصيبة تهدف إلى الدفاع عن الذات؛ لذلك فإن قلق الاختبار من أهم الانفعالات المتعلقة بالتحصيل الدراسي. والعادات غير الصحية في الاستذكار تؤدي إلى ارتفاع قلق الامتحانات، وتأخير المذاكرة الجادة إلى ليلة الامتحان، والاعتماد على الحفظ، والخوف من النسيان، وعدم ربط الأفكار، والتفكير في الاضطرابات والمشكلات النفسية والاجتماعية، وعدم معرفة القدرات الذاتية، وعدم تحديد الأفكار الأساسية. فالقلق المعتدل لدفع الطلاب إلى الاستذكار والاجتهاد وهو مايسمى (القلق الدافع)، بينما القلق الزائد يؤدي إلى حالة من الانفكاك المعرفي والارتباك، كما أن انعدام القلق يؤدي إلى ضآلة الإنجاز. وعلينا أن نميز بين القلق المحمود والقلق المرفوض. الأول هو قلق الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات، وهو قلق محفز ومطلوب. فالقلق سلوك عرضي مألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعاً إيجابياً وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر. أما إذا كان هناك كثير من الخوف والقلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تفكير الطالب وأدائه في الامتحان، فهذا قلق سلبي مبالغ فيه، وعليه معالجته والتخلص منه. فالتدخل السريع واستشارة الاختصاصين في بعض الحالات أمر مهم للغاية”. ويضيف الدكتور عبدالمحسن: “قلق الامتحان السلبي مجموعة من الأعراض تتمثل بصعوبة التركيز وعدم القدرة على تذكر المادة، كما قد تصاحبه أحلام مزعجة، كما تظهر أعراض تجنبية يحاول الطلاب من خلالها الابتعاد عن مصادر التوتر، ويمكن أن نقضي على مخاوف الامتحانات بتعويد الطلاب على تنظيم الوقت واستخدام أسلوب المتابعة المستمرة أولاً بأول، وغرس حب الطموح والتنافس في العلم والعمل، والمراجعة الصحيحة قبيل الامتحانات، والتفاؤل والثقة في النجاح وعدم الإجهاد والبعد عن المنبهات”. أما لحل مشكلة “السرحان” أي شرود الذهن، فيقول الدكتور عبدالمحسن: “(السرحان) خلل بسيط ينتاب وظيفة الانتباه، فيشغل الطالب بأمر من أمور الحياة بعيداً عن المذاكرة، وقد يكون الأمر قد وقع في الماضي أو سوف يقع في المستقبل، وكثيراً ما يسرح التلاميذ بسبب المشاجرات أو المشاكل الأسرية أو بمقارنة نفسه بالآخرين، ويمكن علاج مشكلة (السرحان) بتفادي النزاعات والخلافات الأسرية وتحفيز الطالب على المذاكرة وتقوية رغبته فيها بالتشجيع وليس بالإرهاب أو التخويف لأنهما يولّدان القلق من المذاكرة، الأمر الذي يسبب الهروب بـ(السرحان)، وبالتالي تأخر المستوى الدراسي، ومن هنا يحدث قلق الامتحانات”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©