الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: دبي ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة

خبراء: دبي ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة
17 مارس 2015 22:00
مصطفى عبدالعظيم (دبي) أجمع مسؤولون وخبراء دوليون على أهمية الدور المحوري الذي ستشكله دبي في صياغة المستقبل الاقتصادي للمنطقة والعالم خلال السنوات المقبلة، مؤكدين أنها باتت نموذجاً لمدن القرن الحادي والعشرين. وأكد هؤلاء خلال منتدى «مدن المستقبل» الذي نظمته وكالة بلومبيرج الأميركية في دبي أمس، أن الرؤية الواضحة للمستقبل وتنوع محركات النمو والبنية التحتية الجاذبة للأعمال، تشكل العوامل الرئيسية لترسيخ الثقة والتفاؤل بمستقبل دبي. وانطلقت أعمال المنتدى أمس بحضور معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة والعضو المنتدب للجنة التحضيرية العليا لمعرض «اكسبو 2020»، ومايكل بلومبيرج، مؤسس وكالة بلومبيرج، وعمدة مدينة نيويورك لثلاث دورات، بحضور عيسى كاظم محافظ مركز دبي المالي العالمي، وبمشاركة مجموعة بارزة من الخبراء في القطاع الحكومي والقطاع المالي. وأكد مايكل بلومبيرج في كلمته الافتتاحية خلال المنتدى، أنه رغم أن زيارته لدبي هي الأولى له، إلا أنه يرى من خلال ما شهده من إنجازات تؤكد أن مستقبل دبي هو مستقبل العالم، كونها مدينة عالمية بكافة المعايير توفر الفرص والوظائف وتقود الابتكار والابداع وتوفر مستوى عالي من المعيشة يضاهي مدينة نيويورك، مؤكداً أن المستقبل مفتوح على مصرعيه لدبي. وقال: إن أبوظبي ودبي يسيران في الاتجاه الصحيح نحو مدن المستقبل من خلال الاستثمار في التعليم وجذب أفضل الجامعات العالمية، مشيرا إلى أن أحد أبرز الأشياء التي يجب أن تخطط لها مدن القرن الحادي والعشرين هو الاستثمار في القطاعات التي تجذب الأفراد للعيش والعمل مثل البيئة والنقل المستدام وقلة الازدحام والمتنزهات الكبيرة والثقافة. وقال بلومبيرج: إنه تابع عن كثب مسيرة المدينة والتحولات التي شهدتها في تاريخها الحديث ورأى أنها تجاوزت أهدافها التي كانت تتمحور في البداية عند تحولها إلى مركز مالي عالمي لتصبح مركزا للمال والأعمال والتنوع الثقافي والاقتصادي ورقما صعبا في خريطة جذب الاستثمارات. وأشار بلومبيرج إلى أنه بحكم كونه عمدة سابقا لمدينة نيويورك لثلاث دورات يمكنه أن يرى في دبي نموذجا لما كانت تسعى إليه تلك المدينة الأميركية في سعيها للتفوق على الأصعدة كافة، ولكن تحقيق ذلك الهدف لم يكن ليتحقق على ظهر النمو والازدهار، إذ مرت المدينة بأزمات متفاوتة، وبالنسبة لدبي فقد تجاوزت الأزمة بحنكة وتعلمت من تجاربها وابتكرت سيناريوهات جديدة لتحقق هدفها في أن تصبح مدينة مستقبلية ومكان مفضل للعيش والعمل لثقافات وجنسيات عالمية متنوعة ومتعددة. من جهتها، أكدت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة والعضو المنتدب للجنة التحضيرية العليا لمعرض «اكسبو 2020» خلال الجلسة الحوارية الرئيسية في المنتدى أن أهم ما يعزز أفاق النمو لدبي، كما هو الحال لبقية إمارات الدولة، حقيقة أنها تملك رؤية واضحة حيال المستقبل وبيئة العيش التي ترغب أن توفرها لسكانها. وقالت معاليها: إن إكسبو 2020 هو للمنطقة ككل، وليس فقط لدبي والإمارات، حيث سيكون معرضا له تجربته الخاصة وموروثه المتفرد الذي سيصب في صالح الجميع، وليس المعرض فقط ولكن الرحلة والتحضيرات التي ستقود لانعقاده. وقالت الهاشمي: إن ما يميز قصة نجاح دبي هو موقعها المتميز، الذي يعد من أهم نقاط قوة الإمارة، وانتمائها إلى هذه المنطقة الناشئة القوية، التي باتت مركزا للنمو والابتكار والإبداع، في وقت تواجه فيه مناطق عدة في العالم الجمود. وحول استفادة الإمارة من موقعها كواحة أمان وسط ما تواجهه المنطقة من توتر سياسي وقلاقل، قالت إن هذا صحيح. ولدى سؤالها عن النمو اللافت في عدد زوار دبي، وطموح الإمارة على هذا المستوى، قالت: إن الأهم من أعداد الزوار والنمو المطرد فيها، هو مستوى الخدمات التي يحصلون عليها، وسهولة المعاملات التي توفر لهم. قال عارف نقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج: إن دبي ستشكل في المستقبل القريب ركيزة النمو في الأسواق الناشئة بالنظر إلى الإنجازات الضخمة التي حققتها في غضون فترة زمنية قصيرة، على صعيد تنوع قطاعاتها الاقتصادية وتوفير بيئة أعمال جاذبة للمستثمرين والأفراد من أكثر من 220 جنسية. وأوضح أن الموقع الجغرافي لدبي بين أسواق يتراوح سكانها ما بين 2 إلى 3 مليارات نسمة يضعها على قائمة اهتمامات المستثمرين والشراكات الراغبة في النمو والتوسع انطلاقاً من مدينة دبي التي تتمتع ببنية تحتية تنافسية في مجال النقل الجوي وشبكة خطوط طيران تربط كافة قارات العالم. وأشار إلى أن دبي نجحت منذ سنوات طويلة في أن تصبح مقصدا للتجار والمستثمرين من مختلف انحاء العالم وخاصة من البلدان المحيطة فهناك تدفق للتجار من الهند ورواد الأعمال من لبنان ومصر وغيرها من البلدان الأخرى، بفضل البيئة التي وفرتها للجميع وكفاءة أداء القطاع الحكومي والذي ينافس القطاع الخاص في جودة الخدمات. وأكد نقفي تفاؤله بقدرة دبي على مواصلة النمو بفضل المحركات التي رسختها في السنوات الماضية والطموح اللامحدود وقدرتها على جعل الأمور أفضل، مشيرا إلى أن التوسع في التنويع الاقتصادي يمنحها هذه الميزة ما بين السياحة والتجارة والتمويل وإدخال الاقتصاد الإسلامي كمحرك جديد للاقتصاد، فضلا عن وجود مركز دبي المالي العالمي الذي بات وجهة مئات الشركات والمؤسسات المالية العالمية، حيث يضم 21 بنكاً من بين أكبر 25 بنكا على مستوى العالم، وبات الخيار الوحيد ما بين سنغافورة ولندن. ستاندرد تشارترد يدعو لتطوير أسواق دين بالعملة المحلية دبي (الاتحاد) قال ماريوس مارثافيتس كبير المحللين الاقتصاديين لدى بنك «ستاندرد تشارترد» إن أهم ما يميز دبي قدرتها على تجاوز الأزمات بسرعة، فالإمارة تعرضت لانعكاسات الأزمة المالية العالمية، وعانت تبعاتها، كغيرها من دول العالم. لكنها كانت من بين الأسرع والأكثر نجاحا في تجاوز هذه التبعات، حيث تمكنت من إدارة دفة الأمور لتعاود النمو وفي أقل من عام واحد. وأكد أن دبي تعلمت الدروس المستفادة من الازمة المالية العالمية، الأمر الذي ينعكس بوضوح من مستويات النمو المتحفظة على مستوى أسعار العقارات ومستويات الإقراض، فما سبب الأزمة في المرة الماضية كان النمو القوي والمفرط، وأنشطة المضاربة الواسعة على العقارات على الخارطة، أما هذه المرة فالنمو في الطلب يتركز على العقارات الجاهزة. وأكد أهمية تطوير أسواق دين بالعملة المحلية لتؤكد دبي دورها كمركز مالي عالمي له وزنه، وقال إن دبي نجحت وفي غضون سنوات قصيرة في أن تصبح في المركز 14 بين اكبر مراكز المال على مستوى العالم، ما يعني أن أمامها مستقبلا أفضل في حال نجحت في تطوير السياسات اللازمة، وخلق سوق دين بالعملات المحلية. وقال إن دبي تحتاج إلى 4 محركات لتضعها على الطريق الصحيح للنمو وتأكيد دورها على الساحة العالمية، وتتمثل هذه المحركات في البنية التحتية المادية، وأكد إن دبي تملك هنا التفوق بالفعل، أما المحرك الثاني فهو تطوير البيئة المناسبة للأعمال، والثالث يتمثل في تطوير السياسات المالية وأسواق الدين بالعملة المحلية، وأخيرا المحرك الرابع والمتمثل في الناس أو أصحاب الخبرات، والذين قال إنهم سيأتون لا شك في حال توافرت المحركات الثلاثة الأخرى. دبي اجتازت الأزمة المالية مدينة متعددة الأبعاد دبي (الاتحاد) أشار عارف نقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج إلى أن دبي اجتازت باقتدار اختبار الأزمة المالية العالمية، مشيراً إلى أن الحديث عن تأثير الأزمة بات من الماضي، لكن الأهم هو تحليل كيف استطاعت دبي التعافي بسرعة من هذه الأزمة بصلابة وقوة، بينما لا تزال هناك اقتصادات أخرى من أوربا التي قد تحتاج إلى عقد من الزمن لاستعادة نموها الاقتصادي. وأرجع نقفي نجاح دبي في التعافي السريع إلى ما تتمتع به من مستوى عالٍ من الإنتاجية وتوافر الكفاءات والمهارات، فضلاً عن الابتكار والإبداع، مؤكداً أن دبي أمامها عقود من النمو المستدام. دبي (الاتحاد) قال أشوك أرام، الرئيس التنفيذي لدويتشه بنك إن دبي تمتلك العديد من الميزات التي تجعلها متفردة وتسهم في استمرار الازدهار في المستقبل، أبرزها عامل الجرأة وعامل الانفتاح، مشيرا إلى أن كل ما تحقق من إنجازات هو انعكاس للجرأة والطموح والإرادة والرؤية، والقدرة إلى الاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز كحلقة وصل ومحور مهم بين أسواق رئيسية تمتد من الهند التي تتصل بها من خلال 580 رحلة طيران في الأسبوع، وأفريقيا التي تتطلع طيران الإمارات لتوسيع رحلاتها إلى القارة الافريقية خلال السنوات الخمس المقبلة لتعادل عدد الرحلات الأسبوعية إلى الهند، بالإضافة إلى أسواق وسط وجنوب آسيا والعالم العربي. وأوضح أن المدن ذات الابعاد والسمات المتعددة قادرة على البقاء والصمود والازدهار بشكل أفضل، مؤكدا تفاؤله الشديد بمستقبل دبي، مشيرا إلى أن أي مدينة منفتحة على التدفقات المالية والبشرية معرضة للتأثر بالأحداث والتطورات العالمية، فتراجع الروبل في روسيا على سبيل المثال أثر على السياحة في دبي لان تكلفة السفر للإمارات زادت بنسبة 40%، لكن هذا طبيعي، ويعني أننا لا نعيش منعزلين وأن نواصل نهج الانفتاح. وفيما إذا كان هذا التأثر يتطلب ان تتجه دبي لتنويع منتجاتها السياحية والفندقية بما يتماشى مع القدرات المالية للأسواق الخارجية وعدم التركيز على شريحة السياحة الفاخرة، قال أرم إنه بغض النظر عن ذلك فكون المدينة منفتحة من الصعب التنبؤ بأداء الأماكن الأخرى والانفاق وجذبهم، لكن بما أن هناك انفتاحاً يجب أن تواكبه منتجات تلبي الشرائح المختلفة من الطلب، لكن هذا لا يشكل بحد ذاته قلقاً، لكن القلق هو أساس الكلفة يجب أن تكون متقاربة مع الاقتصاد العالمي، اذا كانت الكلفة مرتفعة عن المعدل فإن الافراد لن يأتوا نظرا لارتفاع الكلفة من الناحية اقتصاد الكلي. وقال إن دبي نجحت بشكل لافت في أن تصبح محور اهتمام العديد من جيل الشباب في المنطقة الطامحين للعيش والعمل في دبي وهذا ما لمسه من خلال حديثه مع الموظفين في دوتشه بنك عبر المنطقة، وأكد أرام أن دبي نجحت في ان تصبح مركزا ماليا عالميا، مشيراً إلى أن الانضمام للمراكز الخمسة الأولى يتطلب قاعدة أوسع للاقتصاد المحلي والتوسع في البنية التحتية للاتصالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©