الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ماضي وذكريات الإمارات والسعودية».. لوحات تنبض بالقيم والأصالة

«ماضي وذكريات الإمارات والسعودية».. لوحات تنبض بالقيم والأصالة
10 ابريل 2018 22:16
أحمد النجار (الشارقة) رحلة تراثية على جناحي اللون، يجسدها المعرض السعودي الذي حمل شعار «ماض وذكريات من تراث السعودية والإمارات»، تناول فيها التشكيلي السعودي عبد العزيز المبرزي، وهو باحث متخصص في توثيق التراث وصونه، وشاعر نبطي له العديد من المؤلفات والكتب التراثية، حصد نظير جهوده ونتاجاته في حقل التراث، جوائز ودروعاً ملكية وتكريمات مرموقة، وحل معرض المبرزي في ضيافة أيام الشارقة التراثية في دورتها السادسة عشرة، والتي تستمر حتى 21 من الشهر الحالي، وقد وصفه رواة وباحثون تراثيون بأن بمثابة جسر ثقافي يجمع موروث بلدين يوحدهما تاريخ واحد، وتجمعهما قواسم ثقافية مشتركة. وقد استطاع المبرزي بريشته المبدعة التي جالت مدناً سعودية مثل جدة ومكة والرياض أن يلتقط مشاهد لامعة من وحي أمكنة لها رمزيتها وقيمتها التاريخية، حيث تناولها تشكيلياً عبر 8 لوحات مختارة تمثل تراث المملكة العربية السعودية إنساناً ومكاناً، ليواصل تطوافه البديع في بحور البيئة الإماراتية ليغرف من أطلال معالمها قلاعاً وحصوناً ومبانٍ استلهمها من تراث الإمارات السبع، حاورها بلغة مائية شفيفة لامست جواهر مفرداتها العريقة، لتشكل نبضاً تراثياً عابقاً بذكريات الإنسان ونفحات المكان الذي جعله سارداً وشاهداً على ماض تفوح منه العراقة والأصالة لتبث لجمهور الزوار والمهتمين حكايات شعبية وحرف قديمة. مهن الأولين ويضم المعرض 36 لوحة فنية أبدعها المبرزي للاحتفاء بتراث السعودية والإمارات عبر ثنائية الظلال والضوء بإنسانية اللون وجماليات تعبيراته الملهمة حيث عرج بريشته إلى أماكن تراثية ليلتقط مشاهد تاريخية من معالم وقصور وحصون تاريخية عمرها مئات السنين، مستحضراً روح الماضي وعراقة التفاصيل التي تجسد جمال التشابه ونفحات الاختلاف الجميل الذي يكاد لا يذكر، كما برع في توثيق حرفاً تراثية ناثراً لمحات مضيئة من عناصر العادات والتقاليد وأجواء الحياة اليومية، متناولاً حياة البحر ومهن الأوليين ومصادر الرزق والحياة. رحلة لونية بين تراثين وأكد زائرون محليون بأن المعرض يشكل مساحة بصرية وتأملية فسيحة ينطلق منها المتلقي من خيال الفنان الذي نجح في محاورة الماضي ومحاكاة الحاضر بأناقة تشكيلية تبعث على الفرح والحنين والافتقاد لنكهة البساطة وبهجة العيش القديم نابشاً في منجم الماضي العريق، ومنطلقاً من معالم الحاضر، لعقد مقارنة بين الأصالة والمعاصرة والتنقيب عن جواهر التشابه بين الثقافتين السعودية والإماراتية، وقد استطاع المبرزي توظيف اللون في توثيق جمالية المكان كروح وكقيمة تراثية شاهدة على حضارة الإنسان، مستعرضاً في رحلة تطوافه الجميل إلى معالم ومبان وصروح إماراتية لا تزال جذورها تنبض في عمق التاريخ من بينها أبراج قصر الحصن، وهو حصن قديم في مدينة أبوظبي، إلى جانب أحياء تراثية قديمة من دبي وحصن المعلا في أم القيوين وسكة قديمة في إحدى حارات إمارة الشارقة وقصر المويجعي، وهو مبنى تاريخي يقع في مدينة العين وقلعة الجاهلي في العين وقلعة الحصن في عجمان وقلعة الرمس في رأس الخيمة وقلعة المربعة في أبوظبي وقلعة الشيخ سلطان في العين وقلعة مربعة الشندقة في دبي، وحصون تاريخية في إمارة الشارقة. الصقارة والبحارة في لوحته «الباب التراثي» تناول خصوصية النقوش التراثية، وبالانتقال إلى لوحة البحارة التي تجسد مهنة الصيد وصناعة المراكب الشراعية، وتوقفنا عند لوحته «التلواح» التي تبرز حرفة تدريب الصقور، وهي رياضة عربية أصيلة. وفي لوحة أسماها «أمومة» جسد فيها أسلوب العناية ورعاية الطفل بأدوات قديمة وزيّ تقليدي جميل. وحملت لوحة «طفولة الماضي» تعبيرات تبعث على البهجة لطفلة متأنقة بزيها الشعبي، وتعلو وجهها ابتسامة بيضاء، كما لو أنها حتفي بالأمل وتنشر التفاؤل بحب الحياة. بيئة غنية بالقيم والتقاليد وقال عبد العزيز المبرزي، وهو فنان تشكيلي مختص بالتراث وتوثيقه، بأن الهدف الرئيس من المعرض توثيق الحرف الشعبية والمواقع التراثية في المملكة العربية السعودية والإمارات، مشيراً بأن المكان يمثل بيئة خصبة وملهمة لتناول مفردات الماضي بأسلوب تشكيلي ونفحة جمالية يسعى من خلالها إلى الاحتفاء بالتراثين السعودي والإماراتي، وإحياء بعض الموروثات المكانية والمعالم التاريخية والحرف القديمة في وجدان الأجيال المقبلة من البلدين الذين تجمعهما أواصر الود والنسب وصلة القربى، وينتميان إلى بيئة عريقة واحدة تنبض بالقيم والأصالة والتقاليد المتجذرة في حياة الأولين. وقالت مريم علي ثاني منسقة المعرض، إن المعرض يضم 8 لوحات تمثل التراث السعودي تتناول معالم ووجوه وملامح بناء تراثي، وحرفاً قديمة، وفي الجهة المقابلة 8 لوحات تجسد معالم تاريخية مهمة مستوحاة من مكنونات 7 إمارات تتنوع بين حصون وقلاع ويوميات وعادات وأسلوب حياة الأجداد. مشيرة بأن الهدف من المعرض هو إلقاء الضوء إلى أهمية العلاقة ببن البلدين، والتي تضرب في جذور العمق التاريخي، فلم تكون وليدة اللحظة، حيث تربطها قواسم ثقافية وتراثية وحياتية مشتركة. المعمار التاريخي للبلدين التقط الفنان المبرزي، معالم وشواهد تراثية من السعودية مثل باب مكة، وهو من البوابات التاريخية في مدينة جدة القديمة، وبوابة دخنة في مدينة الرياض القديمة، وبيوت المنطقة الجنوبية، كما تستعرض نفحات من عناصر العمارة السعودية والإماراتية ومعمارها التاريخي، وسلط الضوء على البحارة في المدن الساحلية ومهنة صيد السمك، وصناعة المراكب الشراعية، والزي الشعبي القديم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©