عواصم (وكالات)
استمرت معارك ضارية في ريف إدلب الجنوبي أمس، بين قوات جيش النظام السوري ومسلحي «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها من أجل السيطرة على مطار أبو الضهور الاستراتيجي، الذي دخلته قوات النظام، فيما شن مسلحو «جبهة النصرة» هجوماً مضاداً في نفس المنطقة بهدف استعادة المواقع التي خسروها في الأسابيع الأخيرة ومنع الجيش من تحرير المطار بالكامل.
وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن مواجهات عنيفة وقعت أمس، في داخل حرم المطار، بين جيش النظام وحلفائه من جهة، ومسلحي «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري، و«الحزب الإسلامي التركستاني» والفصائل المتحالفة معهما من جهة أخرى.
وأشار النشطاء إلى أن القوات الحكومية استطاعت السيطرة على الأجزاء الجنوبية من أرض المطار، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تستمر في منطقة «تل سلمو» ومحيط المطار، وسط عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثف.
وذكر أن 35 عسكرياً قتلوا جراء الاشتباكات، وتمكن المسلحون من أسر 14 آخرين، دون الكشف عن حصيلة خسائر «هيئة تحرير الشام» وحلفائها.
وبعد ساعات من دخول الجيش السوري حرم المطار، شن مسلحو «النصرة» هجوماً معاكساً في ريف إدلب الجنوبي بهدف استعادة المواقع التي خسروها في الأسابيع الأخيرة ومنع الجيش من تحرير المطار بالكامل. وأفادت خلية «الإعلام الحربي المركزي» الموالية للنظام بأن الجيش السوري وحلفاءه يصدون الهجوم العنيف الذي شنه المسلحون انطلاقا من مواقعهم في «تل أغبر وتل سكيك باتجاه نقاطهم في محيط عطشان وتل مرق والخوين»، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتطرفين.
وكانت قوات النظام تمكنت خلال الساعات الماضية من دخول حرم أبو الضهور العسكري ومحيطه.
من جانبهم، أعلن النشطاء المعارضون أن المسلحين تمكنوا من استعادة السيطرة على قرى «الخوين وعطشان وأم الخلاخيل والزرزور وتل مرق ومزارع الحسين ومزارع النداف»، بينما يستمر هجومهم في منطقتي الحمدانية والسلومية والجدوعية، مع قصف مكثف يطال قرية «أم حارتين» في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وأكد النشطاء وقوع خسائر بشرية من الطرفين جراء الاشتباكات، بما في ذلك 16 مسلحاً بينهم قياديان، كما أسر أكثر من 17 عسكرياً في الجيش السوري لدى المتطرفين. وأفادت مصادر موالية للنظام مقتل أحد المسؤولين العسكريين في «جيش النصرة» التابع لـ «هيئة تحرير الشام» المدعو «قسورة الغابي» بنيران الجيش السوري على جبهة مطار أبو الضهور.
في غضون ذلك، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي عبر وسائله الدعائية، عن مقتل 3 جنود في الجيش السوري وأسر 5 آخرين على أيدي مسلحي التنظيم قرب مطار أبو الضهور. ونشر التنظيم مقطع فيديو يظهر الجنود الأسرى وهم يؤكدون أنهم في قبضة «داعش». وكان مصدر عسكري معارض أكد أن طائرة حربية تابعة لجيش النظام، تم إصابتها بالمضادات الأرضية قرب بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي أمس، واشتعلت النيران بالطائرة التي تابعت تحليقها باتجاه مطار حماة العسكري.
من جانبه أكد مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية تعرض القوات لهجوم كبير على عدة محاور في ريفي إدلب وحماة. وقال إن «القوات الحكومية تصدت لأكثر من هجوم على محور بلدتي عطشان الخوين بريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لريف حماة الشمالي الشرقي». وأكد مقتل أكثر من 50 عنصراً من المعارضة بينهم قياديون.
روسيا: متفجرات الـ«درون» التي هاجمتنا من خارج سوريا
موسكو (وكالات)
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها أمس، إنها تحقق لمعرفة أي دولة أنتجت متفجرات استخدمت في هجمات بطائرات دون طيار «درون» في الآونة الأخيرة على قواعد روسية في سوريا. ونقلت الوكالة عن الميجور جنرال الكسندر نوفيكوف قوله إن «المواد المتفجرة محور المسألة أنتجت في عدة دول تشمل أوكرانيا». وكشفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أمس، عن نتائج تحليل الطائرات من دون طيار التي استخدمها المسلحون لمهاجمة قاعدة حميميم الروسية في سوريا، موضحة أنه «تستحيل صناعة طائرات من دون طيار من هذا النوع محليا».
وقالت بأن «تجميع واستخدام هذه الطائرات يتطلب تدريبا خاصا وخبرة في هذا المجال، وإن المادة المتفجرة التي استخدمت في الطائرات من دون طيار هي رباعي نترات خماسي إيريثريتول»، مؤكدة أن «المادة المتفجرة المستخدمة في الدرونات ليست محلية الإنتاج، وتنتجها عدة دول، بينها أوكرانيا».
وأفادت أيضا بأن الطائرات التي هاجمت حميميم حملت عبوات ناسفة محلية الصنع تزن نحو 400 جرام وتحتوي على كرات معدنية، وأن الإحداثيات التي تضمنتها برامج التحكم للطائرات التي هاجمت المواقع الروسية، تزيد دقة على تلك التي يمكن الحصول عليها من مصادر مفتوحة. وأضافت أن الطائرات التي هاجمت حميميم وطرطوس أطلقت من مكان واحد.
عدد اليوم
