الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استمرار مسيرة شح إنتاج الذرة عالمياً رغم النمو الأميركي

17 مارس 2012
بينما هدأت حدة مخاوف وقوع أزمة في المواد الغذائية، لا تزال أسواق بعض السلع الغذائية كالذرة والصويا تواجه شحاً واضحاً. وبما أن الذرة تواجه أكبر عقبات الإنتاج في الوقت الحالي، ربما يحدد ذلك مسار الحبوب الرئيسية الأخرى. ومن المتوقع تراجع حصاد المحصول الأميركي والمخزون العالمي خلال خريف هذه السنة كجزء من الاستهلاك لأدنى المستويات منذ 1974، وذلك حسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية. وتعتبر أميركا أكبر دولة في العالم من حيث تصدير محاصيل مثل الذرة والقطن والقمح، بينما منافستها البرازيل الأكبر لتصدير الصويا. ويقول أيد ألان، من قسم البحوث الاقتصادية في “وزارة الزراعة الأميركية”، “لم يحقق مخزون الذرة العالمي أي انتعاش يذكر ما أسفر عن تقلص واضح في الأسواق العالمية للسلعة”. وتتوقع الحكومة الأميركية أن يقوم المزارعون بزراعة نحو 94 مليون فدان (37,6 مليون هكتار) من الذرة خلال العام الحالي، وهي أكبر مساحة منذ الحرب العالمية الثانية. وفي حقيقة الأمر، ربما يرتفع إنتاج الذرة العالمي ليحقق أرقاماً قياسية من واقع 36,6 مليون طن في العام الماضي، إلى 864 مليون طن في الوقت الحالي. كما أن من المنتظر أن تعوض وفرة الإنتاج في أوكرانيا، شح المحصول في الأرجنتين التي تمثل ثاني أكبر دولة لتصديره في العالم. ومع ذلك، لا تعني كثافة الزراعة زيادة الإنتاج، وعلى سبيل المثال أثر المناخ الرطب في الربيع الماضي على بعض النباتات، بينما دمرت حرارة الصيف الشجيرات الصغيرة. وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية هذا الموسم عودة متوسط إنتاج الذرة إلى حالة الارتفاع التي استمر عليها لفترة من الزمن في أعقاب سنتين متتاليتين من التراجع. كما أن سنة ثالثة من التراجع، واقعة نادرة الحدوث. لكن وحسب توقعات الاقتصاديين في “جامعة إلينوي”، من الممكن أن يتراجع حجم الإنتاج بنحو 40% مقارنة مع أي موسم آخر من المواسم السابقة. وتشير الاحتمالات إلى إنتاج فوق العادة لمحصول الذرة هذا العام، حيث يعتمد متوسط الإنتاج على ما تسفر عنه عملية الزراعة والنمو خلال الموسم الحالي. وبعد سنتين من التقلبات الشديدة للمحصول وبعد أن حقق رقماً قياسياً بنحو 7,99 دولار لثلاثة أرباع البوشل خلال يونيو الماضي وسط مخاوف تكرار أزمة 2007- 2008 للمواد الغذائية، تراوح سعر تداول القمح في نطاق دولار واحد منذ سبتمبر الماضي. ومن المؤكد أن ما يحدث في سوق الذرة يؤثر على أسعار السلع الأخرى خاصة الصويا، التي تُعد وباستخدامها علفاً للحيوانات ولاستخراج الزيت النباتي والديزل الحيوي، البديل الرئيس للذرة في المزارع الأميركية. ويساوي سعر الصويا عند 13 دولارا للبوشل، ضعف سعر الذرة، إلا أن ذلك لا يشكل إغراء كافياً لتحول المزارعين إليها. وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية إبقاء المزارعين الأميركيين على المساحة المزروعة من الصويا عند 75 مليون فدان. وأرغم الطقس الجاف في أميركا الجنوبية أكبر منطقة لإنتاج الصويا، المحللين على خفض تقديرات المحصول. ونتيجة لذلك، تتوقع الوزارة تراجع الناتج العالمي للمحصول بنحو 12,7 مليون طن إلى 251,5 مليون طن. ويقول بيل كوردينجلي، مدير قسم بحوث تجارة المواد الغذائية لأميركا الشمالية والجنوبية في بنك “رابو بنك”، “يبدو أن الذرة تتوسع في هذه المرحلة على حساب الصويا، ويعني ذلك أن حدوث أي اضطراب فيها من الممكن أن يقود إلى ارتفاع أسعار الصويا”. وفي غضون ذلك، برز القمح كواحد من العوامل التي يمكن أن تساعد على وقف ارتفاع أسعار السلع الزراعية الأخرى، حيث ارتفع مخزونه العالمي بأكثر من النصف من المستويات المتدنية التي كان عليها قبل سنوات قليلة. وكاد سعر القمح قليل الجودة يتساوى مع سعر الذرة في شيكاجو في ظل استخدام كلا المحصولين كعلف للحيوانات. وتتوقع وزارة الزراعة أن يحقق القمح أرقاماً قياسية في إنتاج العام الحالي. وعلى صعيد الطلب، يشكل ارتفاع عدد السكان حول العالم وزيادة الثروة في الدول الناشئة، دعماً قوياً للأسعار على المدى الطويل. ومع ارتفاع أسعار النفط، ربما تكسب الذرة المزيد من الدعم من خلال انتعاش استخدامات الإيثانول المستخرج منها كبديل للنفط. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©