إسرائيل تعلن استعدادها لـ«مبادرة مؤقتة» بشأن الاستيطان

أعلنت إسرائيل أمس، تحت ضغط واشنطن، أنها مستعدة لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة «مؤقتا» عبر وقف طلبات استدراج العروض لبناء وحدات سكنية حتى بداية 2010 إلا أن ذلك لن يمنع مواصلة المشاريع الخاصة.ووصفت السلطة الفلسطينية الاعلان الاسرائيلي بأنه مناورة للتمويه. ويشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس التجميد الكامل للنشاط الاستيطاني لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل التي توقفت في ديسمبر الماضي. لكن إسرائيل تأمل في إقناع الولايات المتحدة، بقبول استمرار مشاريع البناء القائمة لتلبية حاجة «النمو السكاني» في المستوطنات، التي تريد الحكومة الاسرائيلية الاحتفاظ بها في إطار أي اتفاق سلام في المستقبل مع الفلسطينيين. وتحاول واشنطن إقناع الدول العربية باتخاذ خطوات مبدئية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاق تسوية. وينوي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمديد تعليق استدراج العروض المستمر منذ اشهر، ويشمل القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل في يونيو 1967 كما أعلن مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى،بينما تطالب واشنطن، اسرائيل بتجميد تام للاستيطان من اجل استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين دون ان تلقى هذه المطالبة استجابة. ويأتي هذا الإعلان قبل أسبوع من اللقاء المرتقب في لندن بين نتنياهو والمبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل ، والذي يهدف الى التوصل الى تجميد للنشاطات الاستيطانية. الا ان السلطة الفلسطينية اعتبرت هذه الخطوة مناورة تهدف الى تمويه متابعة الاستيطان من قبل أطراف خاصة وبلديات (بتمويل من الدولة). وقال صائب عريقات, كبير المفاوضين الفلسطينيين, لوكالة «فرانس برس» انه «على اسرائيل وقف أنشطتها الاستيطانية كلها من دون استثناء. كل ما تفعله مناورات, لقد بتنا معتادين على هذا النوع من الخداع». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ، ان حديث الحكومة الاسرائيلية عن وقف مؤقت للاستيطان غير كاف. وقال لوكالة «فرانس برس» ان «هذه التصريحات غير كافية ونريد التزاما اسرائيليا واضحا بوقف البناء الذي يتم الان، ووقف بناء أي عطاءات بناء تمت». وفي المقابل رفض الجناح الاكثر تشددا في حكومة نتنياهو، قرار وقف طلبات استدراج العروض. وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون من حزب اليمين المتطرف «اسرائيل بيتنا» الذي يترأسه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان :»امل ان تكون هذه شائعة لا اساس لها لان هذا القرار غير مقبول». ويدين ممثلو المستوطنين منذ أشهر ، وقف الانشطة الاستطانية بقرار من حكومة ساهموا في ايصالها الى السلطة. وكان نتنياهو قد اتفق مع وزير الدفاع ايهود باراك ووزير الاسكان اريل اتياس، على إبلاغ الولايات المتحدة بان اسرائيل جاهزة لتخطو هذه الخطوة, كما أوضح مسؤولون في الوزارتين. ويفترض بالحكومة ان توافق على هذا القرار الذي من شأنه ان يمدد وقف استدراج الطلبات لوزارة الاسكان المستمر منذ تسعة أشهر, ولكن هذا لا ينطبق على مشاريع البناء الخاصة. وقال مسؤول رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه :»ليس هناك من سبب من وجهة نظرنا، يستحق خلق توتر بالعلاقات مع الولايات المتحدة, ونحن جاهزون للقيام بهذه الخطوة». وقال مسؤول اخر «منذ تولي حكومة نتانياهو مهامها لم تطلق وزارة الاسكان اي استدراج للطلبات». وعلى سبيل المقارنة, كانت اسرائيل قد اطلقت 417 طلب بناء في مستوطنات في الضفة الغربية و171 في القدس في 2008 مسجلة تعزيزا في النشاط الاستيطاني