لوحات إياد العميد منقوشة بالذهب

''لأنها كلمات ذهبية بل وأغلى من الذهب، فإن أقل تقدير لها أن تطبع بالذهب''· هذا ما يقوله الفنان إياد العميدي وهو يطبع الآيات القرآنية على ورق خاص تمهيداً لتحويلها إلى لوحات فنية تزين المنزل· ويبدو أن ولادة إياد ونشأته في أسرة فنية، غرست في قلبه حب الرسم والتشكيل الذي تخصص فيه وحصل على ''ماجستير'' في الفن الإسلامي القديم، لكنه لم يحتفظ بهذا الشغف لنفسه، كما يقول، بل ''أحببت أن يشاركني الذواقة من الناس اكتشاف خبايا الفن الإسلامي ووهجه وتألقه''· إلى تركيا أخذته رحلة البحث والمعرفة ليزور المتحف الإسلامي، ومشاهدة صفوة إبداعات المسلمين الفنية وأجمل ما قدموا للعالم من تشكيل· وهناك، يضيف إياد، ''رأيت الناس يتهافتون على اقتناء نماذج الإبداع الإسلامي المميز، ويجاهدون ليحصلوا على أفضل ما يمكن الحصول عليه من لوحات''· التذهيب في تركيا يزدهر فن التذهيب، أي كتابة الآيات القرآنية والحكم وبعض الأبيات الشعرية بماء الذهب· وهو فن إسلامي يرتبط بوجه عام بفن الكتابة والخط العربي الجميل، حيث كان يتم تحرير الكتب في القرون الوسطى بخط اليد، بينما تزين الحواشي بطريقة التذهيب لا سيما الكتب القيّمة في تاريخ الحضارة الإسلامية· أما أسرار التذهيب فيعرفها إياد وأمثاله من الفنانين حيث ''يستخدمون قماشاً من نوع خاص وعجينة خاصة وورق ذهب عيار 18 ليسهل تشكيله، بالإضافة إلى بعض الإكسسوارات والحلي القديمة''· أما الكيفية التي يتم بها العمل فيصفها إياد قائلا: ''أقوم بداية برسم الشكل المطلوب على ورقة، ثم أضعه فوق لوح خاص، وأبدأ بعمل ثقوب بالإبرة فوق مسار الشكل، بعدها نأخذ الشكل المثقب ليوضع فوق الأرضية المراد تذهيبها، ويتم ملء الثقوب بمادة صمغية ترابية، وبعد رفع الورقة المثقبة من فوق الأرضية (اللوح أو الورقة أو غيرهما) يظهر الشكل المطلوب واضحا فيتم ملء خطوط الشكل والنقط بماء الذهب''· وبالطبع، هناك أسلوب خاص في الرسم والتلوين يتبعه إياد لكي تبدو اللوحات وكأنها معتقة وقديمة· صلة روحية ينظر إياد إلى ما يقوم به باعتباره ''عملاً فنياً وإن بدا أنه قريب من الديكور''· ويرى أن ''اللوحة الفنية أو الصورة بشكل عام تكمل الديكور وتنطق الجدران الصامتة، لكن اللوحة الفنية المرسومة وفق الطراز الإسلامي تختلف عن غيرها من اللوحات في أنها تمارس دوراً آخر إلى جانب الدور الجمالي أو التزييني، هو إشاعة الطمأنينة والهدوء في قلوب سكان المنزل لأنها خالية من الصور وتحمل الآيات القرآنية والكلمات والعبارات المليئة بالحكمة والمعاني الجميلة والأبعاد الروحية والإيمانية· وهناك من يأخذها لجلب الرزق والبركة والأمان، وهي بهذا المعنى غذاء روحي للإنسان المسلم، وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعل هذا النوع من الأعمال الفنية يستأثر بقلوب الناس واهتمامهم أيضا''·