الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيبي أو» يخاطب حواس الصغار بالموسيقى والأصوات

«بيبي أو» يخاطب حواس الصغار بالموسيقى والأصوات
17 مارس 2012
علي العزير (أبوظبي) - في سياق مبادرة «صناديق الموسيقى» التابعة لمهرجان أبوظبي، وضمن إطار الشراكة الثقافية والاستراتيجية القائمة بين المهرجان وبين مهرجان مانشستر، تولت فرقة أوبرا الأسكتلندية أمس الأول تقديم عرض «بيبي أو» الخاص بالأطفال الرضع من سن 6 أشهر وحتى سنتين في إحدى حضانات أبوظبي. ويعتبر العرض تجربة موسيقية فريدة من نوعها قامت بتأليفها راشيل دروري مستخدمة الأصوات والمفردات المستوحاة من عوالم الطبيعة، والتي يمكن أن يستوعبها الأطفال للإسهام في تحفيز حواسهم الإدراكية. وحظي العرض بالكثير من اهتمام النقاد والموسيقيين، كونه تجربة جديدة تأخذ الآباء والأمهات والأطفال إلى عالم سحري، في أداء جاذب يستخدم أصوات النحل، والبط. وليمة فكاهية منذ اللحظات الأولى بدا الأطفال، بالرغم من صغر أعمارهم، مأخوذين بما يجري حولهم، يتابعون باهتمام حركات كل من فرنس موريسون، فيليب كولت، وليز كريستنين، بينما هم يعرضون عليهم مجسمات للنحل والبط والأسماك، ثم يقومون بتقليد أصواتها وحركاتها، لعل الضيوف الصغار قد أدركوا جيداً أن هذه الوليمة الفكاهية قد أعدت لأجلهم، وأن آداب الضيافة تقتضي منهم الإنصات والتفاعل. وتفاوتت درجة الإصغاء التي أبداها كل منهم، البعض انخرط في العملية منذ اللحظة الأولى، وآخرون أخذوا وقتهم ليفعلوا، هؤلاء تأخروا في إعلان ترحيبهم بما يشاهدونه سواء عبر الابتسامة أو التصفيق، ربما كانوا يرغبون في التأكد من كون اللاعبين الثلاثة يستحقون مباركتهم. ولم يكد المؤدون يستغرقون في تقديم فقراتهم المتتالية، ناقلين اهتمام الجمهور الصغير من مكان إلى آخر، حتى كان الفرح النقي قد سيطر على العيون البريئة كلها، متجاوراً مع الحماسة. وبينما يشارف العرض على ختامه كان الضيوف الصغار قد تخلصوا من كل تحفظاتهم حياله، وصارت الجهود منصبة على منعهم من اختراق المساحة المخصصة للاعبين الثلاثة، حيث بذلت الأمهات مساعي حثيثة لمنع الصغار من الوصول إلى المسرح غير عابئين بنتائجه. إلى ذلك، توضح فرنس موريسون، إحدى المشاركات في تقديم العروض، إنها المرة الأولى التي تقدم فرقتها هذا العرض في الإمارات، مشيرة إلى أنه سبق له أن قدم في مهرجان وينشستر. وتقول موريسون إن العرض يحتمل طبيعتين: تلقينية وترفيهية، حيث يتفاعل الطفل معه مبدئياً بهدف التواصل، لكنه سرعان ما يبدأ بإقامة الصلات العقلية، خاصة أن التدرج في العرض يقوم على إشراك حواس متعددة لدى المتلقي: البصر، السمع، واللمس أيضاً، مما يؤول بالضرورة نحو استنتاجات عقلية الطابع. جذب الاهتمام تقول موريسون «خضع العرض قبل إنجازه لسلسلة من الاختبارات والتجارب، وقد جرى تعديل بعض نقاطه انسجاماً مع تفاعل الأطفال، حتى أمكن الوصول إلى الحالة النهائية، وهي التي تستطيع جذب اهتمام الأطفال من نوعيات مختلفة، بمن فيهم المتطلبون الذين لا يسهل الفوز بلفت أنظارهم وإثارة اهتمامهم». وتؤكد أنه بالرغم من صغر سن الشريحة المستهدفة، ومن كون بعض أعضائها لم يتعلموا النطق بعد، فإن إمكانية التواصل اللغوي تبقى متاحة، بحيث يمكن لتكرار اسم النحلة، أو البطة، أو السمكة، مثلاً، متزامناً مع تقليد حركاتها، وأصواتها، أن يعطيهم فكرة عن نوعية الاستهداف. وتشدد موريسون في الوقت نفسه على أن للعرض فائدته النفسية حيث يقدم جرعة ترفيهية مميزة، لافتة إلى أن التجارب دلت أن الأطفال الذين حضروا هذا العرض مرة، كانوا أشد إقبالاً عليه في المرة التالية، ما يعني خروجهم بانطباع إيجابي عنه. بدورها، تؤكد ندى واصف، وهي أم لطفل في الشهر الثامن عشر، أنها فوجئت بمقدار الانسجام الذي أبداه ابنها حيال العرض، حيث لم تكن تتوقع أن يكون بهذه الطواعية، خصوصاً أنه لم يسبق له أن فعل ذلك طيلة هذه المدة. وتعرب واصف عن استعدادها للمشاركة مع ابنها بأنشطة مماثلة، بعدما لمست مقدار القبول الذي أبداه الصغير حيال الموقف، مستنتجة من خلال ذلك إلى وجود خبرات وتجارب مدروسة، تكمن في هذا العرض الذي يبدو ترفيهياً للوهلة الأولى، لكنه أبعد من ذلك في الحقيقة. من جهتها، قالت هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي «هذا العرض ثمرة للتعاون المشترك في إطار الشراكات الثقافية الاستراتيجية التي عقدها مهرجان أبوظبي في مجالات الفن والموسيقى والإبداع مع مؤسسات فنية وعالمية كبرى مثل مهرجان مانشستر الدولي والأوبرا الأسكتلندية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©