الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء الضيوف: الإسلام دين عمل وإنجازات حضارية

العلماء الضيوف: الإسلام دين عمل وإنجازات حضارية
19 يونيو 2016 00:46
أبوظبي(الاتحاد) أكد العلماء الضيوف أن الإسلام ليس مجرد عبادة لسانية نرددها مئات المرات، وليست العبادة اتكالا على هذه التسبيحات أو الدعوات فقط فالإسلام دين عمل وإنتاج وإنجازات حضارية ووطنية وإنسانية فلا يجوز أن يكتفي المسلم أو المسلمة بأسهل الأعمال وهي الأذكار اللسانية دون أن يكون قدوة في زيادة الإنتاج والعمل فالإسلام إيمان وعمل. واتسمت محاضرات أصحاب الفضيلة العلماء أمس في المساجد والمجالس والمؤسسات ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية بنسمات روحانية ندية حول موضوعين من أجمل الموضوعات التي تعنى بتزكية النفس والسمو بها في معارج الصفاء والفضيلة مع الله سبحانه وتعالى ومع الناس فقد تناول بعض العلماء ذاك الحديث عن الصحابي الذي خدم نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء له مرة بماء يتوضأ به فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ذلكم الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي، فسأله النبي فقال ما فعلت يا ربيعة؟ قال فقلت نعم يا رسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار قال فقال من أمرك بهذا يا ربيعة قال فقلت لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وان لي فيها رزقا سيأتيني فقلت اسأل رسول الله لآخرتي قال فصمت رسول الله طويلا ثم قال لي إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود) هذه رواية الإمام أحمد رحمه الله، وفي رواية أخرى عند الإمام مسلم رحمه الله (قال كنت أبيت مع رسول الله فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود).. وقد أفهمنا السادة العلماء في المساجد وهم يشرحون هذه الأحاديث النبوية عن ضرورة الاتصال الدائم بين العبد وربه بالدعاء فالدعاء كما ورد في حديث شريف هو العبادة وما أحوج كل مخلوق لعطاء الخالق سبحانه وتعالى ومدده فقد قال تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فكل مخلوق فقير إلى الله في صحته وصحة عياله وفي رزقهم وفي الفتح عليهم بالمعرفة والعلوم وفي التوفيق بالعمل الصالح وفي الستر والعفاف وسمعة الإنسان في شرفه وعرضه ولذلك عرف الصحابي ربيعة بن كعب ماذا يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال العلماء شهر رمضان شهر كل دقائقه مباركة لاستجابة الدعاء سواء عند الإفطار أو في الليل أو في النهار وخاصة في السحر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «تسحروا فإن في السحور بركة» وما ذلك إلا لاغتنام تجليات الله سبحانه وتعالى على عباده في الثلث الأخير من الليل. فيما تناول بعض العلماء الآخرين فضيلة الاستغفار أخذا من قوله سبحانه وتعالى في صفات المؤمنين (وبالأسحار هم يستغفرون..) ولقد يصاب كل إنسان بشيء من الهم والغم فلا يزيل ذلك إلى اللجوء إلى الله وكثرة الاستغفار حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا على هذا السبيل يوم قال «إنه ليغان على قلبي وإني لاستغفر الله في اليوم سبعين مرة، وفي رواية مائة مرة» وقد نبه السادة العلماء إلى أن الإسلام ليس مجرد عبادة لسانية نرددها مئات المرات، وليست العبادة اتكالا على هذه التسبيحات أو الدعوات فقط فالإسلام دين عمل وإنتاج وإنجازات حضارية ووطنية وإنسانية فلا يجوز أن يكتفي المسلم أو المسلمة بأسهل الأعمال وهي الأذكار اللسانية دون أن يكون قدوة في زيادة الإنتاج والعمل فالإسلام إيمان وعمل. وقال العلماء هذه نفحات رمضان وهكذا نتعلم من ديننا التوازن بين القول والعمل وبين الأذكار والاستغفار والإنجازات التي تعمر الأرض وتنهض بشؤون الأوطان فرمضان وإن كان سكينة روحية ولكنه ليس سكونا وكسلا وتباطؤا في الواجبات الشخصية والأسرية والاجتماعية والوطنية. كان هذان الموضوعان في قمة السمو الروحي والتوازن العملي في آن واحد ولابد للصائمين من أن يمسكوا بطرفي هذه المعادلة. وقد أقيمت دورة فقهية موضوعها «الإفتاء والتنمية» حضرها نخبة من العلماء والمفتين وطلاب العلم في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©