الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمَّسني جدّي

22 يونيو 2008 01:38
سمعت جدي يختتم حديثه مع شقيقتي بقوله: ''ما يضيع جود مع أجاويد''، فدفعني فضولي لسؤاله -كعادتي- عن قصة المثل، فرمسني قائلاً: ''كان في البادية رجل يدعى ''البسيم''، يرتحل مع ناقته في الصحراء طلباً للرزق· وتاهت عنه ناقته فأخذ يتبع أثرها ويسأل عنها كل من يصادفه، إلى أن التقى مجموعة من البدو التجار المرتحلين، فأخبرهم بأمر الناقة، فعرضوا عليه أن يرافقهم في ترحالهم لعلهم يجدون ناقته لئلا يتنقل بمفرده فيتصيده قطاع الطرق المنتشرون في تلك البقعة من البادية· ساروا جميعاً يرافقهم البسيم ويتجاذب معهم الحديث عن مكارم البدو وجودهم، إلى أن وصلوا أرض قبيلة، فسألوا شيخها أن يبيتوا ليلتهم إلى حين يطلع عليهم الصباح· فأصرّ على استقبالهم عدة أيام، وأحسن ضيافتهم وأكرم وفادتهم· وكان في كل يوم يذبح لهم ذبيحة، ويأخذهم في جولة خارج المضارب إلى عين ماء، فسُرّ البسيم وابتهج وسلا عن أمر ناقته وفوّض أمره إلى الله تعالى بتسليم ونفس طيبة· وبينما هم يودعون الشيخ الكريم، لمح ناقته مع رجل، فتركهم وتوجه إليه قائلاً: هذي ناقتي التائهة· أنكر الرجل وادعى أنها من حلال أبيه شيخ القبيلة، فصمت ولم يقل شيئاً· وتقدم من الشيخ وشكره على كرمه وجوده، ومضى مع صحبه خارج القبيلة من دون أن يخبرهم بقصة ناقته وسارقها· وما كادوا يبتعدون عن المضارب حتى فوجئوا بالشيخ وبعض رجاله على خيولهم وبصحبتهم ناقتان· تقدم الشيخ وسأل البسيم: أي الناقتين حلالك؟ فأجابه: ولا واحدة منهما· فقال له الشيخ: للتو اعترف أحد رجال القبيلة أنه وجد الناقة تائهة، وعرفنا من وسمها أنها ملكك لأنه وسم سيفك! لماذا لم تصرخ وتنادي أنه سارق ناقتك؟ فقال البسيم: ''لأن ما يضيع جود''، فأكمل الشيخ: ''مع أجاويد من أمثالك''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©