ذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أمس أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أبلغت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضها تنفيذ أوامر هدم البؤرتين الاستيطانيتين «جفعات هيوفيل» و«حرشا» في الضفة الغربية، بدعوى أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم ترخيصهما إذا تبيّن أنهما أُقيمتا على أرض عامة خاضعة للاحتلال.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً أن هناك نية لترخيص البؤر الاستيطانية العشوائية الواقعة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة عام 1967.
وأوضحت الصحيفة ذاتها أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت المحكمة رسمياً أمس أنها تدرس الإجراءات لترخيص المباني في البؤرتين، وفي حال تبين أنها شيدت على أرض فلسطينية بملكية خاصة، فإنها ستنفذ أوامر الهدم وفقاً لسلم الأولويات، أي من دون تحديد موعد لذلك. أما إذا كانت على أرض عامة فسيتم ترخيصها.
وسارع قادة اليهود المتشددون والمستوطنون إلى تهئنة الحكومة على ردها واعتزامها ترخيص تلك المباني. وقال النائبان المتشددان في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» زيئيف الكين وأرييه الداد: “نحن نبارك لرئيس الحكومة وللحكومة على التغيير المثير بشأن ترخيص البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) كما هو متبع في أرجاء البلاد كافة”.
وقال زميلهما من «حزب الليكود» الحاكم داني دانون”إن رئيس الوزراء اختار الطريق الصواب، طريق الليكود”. واعتبرت ما تسمى «منظمة حقوق الإنسان في يهودا والسامرة» موقف الحكومة “خطوة صحيحة لمساواة الإسرائيليين سكان يهودا والسامرة ببقية مواطني اسرائيل”.
في المقابل، أكد وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن أبو لبدة عزم السلطة الوطنية الفلسطينية على إخلاء الأسواق الفلسطينية من منتجات المستوطنات اليهودية نهائياً بنهاية العام الحالي 2010. وقال في تصريح بثته وكالة الأنباء الفلسطينية “إن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية تهدد حل الدولتين والعلاقات السياسية والاقتصادية بين إسرائيل وفلسطين على المدى الحالي والمستقبلي”. وأضاف أنه لا يجوز أن يكون الموقف الفلسطيني أقل من الموقف الدولي في هذه القضية، مستشهداً بأن هناك عملا دؤوبا في أوروبا لمنع تسويق منتجات المستوطنات بصفتها منتجات إسرائيلية.
إلى ذلك، بدأت مؤخراً حملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لمقاطعة منتجات مستوطنات الضفة الغربية. وقال رئيس اللجنة الشعبية في بلدة كفر كنا قضاء الناصرة منصور دهامشة لوكالة «فراس برس» أمس “اطلقنا حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات تنظمها لجان شعبية وجمعيات انبثقت من الجمهور، أي من القاعدة، الى الهيئات العليا”. واضاف “شكلنا يوم الخميس هيئة عليا لتنفيذ حملة المقاطعة مكونة من جميع اللجان الشعبية وممثلة فيها جميع الاحزاب والتجمعات السياسية العربية في إسرائيل”. وتابع “هناك نحو 600 منتج من المستوطنات يتداولها العرب في اسرائيل وشراؤها دعم وتقوية للمستوطنات”.
وقال دهامشة “لقد أجرينا مسحاً ميدانياً شاملاً بالتعاون مع منظمة جوش شالوم (معسكر السلام) الإسرائيلية عن المنشآت في المستوطنات، شمل الاسم والموقع وفي أي مستوطنة وما هو منتوجها وسنعممه على الجمهور”. واضاف “سنتعاون مع التجار الكبار وسنقترح عليهم بدائل والهدف من المقاطعة هو إنهاء الاحتلال واعادة الارض المسلوبة الى اصحابها الحقيقيين واقامة الدولة الفلسطينية، بجانب دولة اسرائيل”.
عدد اليوم
