السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

132 فناناً سورياً يعرضون «الإسمنت في التشكيل»

132 فناناً سورياً يعرضون «الإسمنت في التشكيل»
19 أغسطس 2009 00:01
وقف جمهور اللاذقية مندهشاً أمام معرض فني تشكلت جميع لوحاته من الإسمنت، وتوزعت انطباعات الجمهور ما بين الدهشة والاستغراب والإعجاب بهذه التجربة التي شارك فيها132 فناناً وفنانة من خريجي كلية الفنون الجميلة. وفي المعرض الذي حمل عنوان « الإسمنت في التشكيل» عبر الفنانون من خلاله عن مشاعرهم إزاء الإسمنت في لوحات فنية تم تشكيلها من هذه المادة التي تعود الجمهور أن يراها في البناء والعمارات، ونادراً ما شاهدها تستخدم في أعمال فنية. وكان هذا المعرض الغريب قد افتتح بالمركز الثقافي الفرنسي بدمشق، قبل أن ينتقل إلى اللاذقية بمناسبة مهرجان المحبة الصيفي، وقد اتخذ الفنانون من حي ساروجة الدمشقي العريق مكاناً لتنفيذ وعرض أعمالهم، في إطار محترف (شغل وفن). وقال المشرف على المحترف مهند ديب «إن الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية أعطوا الفرصة لمادة الإسمنت الباردة والباهتة كي تتكلم بلغة الفن وتعبّر عن مشاعرهم ومكنوناتهم، وأن يرسلوا عبرها الرسائل التي يودون توجيهها للمتفرج» وأضاف « أن مادة الإسمنت تحكم جوانب عديدة من حياتنا ببشاعتها وبرودتها وشكلها المصطنع، فهي رمادية باردة مقيتة، وقد امتدت لتشمل قرانا وحقولنا، وكأنها تشوه كل جمال بصري وصل إليه الإنسان. وقد جاء المعرض ليعبر بالفن عن الموقف من هذه المادة». عرضت مبادرة محترف (شغل وفن) 132 لوحة إسمنتية مربعة بقياسين متقاربين، ومنفذة بطريقة التشكيل المباشر فوق شبكة من الأسلاك وضمن إطار خشبي، بعد أن احتفظ كل فنان بحقه باستخدام ما يشاء من المواد والخامات مع الإسمنت، وحريته في إضافة اللون إلى العجينة الإسمنتية، أو إضافته إليها بطريقة الطلاء. وأثنى النقاد الفنيون السوريون على هذه المبادرة واعتبروا أنها أضفت الحيوية على الحركة التشكيلية السورية، إلا أن الناقد الفني الدكتور محمود شاهين يتحفظ على غاية معرض «الإسمنت في التشكيل». ويقول « إن الإسمنت ليس بهذه البشاعة أو السوء أو عدم النبل الذي يعبر عنها المعرض، ويصرح بها الفنان مهند ديب، لأن العلة ليست في الإسمنت، بل في طرائق استخدامه. إذ يمكن تحويل لون هذه المادة إلى لون زاخر بالحياة، وإلى كتل جميلة مريحة أنيسة الوقع في عين وإحساس المتلقي». ويشير شاهين إلى أن الإسمنت استخدم ولا زال في التشكيل المعاصر. فقد نفذت به نصب تذكارية وتماثيل ولوحات جدارية غائرة ونافرة عديدة، وأوقفت تجارب عالمية ومحلية هامة جل نتاجها عليه. كما اعتمد عدد كبير من مهندسي العمارة الإسمنت مادة رئيسية لإنجازات معمارية رائعة، ويقوم اليوم عدد كبير من الفنانين والمهندسين والحرفيين، باستخدامه لتنفيذ تشكيلات فراغية توحي بالصخور ومجاري السواقي والشلالات والأقواس والقناطر.
المصدر: اللاذقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©