يدفع التراجع في أسعار ضرائب الشركات الأميركية مزيداً من المستثمرين الأوروبيين للاستثمار فيها بعد أن أسهَمَ تحسن الاقتصاد الأميركي والعالمي في بناء مستويات أعلى من الثقة.
وكان من شأن خفض الضرائب، وتحسن أسعار صرف العملات الأجنبية، أن وجهت شركة جي سي ديكو الفرنسية أنظارها إلى منافساتها في الولايات المتحدة، وظلت تسعى منذ عقد من الزمن للقيام بصفقات استحواذ.
ويقول المدير المالي للشركة ديفيد بورغ: «إن التغيير في معدلات الضرائب الأميركية سيجعل صفقات من هذا النوع أكثر جاذبيةً لنا».
وأنفقت الشركات الأوروبية 47.26 مليار دولار في الاستحواذ على شركات أميركية منذ بداية هذا العام وحتى الخامس من أبريل، وفقاً لمؤسسة ديلوجيك. ويعد هذا الرقم الأضخم بالنسبة لهذه الفترة من العام منذ 2006، وهو أكبر من مثيله للفترة نفسها من العام الماضي، والذي بلغ 37.59 مليار دولار.
أما عدد صفقات الاستحواذ الأوروبية على شركات أميركية، فتراجع وفقاً لديلوجيك، وهو ما يشير إلى أن الصفقات باتت أضخم قيمة وأقل عدداً. ففي الفترة المماثلة من العام الماضي أبرمت 172 صفقة من هذا النوع، مقارنة بـ113 صفقة فقط عن الفترة نفسها هذا العام. ومن أبرز الصفقات في هذا الصدد، شراء سانوفي الفرنسية للدواء لشركة بيوفيراتيف في يناير الماضي مقابل 11.4 مليار دولار في يناير الماضي، وإعلان أكسا الفرنسية للتأمين في مارس الماضي أنها ستستحوذ على مجموعة إكس إل جروب مقابل 15.3 مليار.
وتتمثل نقطة الإغراء الأولى للأوروبيين في تراجع معدلات ضرائب الشركات إلى 21%، بينما هناك كذلك تراجع للدولار الأميركي بما يقرب من 15% أمام اليورو منذ ديسمبر 2016.
وتعتزم شركة وارتسيلا كورب الفنلندنية لصناعة المحركات البحرية ومحطات الطاقة إنفاق مئات الملايين على صفقات الاستحواذ هذا العام. وتقول الشركة إنها: «مستعدة لإنفاق 60 مليون إلى 400 مليون يورو لكل صفقة لتعزيز حافظتها».
والشركات الأوروبية متلهفة إلى الشراء بسبب احتياطيات نقدية قوية، نتيجة لسنوات من التحفظ في الإنفاق، إضافة إلى توفر التمويل المناسب حيث لا تزال أسعار الفائدة قريبة من أدنى المستويات التاريخية.
كما تسعى شركة سميرفيت كابا، أكبر منتج للأكياس الورقية في أوروبا إلى تحقيق أهداف في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة. وكررت الشركة رغبتها في الاستحواذ على حجم أعمال في الخارج، بعد أن قامت شركة انترناشيونال بيبر التي تتخذ من تينيسي بالولايات المتحدة مقراً لها، في أواخر مارس الماضي، بتقديم عرض ثانٍ لشراء الشركة الإيرلندية، لكن سمورفيت كابا رفضت العرض.
عدد اليوم
