أبوظبي (الاتحاد) - تشهد أسواق الصحف الكبرى في الدول الغربية انتعاشا خلفته عروض بيع وشراء متواصلة، رغم كل ما يُقال عن المصاعب التي تواجه القطاع منذ بضعة سنوات. وفي هذا السياق، أبدت العديد من الشركات اهتمامها بنية مجموعة «التريبيون» الأميركية الإعلامية بيع صحفها الورقية. وأفادت عدة تقارير عن إجراء العديد من المحادثات لهذه الغاية غير أن المجموعة أوضحت، وفق مصادر قريبة منها، أنها تبحث عن مشتر واحد لجميع مطبوعاتها.
وذكرت شبكة «بلومبيرج» أن شركة تريبيون، التي خرجت من الإفلاس في نهاية العام الماضي، وتملك صحيفتي «لوس أنجلوس تايمز» و»شيكاجو تريبيون» العريقتين، وست صحف يومية أخرى، تفضل بيع جميع هذه العناوين لمستحوذ واحد «لأن عملية تحويل ملكية واحدة ستسهل الأمر على التريبيون بحيث يمكنها التركيز على أعمالها الربحية التلفزيونية التي تعد 23 محطة إلى جانب مواقعها الإخبارية المستقلة»، علماً بأن المجموعة كانت عيّنت الرئيس السابق لمحطة فوكس التلفزيونية بيتر ليجوري كرئيس تنفيذي في يناير الماضي في إطار سعيها لتعزيز مواردها التلفزيونية.
ولكن تقارير ذات صلة أشارت إلى أن المباحثات لا تزال في مراحلها المبكرة وإلى أن من بين المشترين المحتملين لكامل المجموعة الصحفية شركة «فريدوم كومينيكيشن» الناشرة لعدة صحف في كاليفورنيا واريزونا والتي ترى قيمة مُضافة في شراء كامل صحف التريبيون، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي آرون كوشنير في تصريحات صحفية، والذي تحدث أيضاً عن ضرورة أن يسبق ذلك التأكد من «استطاعتنا تحمل مسؤولية صحف المجموعة ومن أنه يمكننا إدارتها ومساعدتها على النمو خاصة، وأن شراء صحيفة هو التزام طويل المدى». وذكرت التقارير أن ثمة مشترين محتملين آخرين بينهم شركة «نيوز كورب» لكن الأخيرة تفضل كما يبدو شراء مطبوعات مفردة أكثر من شراء كامل المجموعة، وهي تهتم بشكل خاص بصحيفة «لوس أنجلوس تايمز». ومن بين المهتمين كذلك شركة «ورابورت» ناشرة صحيفة « شيكاجو صن-تايمز» المهتمة بشراء صحيفة «شيكاجو تريبيون».
كما أتت التقارير على ذكر الملياردير الأميركي وارين بوفيت، الذي أبلغ المستثمرين قبل أسبوع أنه يبحث عن شراء المزيد من الصحف مبديا اهتمامه بصحيفة «مورنينج كول»، التي توزع في بنسلفانيا وهي واحدة من أصغر صحف مجموعة التريبيون. ولكن إدارة شركة التريبيون لا تزال تأمل أن تتمكن من تحقيق مطلبها بالعثور على مشتر واحد خاصة وأنها تستند إلى جهات متخصصة بارزة على مستوى المفاوضات المالية، مثل بنك «جي بي مورجن» وشركة «افريكور بارتنرز»، اللذان عينتهما المجموعة كمستشارين ماليين منذ أن بدأت تتبلغ اهتمام جهات مختلفة بالصفقة. وكانت قيمة مجموعة صحف ومطبوعات التريبيون قُدّرت في ملف افلاسها بنحو 623 مليون دولار أي أقل بنحو 300 مليون دولار عن قيمتها المقدرة في يناير 2011. في هذا الوقت أضاف بوفيت صحيفة جديدة إلى مجموعته الصحفية التي كان بدأ استحواذها قبل سنتين حيث اشترى مؤخراً صحيفة «تولسا وورلد»، التي تعتبر أكبر ثاني صحيفة في أوكلاهوما في الولايات المتحدة، وتبيع نحو 95 ألف نسخة في بحر الأسبوع و133 ألفاً نسخة من طبعة العطلة الرسمية يوم الأحد كما يُعدّ موقعها على الإنترنت الأكثر استقطابا للزوار في منطقة تولسا. وبذلك أصبحت مجموعة صحف بوفيت تعد حتى الآن ثماني وعشرين صحيفة يومية مسجلة باسم مجموعته الإعلامية. وتملك مجموعة بوفيت كذلك نحو 42 عنواناً آخر بين مجلات وإصدارات شهرية ومواقع صحفية على شبكة الإنترنت في تسع ولايات أميركية. ومن حيث قوة الانتشار تعتبر «تولسا وورلد» الثالثة في مجموعة بوفيت بعد صحيفة «اوماها وورلد هيرالد» الصادرة في نبراسكا و»ريتشموند تايمز» في فيرجينيا.
وكان الملياردير الأميركي بدأ اهتمامه بالاستثمار الواسع في الصحف المطبوعة عندما اشترى عبر «بي اتش ميديا» شركة «أوماها وورلد هيرالد» التي تملك عدة صحف محلية قبل نحو سنتين ثم اتجه نحو مزيد من عمليات شراء الصحف حتى استحوذ في مايو الماضي على شركة «ميديا جنرال» التي تغطي صحفها أسواق ولايات الأباما ونورث كارولينا وسوث كارولينا وفيرجينا. وقد ذكرت التقارير حينها أن «بي اتش ميديا» دفعت 142 مليون دولار نقدا ثمناً للصفقة مع اتفاق قرض جانبي تقدم بموجبه شركات بوفيت قرضا بقيمة 400 مليون دولار للاستثمار في الصحف الجديدة.
عدد اليوم
