المراهقة المتأخرة (2)

تحدثنا الأسبوع الماضي عن المراهقة المتأخرة، وقلنا لماذا يقبل بعض الأشخاص على الزواج من فتيات بعمر أحفادهم، ولماذا توافق بعض العائلات ـ خاصة الآسيوية ـ على مثل هذه الزيجات· وذكرنا أن المصلحة المتبادلة تعتبر محفـّزاً لهذه الحالات للمضي في هذا الطريق، غير أن تبعات هذه الزيجات على المجتمع وعلى الأبناء تكون في بعض الأحيان قاسية، لدرجة أنها ولَّدت لدى بعض الأبناء عندما كبروا حالة نفسية جعلتهم يشعرون بالدونية وبالخجل من أنفسهم، وبأنهم أقل من أقرانهم وبالتحديد عندما يتحدثون بلهجة محلية ''مكسّرة''!· بطبيعة الحال الأمر لا يتوقف على المراهقة المتأخرة عند بعض الرجال؛ فبعض العائلات تبحث عن ''الرجل الكامل''، والرجل الكامل بمفهوم البعض هو القادر على ''فتح بيوت'' وإعاشة أهلها حتى لو بلغ أرذل العمر، فما المانع من تزويج رجل مسن إذا كان رجلاً بمعنى الكلمة وقادراً على ''إعاشة ابنتنا'' كما ورد في رسالة قارئ لم يذكر اسمه!· أي أن الشخص المقتدر وغير المرتبط بمديونيات (!) هو الشخص الأنسب بغض النظر عن أي شيء آخر، وهكذا اختزل قارؤنا العزيز الحياة بأكملها والزواج بكل ما يعنيه بالقدرة المالية على الإنفاق!· أعود لمصطلح ''الرجل الكامل'' الذي أطلقه الأخ الصحفي خالد عمر بن ققه خلال جلسة نقاش جمعتني معه تعقيباً على مقال الأسبوع الماضي، فهو يسوق العذر لأي أسرة تختار زوجاً مسناً لابنتها باعتبار أن الأسرة تبحث عن الشخص القادر على إعالة البنت، خاصة إذا كانت قد وصلت أو قاربت الثلاثين وهي سنٌّ في نظر البعض تدخل فيها الفتاة مرحلة العنوسة!!· إذن، الرجل الكامل هو المطلوب وليس ذاك الشخص ''المنتَّـف'' الذي لا يقدّر المسؤولية ولا يعي معنى الحياة الزوجية، إضافة إلى أنهم غير معنيين بأن تعيش ابنتهم قصة حب وغرام رومانسية بقدر ما يهمهم الحياة الكريمة وغير هذا ''دسْومة بعد الوفاة''!!· Ibrahim_alahmed@emi.ae