الحياة لا تقدم لنا النجاح على طبق من ذهب

تطالب سلمى حارب، المديرة التنفيذية للمنطقة الحرة في جبل علي، بتغير قوانين الأحوال الشخصية التي ''لا تنصف المرأة بتاتا''· وتؤكد أن ''التغيير في ثقافة المرأة يجب أن يبدأ في مرحلة الطفولة''· وتعتبر سلمى حارب أن ''المرأة مطالبة بالبحث عن حقوقها وإثبات استحقاقها لهذه الحقوق، من خلال العمل الجاد والمثابرة وتحقيق التميز في المجالات المختلفة''· وتحث ''القائدات على التحدث مع صناع القرار والسياسة في الحكومة لتبني سياسات أفضل في مجال التعليم والارتقاء الثقافي''· وترى أنه ''يتعين على النساء القائدات تشجيع العناصر النسائية على المزيد من المشاركة وبذل جهد أكبر لبلوغ الغاية المنشودة''· طبق من ذهب تجربة سلمى حارب العملية جعلتها تؤمن بأن ''الإنجاب في سن مبكرة أفضل للمرأة الراغبة في تحقيق كيان اجتماعي كي تتفرغ بعد ذلك لحياتها العملية بكامل طاقتها لإثبات ذاتها وإحداث عملية التوازن في سوق العمل''· فهذا، في رأيها، ''أكثر الطرق توازناً بين المسؤولية الأسرية والدور المجتمعي''· وتنصح المواطنات العاملات في القطاع الاقتصادي بضرورة ''تثقيف النفس وبذل الجهد وتغيير النظرة السائدة بأن الأعمال الشاقة تحتاج إلى رجال فقط وأن المجتمع الخليجي ذكوري''· تدعو حارب إلى ذلك ''كي تتواصل مسيرة المرأة الإماراتية، التي دخلت أصعب الميادين وحققت نسباً عالية من النجاح، سواء أكان في مجال الاستثمار أم الإدارة أو الأعمال''· وتستدرك سلمى حارب المؤمنة بأن ''الحياة لا تقدم لنا الحلول وفرص النجاح على طبق من ذهب''، وأنها لا تميز بين الرجل والمرأة، ''فعلى الجميع، سواءً أكان رجلا أم امرأة، العمل في منتهى الجد لتحقيق النجاح''· أما عن علاقتها بالموظفين الذين يعملون تحت قيادتها فتكشف أنها تحاول أن تكون قدوة لهم· فمن موقع القيادة تنتهج ''موقفاً متوازناً، وتمزج بين الصرامة والتفهم بمقادير متساوية، وتتعامل مع المواقف المختلفة بأساليب متعددة''· ثقة في النفس لا يخفى على المتحدث مع سلمى حارب ثقتها في نفسها، وهذا ما لا تتنكر له، بل تراها تبوح بتواضع أنها ''نشأت على الثقة بالنفس''· وقد وجدت أن ذلك هو الوجه الآخر للعمل الجماعي والتخطيط المبني على قاعدة صلبة''· ومع هذا السر تمكنت، كما تقول، ''من مواجهة التحديات التي اعترضت طريقي''· حتى أنها باتت لا تتذكر معوقات اعترضتها، على صعيد الحياة العملية· وتقترح حارب، بعد مسيرتها العملية ومن موقعها، ''أن يختار المرء ولاسيما المرأة، الأفضل والمناسب لمستقبله المهني بناءً على إمكاناته وقدراته والجهد الذي سيبذله''· فهي شخصياً نمّت مهاراتها مستعينة بإرادة صلبة وبالدراسة والبحث وصاغت لنفسها رؤية سعت وتسعى لتحقيقها· وتشير حارب إلى أن ''العمل في المجالات الاستثمارية يحتاج إلى كفاءة مدفوعة بأسلوب تفكير يتسم بالمغامرة والابتكار وسلوك ينطوي على القبول بمواجهة التحديات، لاسيما أن المغامرة أصبحت عنصراً رئيساً في العمل الاقتصادي''· وتختم حارب التي تؤمن بأن مسيرة النجاح في العمل محفوفة دائماً بالتحديات: ''مع أنني بدأت مسيرتي الوظيفية في ميدان تقني، إلا أنني في طبعي كنت ميالة إلى استكشاف مسارات استراتيجية أدت بي في نهاية المطاف إلى موقعي الحالي· لقد كانت رحلة مثيرة مليئة بدروس تعلمتها من أساتذتي وزملائي وأصدقائي''·