السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنى الكناني: الأحفاد يسيرون على نهج الأجداد و 62% من الأسر الإماراتية لا تعاني مشكلات اجتماعية

لبنى الكناني: الأحفاد يسيرون على نهج الأجداد و 62% من الأسر الإماراتية لا تعاني مشكلات اجتماعية
18 أغسطس 2009 23:22
عندما جاءت إلى الإمارات منذ ما يربو على عشرين عاماً، لم يدر بخلدها، أن يكون المجتمع الإماراتي، الذي عاشت بين أبنائه كل هذه الفترة، ملهماً لها في اختيار عنوان وموضوع رسالة الدكتوراه، التي سعت إلى نيلها. الدكتورة لبنى الكناني الحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بعنوان «صورة الأسرة العربية في الدراما التلفزيونية بالقنوات الفضائية العربية وأثرها على إدراك الجمهور العربي للواقع الاجتماعي لها، دراسة تحليلية وميدانية مقارنة». الأسرة الممتدة ذكرت أن دوافعها لاختيار المجتمع الإماراتي، كأهم محور تقوم عليه دراستها وأبحاثها، كان راجعاً لعدة أسباب، منها. أولاً: بحكم إقامتها في الدولة كان هناك اختلاط بكثير من الأسر الإماراتية سواء على مستوى الجيرة، العمل، الأصدقاء، واكتشفت في هذه الأسر من السمات ما يميزها عن غيرها من الأسر في باقي الدول العربية، مثل التمسك بالقيم، والروابط الاجتماعية القوية، وأهمها استمرارية وجود الأسرة الممتدة في المجتمع الإماراتي، في حين اندثارها وانحسارها في المجتمعات العربية الأخرى، كما أن العلاقات القوية تغلب على أبناء هذه الأسر الممتدة، وبها أقل قدر من المشاكل، التي قد يصاحب هذا النوع من العلاقات الاجتماعية، قياساً إلىَ نظام الأسر الممتدة في أماكن أخرى. وفي الأسر الممتدة الإماراتية يحرص الأحفاد والأبناء حتى لو كانوا بالغين وراشدين على ابداء مظاهر الاحترام والاهتمام الشديد للآباء والأجداد، ولا يتعللون بمشاغل الحياة. وفي ذات الوقت يساهم الأجداد في تربية الأحفاد، ويمثلون مرجعية لهم في توجيههم في كل يتعلق بشؤون حياتهم، مسخرين ما لديهم من خبرات، ومحاولين نقلها إليهم. ثانياً: أما الشق الثاني من دوافع إجراء الدراسة، تمثل في أن فضائيات دولة الإمارات والمسلسلات الاجتماعية المعبرة عن المجتمع الإماراتي تحمل ذات السمات التي رأتها في المجتمع الذي عايشته، وهو ما دفعها، كما تقول، الدكتورة الكناني، إلى البحث والتأكد عما إذا كانت هذه المسلسلات معبرة بصدق عن الواقع من عدمه، ولذلك قامت بعمل دراسة مقارنة بين دولة الإمارات وباقي الدول العربية، ولفتت الكناني، إلى أن هذا يساعد الباحث في معرفة مدى ثبات الأسر على القيم في هذا المجتمع العربي أو ذاك، وكذا دور المؤسسات العاملة في الدولة في ترسيخ وتدعيم هذا الثبات القيمي، أو سلبية هذه المؤسسات وتأثيرها على عدم ثبات القيم. ثراء معلوماتي أما الدول العربية التي اختارتها الدكتورة لبنى، لتكون ممثلاً للعالم العربي ككل، فكانت سوريا، ممثلة عن بلاد الشام، تونس عن بلاد المغرب العربي، مصر باعتبارها كيان سكاني وجغرافي كبير في العالم العربي، بالإضافة إلى دولة الإمارات ممثلة عن دول الخليج. ولفتت إلى أن اختيار تلك الدول أيضاً راجع الى ثراء الإنتاج الدرامي في كل منها، قياساً إلى الأقطار الأخرى المحيطة بها في ذات النطاق الإقليمي. وحول الاستعدادات التي قامت بها قبل الشروع في عمل رسالة الدكتوراه، ذكرت، أن الاستقرار الذي تساعد على تحقيقه مؤسسات الدولة لأسر المقيمين والوافدين على أرض الإمارات، أتاح لها بشكل كبير يسر وسهولة تجميع المادة العلمية، الأمر الذي وفر لها ثراء معلوماتي، من خلال توافر مصادر عديدة استقت منها كثير مما يتعلق بموضوع الدراسة. ومن تلك المصادر: - المكتبة الوطنية بالمجمع الثقافي، والتي تعج بكثير من الكتب والمراجع الخاصة بدولة الإمارات وباقي الدول الخليجية والعربية. - مركز الوثائق والبحوث. - إصدارات الاتحاد النسائي. - جمعية نهضة المرأة الظبيانية. - جمعيات المرأة الأخرى بالدولة. فضلاً عن معارض الكتاب التي تقام بالدولة على مدار العام وعلى رأسها معرض أبوظبي الدولي للكتاب بما فيه من عناوين هامة في مختلف التخصصات العلمية. وفي هذا الإطار قالت الدكتورة لبنى «ذهبت إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب ولم أجد أي كتب عن تونس وسوريا، وهو ما جعلني أفكر في تغيير بعض عناوين رسالة الدكتوراه أو على الأقل بعض محاورها، ولكني تمكنت من الحصول على تلك الكتب في معرض أبوظبي للكتاب، وفي هذا دلالة قطعية على كم الثراء المعرفي والمعلوماتي التي توفره أبو ظبي للباحثين والدارسين بكافة السبل». واشارات إلى ان استضافة دولة الإمارات لمؤتمرات تناقش أوضاع المرأة والأسرة العربية ساعدها على الالتقاء بسيدات من كافة الدول العربية ومناقشتهن فيه في موضوع الدراسة، والاستماع لرؤاهم حول قضايا المرأة والأسرة في العالم العربي. واعتبرته مصدراً هاماً وحيوياً من مصادر الدراسة. نجاحات المرأة وعن الصعوبات التي واجهتها، قالت، أن ذلك تمثل في: 1- الكم الهائل من المسلسلات، والذي يتطلب جهداً كبيراً في تفريغ أشرطة الفيديو، سيما وأنها اختارت 6 مسلسلات من كل دولة من الدول الأربع لتكون معبرة عن الواقع الاجتماعي لكل دولة، وليس مسلسلاً واحداً أو اثنين مثلما يفعل أي باحث أو دارس، لتكون معبرة عن الواقع الاجتماعي الحقيقي لكل دولة. 2- فروق التوقيت بين الدول العربية، وضرورة متابعة الأعمال الدرامية في فضائيات الدول العربية محل الدراسة. 3- صعوبة اللهجة التونسية، مما اضطرها للذهاب للسفارة التونسية للاستفسار عن كثير من المفردات التي وجدت فيها بعض الصعوبات. أما عن أهم نتائج التي خلصت إليها الباحثة والمتعلقة بالمرأة الإماراتية، أوضحت الدكتورة لبنى، أنها كما يلي: 1-الواقع المهني الحقيقي للمرأة الإماراتية يختلف تماماً عن الواقع التلفزيوني، فالتلفزيون صورها دائماً في وظائف تقليدية كمدرسة أو موظفة إدارية دونما إبداع أو تميز في العمل مع أن الواقع مختلف تماماً حيث تبوأت المرأة الإماراتية مجالات كثيرة، فمنهن وزيرات يعملن بكفاءة وهناك سفيرات وإعلاميات وأستاذات جامعيات، وكثير من سيدات الأعمال ونماذج عديدة تبرز نجاح المرأة في اختراق ميادين عمل جديدة قياساً إلى غيرهن من النساء في العالم العربي. 2- المرأة الإماراتية استطاعت الاضطلاع بكافة أدوارها في المجتمع، والتوفيق بينها، دونما اي تأثير على واجباتها الرئيسية تجاه الأسرة، وهو ما أظهرته المسلسلات وأيضاً أظهره الواقع الفعلي تبعاً للدراسات الاجتماعية التي أجرتها جامعة الإمارات على مدار السنوات التالية. التعاليم الدينية وعن نتائج الدراسة حول المجتمع الإماراتي: قالت، 1- هذا المجتمع لا يزال محافظاً وحريصاً على وجود القيم الدينية والاجتماعية الايجابية، خاصة أن المادة لم تطغ على حياة الأفراد وسلوكياتهم. 2- رغم وجود الأدوات العصرية ومع ارتفاع المستوى المادي إلا أنه لم يبعد الإماراتيين عن القيم الدينية، وهو ما رأته الدكتورة بنفسها، أثناء تدريسها بالجامعة، حينما كان يؤذن للصلاة، كان الطلبة ينهضون للصلاة، وفي هذا دلالة واضحة على أن الشباب الإماراتي متمسك بتعاليم دينه وفي ذات الوقت يأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا. وهذه واحدة من النتائج الهامة التي تحيي عليها كتاب الدراما الإماراتية لأنهم يأتون بمشاهد تجمع الأب وابنه وهم يصلون سوياً أو أن الأب يأخذ ابنه للصلاة في المسجد وهو ما يعبر عنه علمياً بأنه « قيم مدعمة بالسلوك» وهو ما يظهر أهمية القيم تلك في المجتمع الواقع فيها بخلاف مسلسلات في دول أخرى تدعو لهذه القيم بالقول فقط دون تضمينها بمشاهد فعلية. وبالنسبة للأسرة، أكدت الدكتورة لبنى أن الأسرة الإماراتية هي الأكثر تماسكاً في العالم العربي، وهذا التماسك له مفردات، منه. - حرصهم على الاجتماع في وقت الغداء أو العشاء على مائدة واحدة. - حرص الوالد على انتهاج سلوك قويم أمام أبنائه. - علاقة الإخوة تمتزج بالصداقة والعدل إلى حد كبير، ولا يوجد من يستأثر بالميراث أو الأموال، كما يحدث في بعض الدول الأخرى، وخاصة مع البنات. - احترام مكانة الآباء والأجداد. - الاحترام بين الزوجين هو الذي يحكم وينظم العلاقة الزوجية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©