برلين، روما (وكالات) - قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس الأول في برلين إن الثورة التونسية التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011 هي الآن “في مفترق طرق”. وأضاف أمام مؤسسة “دي جي ايه بي” المتخصصة بمسائل السياسة الخارجية: “صحيح أننا أطحنا (الديكتاتور) بما أن الرئيس السابق اضطر إلى الهروب”، موضحا “لكن لم تتم الإطاحة بكل النظام حتى الآن”. وبشأن “ولادة جديدة” لبلاده، قال الجبالي إنه لا يزال هناك “نوع من المقاومة” من جانب الذين يريدون العودة إلى الوضع السابق الذي اتسم خصوصاً بالفساد، كما قال.
وحث الجبالي الأوروبيين على دعم التحول الديمقراطي في بلاده. وقال الجبالي عقب إجراء محادثات مع مضيفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول إنه لا يطلب إعفاء بلاده تماما من الديون بل العودة للاستثمار في مشاريع ملموسة في بلاده. وقامت ألمانيا بالفعل بعملية مبادلة لـ60 مليون يورو من ديونها على تونس من خلال تحويلها إلى مشروعات تنموية تحددها ألمانيا. كما وعدت ميركل حكومة تونس بتقديم المزيد من المساعدات في تطوير الدستور وتعليم الشباب التونسي ومشيرة لذلك قالت ميركل: “نريد تعاونا حيا عبر مشاريع ملموسة”. وأشارت ميركل إلى أنه من المقرر أن تشكل حكومتا البلدين لجانا مشتركة تلتقي أكثر من مرة كل عام لتحقيق هذا الهدف. وقالت ميركل إن الجبالي أوضح لها أن مهندسين وجامعيين في تونس يمكن أن يشاركوا في مشروع ديزرتيك لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. وأبرز الجبالي الذي اتخذ من برلين محطته الأولى في جولته الأوروبية الدور الألماني في التحول الديمقراطي في العديد من الدول العربية، وقال إن حكومته تركز بشكل خاص على توظيف المزيد من العاطلين عن العمل حتى يسود الاستقرار الاجتماعي.
وفي روما، أعلن رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي أمس أن بلاده تدعم النهج الديمقراطي الذي تسلكه تونس وأنها تنوي تعزيز العلاقات مع تونس في عدة مجالات وخصوصاً مكافحة الهجرة غير الشرعية. وصرح ماريو مونتي عقب لقاء مع نظيره التونسي حمادي الجبالي إن “ايطاليا تدعم بقوة الحكومة التونسية في مهمتها الطموحة المتمثلة في توفير الرد المناسب على مطالب شعبها في مجالي الديمقراطية والتنمية”.
وأضاف أن “روح الاعتدال والمسؤولية التي تتحلى بها تونس مثال من شأن كل العالم أن يقتدي به في محاولة نشر الاستقرار والديمقراطية في العالم العربي”. وقال مونتي “إننا مستعدون للتعاون في مجالات استراتيجية وخصوصا مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثلا في قطاع السياحة الهام جدا لتحقيق التنمية وتوفير فرص عمل للشباب التونسي وكذلك قطاع الطاقة”. واثني رئيس الحكومة الايطالي على تونس “لمساهمتها الفعالة في مكافحة الهجرة غير الشرعية في المتوسط” مؤكداً أن روما ستواصل توفير “مساعدة كبيرة ومناسبة في هذا المجال”.
عدد اليوم
