معتز الشامي (المنامة)
تمسك اتحاد الكرة بطلبه المتعلق بتأجيل الانتخابات الآسيوية لعضوية مجلس «الفيفا»، والتي تجرى صباح اليوم بالعاصمة البحرينية المنامة، وانضم الاتحاد العراقي لمطلب الإمارات، برسالة رسمية تم عرضها على اجتماع المكتب التنفيذي أمس، برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي.
وانفردت صحيفة «الاتحاد» في عدد سابق باتجاه الإمارات لطلب تأجيل الانتخابات، وبحث إمكانية الدفع بمرشح إماراتي في عضوية «مجلس الفيفا»، على خلفية انسحاب الشيخ أحمد الفهد من السباق الانتخابي، وغلق الترشيحات، ما يعني فوز الثلاثي الآسيوي بالتزكية على المقاعد الثلاثة في عضوية مجلس الاتحاد الدولي.
وتفيد المتابعات أن المكتب التنفيذي تمسك بعدم تأجيل الانتخابات، حتى لا تتأثر سمعة الكرة الآسيوية، خاصة بعد فضيحة «لاي جيت»، بالقبض على ريتشارد لي عضو التنفيذي الآسيوي، واعترافه بالحصول على رشاوى، لتسهيل مهمة التأثير على أصوات اتحادات وطنية خلال العملية الانتخابية عام 2011، وحصوله على ما يقارب مليون دولار رشوة، ادعى أنه حصل عليها من شخصية كويتية، وهو ما تم تفسيره بشكل حمل إشارات حول شخصية الشيخ أحمد الفهد، الذي بادر بالانسحاب من جميع مناصب كرة القدم، ووعد بالدفاع عن نفسه، نافياً كل الاتهامات.
بينما كان القطري سعود المهندي أول الرافضين للتأجيل، رغم أن اسمه كان مطروحاً لخوض السباق، بعد انسحاب الفهد، وشدد على أن انتخابات التجديد لعضوية «الفيفا» تجرى بعد عام ونصف العام من الآن، ووقتها تصبح هناك فرصة لأكثر من مرشح عربي.
فيما أشارت المصادر الآسيوية، إلى أن الفرصة لا تزال متاحة خلال الجمعية العمومية التي تعقد صباح اليوم، لمناقشة العديد من الملفات، قبل إجراء الانتخابات، على مقعد المرأة فقط، بين 4 مرشحات، بينما حسم الثلاثي الشرق آسيوي مقاعد الرجال بالتزكية، وهم ممثل: الصين، كوريا، الفلبين.
أما عن آلية تأجيل الانتخابات، أكدت المصادر القارية، أنه على الاتحادات التي طلبت ذلك، أن تطلب الكلمة خلال العمومية، وأن تطرح فكرة التأجيل، من أجل تقديم مرشح بديل للفهد، ويستدعي الأمر ضرورة التصويت بين جميع الاتحادات، والحصول على الأغلبية الساحقة، ويجب أن تتجاوز 35 اتحاداً وطنياً، وفي حالة رفض 12 اتحاداً لذلك، يتم إجهاض تلك المحاولة، وأشارت المصادر القارية، إلى أن تمسك أي اتحاد وطني بالتأجيل، سيقابل بالرفض، في ظل تمسك اتحادات شرق آسيا بإجراء الانتخابات، فضلاً عن الآسيان ووسط آسيا، ما يصعب من إمكانية التأجيل حتى ولو أن هناك طلبات رسمية من بعض الاتحادات العربية.
من جانبه، بدا أحمد عيد، عضو المكتب التنفيذي الآسيوي، ورئيس الاتحاد السعودي الأسبق، أكثر وضوحاً عندما لفت إلى أن المرشحين الخليجيين والعرب، قرروا عدم خوض السباق الانتخابي لعدم تفتيت الأصوات والالتفاف حول الشيخ أحمد الفهد في الانتخابات، وذلك قبل أزمة ريتشارد لي وانسحاب الفهد، ولفت إلى أنه يجب إعادة التفكير في ضرورة تأجيل الانتخابات للسماح لوجود مرشح عن غرب آسيا، فيما لم يوضح ما إذا كان يرغب هو نفسه في خوض السباق الانتخابي من عدمه حال تم التأجيل؟.
من جهة ثانية، يكتمل العرس الانتخابي الآسيوي صباح اليوم، بإجراء الانتخابات المتوقع أن تشهد منافسة حامية على مقعد المرأة، بعد أن حسم الرجال المقاعد الثلاثة بالتزكية.
على الجانب الآخر، عقد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي اجتماعاً مهماً صباح أمس لمناقشة عدد من الملفات المهمة، أبرزها الاتفاق على طرح إعادة بيع الحقوق التجارية للاتحاد لمدة جديدة، والتي تنقسم للحقوق التلفزيونية للبطولات القارية، وحقوق الرعاية والتسويق، على أن يتم ذلك خلال نهاية العام الجاري، وأوائل العام المقبل، عبر طرح العطاءات أمام القنوات المختلفة والشركات التسويقية للدخول في مناقصة وتقديم أعلى سعر للفوز بالحقوق القارية.
والهدف الأول للاتحاد القاري هو الوصول لأعلى دخل مالي في تاريخ الكرة الآسيوية، خلال مدة السنوات الثماني التي ينوي الاتحاد القاري التفاوض على بيع الحقوق فيها، بمبالغ يتوقع أن تصل إلى ملياري دولار، كما يتوقع أن تكون حقوق البث التلفزيوني والحقوق التجارية للبطولات الناجحة على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية في الاتحاد الآسيوي، الأكبر على المستوى التاريخي للاتحاد القاري.
وتستمر الاتفاقية الحالية للحقوق التجارية حتى عام 2020، وتم الاتفاق خلال اجتماع المكتب التنفيذي على طرح الحقوق ضمن مزاد مفتوح، وقامت مجموعة عمل الحوكمة في الاتحاد بوضع إطار الحقوق والإجراءات للمزايدة.
من جانبه، قال الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي: هذا وقت مثير لكرة القدم في آسيا، قيمة هذه الحقوق تسمح بمواصلة تطوير اللعبة في القارة بمستويات أعلى وأسرع.
وأضاف: قمنا بوضع الحوكمة الجيدة والنزاهة أساساً لإطار الرؤية والمهمة، ونعمل على ضمان أن عملية بيع هذه الحقوق تتم وفق المبادئ الأساسية، ويتم إجراء تدقيق تفصيلي على العملية سواء من خلال المدققين الداخليين والخارجيين لمتابعة المزايدة، ونحن يجب أن نكون نموذجاً للشفافية الكاملة، والمكتب التنفيذي يجب أن يتابع كل التفاصيل، لأننا نريد أكبر قيمة ممكنة للحقوق التجارية.
كما أطلع المكتب التنفيذي خلال الاجتماع على تقارير اللجان المختلفة، والتي اجتمعت بعد الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي في مارس الماضي، وبما في ذلك مقترح تمويل البنية التحتية ضمن مبادرات رئيس الاتحاد الآسيوي.
ووافق المكتب التنفيذي كذلك على توصية مجموعة عمل الاتحادات الوطنية الأعضاء، من أجل تقديم طلب إلى الاتحاد الدولي، من أجل تمديد مهلة الاتحاد الباكستاني إلى يونيو 2019، حتى يتم إجراء إصلاح فعلي، وأن يقوم الاتحادان الآسيوي والدولي بعمل ورشة عمل لأطراف اللعبة كافة في الاتحاد الباكستاني.
واتفق المكتب التنفيذي أيضاً على أن يتم تشكيل وفد عالي المستوى، من أجل الاجتماع بالحكومة الباكستانية، واطلاعها على خطورة التدخل الخارجي في شؤون اللعبة، حيث شدد المكتب التنفيذي على موقفه في معارضة أي تدخل حكومي في إدارة شؤون اللعبة.
عدد اليوم
