متعاملون: هدوء صيفي في تداول العقارات

تشهد عمليات بيع وشراء العقارات بالدولة، هدوءاً نسبياً منذ بداية شهر مايو الماضي حتى الآن، متأثرة بفترة الإجازات والسفر لنسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين، بحسب ما ذكره متعاملون في العقارات بعدد من إمارات الدولة· وتوقع هؤلاء أن تستمر حالة الهدوء حتى شهر سبتمبر المقبل، مؤكدين أن هذه الحالة تعد طبيعية في مثل هذا الوقت من كل عام، حيث تشهد عمليات تداول الأراضي والعقارات السكنية سواء في المناطق السكنية أو الاستثمارية، هدوءاً نسبياً يصاحبه هدوء مماثل في نشاطات الوسطاء العقاريين· غير أن عدداً من مسؤولي المبيعات في شركات عقارية وأصحاب مكاتب عقارية، أكدوا أن ارتفاع أسعار العقارات خصوصاً في أبوظبي ودبي، شجع نسبة متزايدة من المستثمرين على الاتجاه للشراء في مشاريع تنفذ بالإمارات الشمالية نتيجة لاعتدال أسعارها نسبياً، كما أكدوا أن تراجع النشاط لم يصاحبه أي تراجع في الأسعار، حيث تراجعت الطلبات والعروض في الوقت ذاته· وأشار يوسف والي مسؤول مبيعات في إحدى شركات التطوير العقاري، إلى أن تراجع المبيعات في هذه الفترة من السنة يعد أمراً طبيعياً يحدث بصورة مستمرة، مشيراً إلى أن أغلب المستثمرين سواء من المواطنين أو المقيمين بالدولة، غير موجودين بالدولة حالياً نتيجة فترة الإجازات والسفر· غير أن والي أشار إلى أن السياح الأجانب القادمين إلى الدولة، يساهمون في الوقت نفسه في تقليل نسبة الهدوء بالسوق، حيث يقوم بعضهم بشراء عقارات في مشاريع استثمارية بعدد من مناطق الدولة· وأضاف أن عدم وجود معارض عقارية كبيرة في الفترة الحالية يساهم أيضاً في تقليل تداول العقارات، مشيراً إلى الفترة الممتدة بين شهري مايو وسبتمبر من كل عام، عادة ما تشهد هذا الهدوء النسبي، الذي يستمر حتى شهر سبتمبر ومع انتهاء الصيف، وأوضح أن نسبة التراجع في المبيعات تختلف من شركة إلى أخرى ومن إمارة إلى أخرى· غير أن تنفيذي المبيعات في شركة ''جولد كريست'' العقارية راشد محمد يؤكد أن مبيعات شركته لم تتأثر بفترة الصيف الحالية خصوصاً لمشاريعها المنفذة في إمارة عجمان، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من المستثمرين في إمارات أخرى مثل أبوظبي ودبي، أصبحوا يبحثون عن الاستثمار في الإمارات الشمالية التي لا تزال أسعارها معتدلة نسبياً· وأوضح أن شركته قامت ببيع 6 أبراج سكنية خلال 20 يوماً فقط، مشيراً إلى أنه قد يكون هناك نوع من الهدوء بالسوق، لكنه يتفاوت من شركة إلى أخرى، كما يرتبط بالأسعار، حيث يبحث أغلب المستثمرين عن الأسعار المعتدلة، وهو ما يتوافر في مشاريع الإمارات الشمالية· وأشار إلى أن الكثير من الشركات العقارية تعمل على دعم وتعزيز مبيعاتها في فترة الصيف سواء من ناحية عمليات التسويق وعروض الأسعار والتركيز على نوعية المشاريع التي تنفذها هذه الشركات، وهو الأمر الذي يساهم في تنشيط المبيعات خلال هذه الفترة· ولا تقتصر حالة الهدوء في قطاع العقارات على مشاريع التملك الحر، بل تمتد إلى الأراضي والبيوت في المناطق السكنية بالدولة، وهو ما أرجعه رئيس شركة الكنز لإدارة العقارات يوسف التميمي، إلى أسباب مماثلة لأسباب الهدوء في مشاريع التملك الحر· وقال يوسف التميمي: إن هذا الوضع يعد طبيعياً ويمر به السوق كل عام، غير أنه سرعان ما يعود للنشاط من جديد مع انقضاء أشهر الصيف، وذلك بعد شهرين من الآن تقريباً· وأضاف أن هناك تراجعاً في بيع وشراء العقارات، إلى جانب التراجع في الاستفسارات عن العقارات المعروضة، يصاحب ذلك هدوء مشابه لنشاط الوسطاء العقاريين الذين يتأثر نشاطهم حسب مستويات الطلب في السوق· غير أن التميمي قال: إن قطاع الإيجارات يشهد حركة قوية في الوقت الحالي، حيث كان تأثره بفترة الصيف أقل نسبياً من عمليات البيع والشراء· وأشار إلى أن بيع وشراء الأراضي والمباني السكنية يشهد هدوءاً أكبر من الهدوء في سوق التملك الحر، مشيراً إلى أن مشاريع التملك استقطبت اهتمام شريحة أكبر من المستثمرين خلال الفترة الأخيرة نتيجة لدخول الأجانب· كما أشار يوسف التميمي إلى أن الأسعار الحالية خصوصاً في أبوظبي تدفع نسبة من المستثمرين إلى البحث عن مشاريع ذات أسعار اقل، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في تنشيط السوق ببعض الإمارات الشمالية خصوصاً عجمان التي تشهد تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبيرة ذات التكاليف الأقل نسبياً· وأكد أن معرض ''سيتي سكيب'' الذي عقد في أبوظبي مؤخراً ساهم في رفع أسعار الأراضي، غير أنه أكد في الوقت نفسه أنه بالرغم من تراجع عمليات البيع والشراء إلا أن أسعار الأراضي والعقارات لم تتراجع، مشيراً إلى أن قطع أرض كانت تباع بحوالي 6 ملايين درهم بداية العام الحالي، بلغت أسعارها حوالي 8,5 مليون درهم حالياً، وحافظت على أسعارها خلال الشهرين الماضيين·